سجّلت مخيمات النازحين في مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غربي سورية، عدداً من الحرائق بسبب وسائل التدفئة البدائية، أمس الأربعاء، بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة وبدء منخفض جوي جديد.
وذكر فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيانٍ صدر عنه اليوم الخميس، أنّ أوضاعاً إنسانية سيئة جداً تواجه المدنيين في شمال غربي سورية، وتحديداً في المخيمات، بالتزامن مع انخفاض كبير في درجات الحرارة، وسط عجز كبير عن تأمين مستلزماتهم في المنطقة وعجز المنظمات عن تقديم الدعم اللازم للسكان، حيث أصبحت خياراتهم محدودة جداً بين تأمين الغذاء أو مواد التدفئة لهذا العام.
74% من النازحين لم يحصلوا على وسائل التدفئة
وأوضح "منسقو استجابة سورية" أنّ 74% من النازحين لم يحصلوا على مواد التدفئة لهذا العام، في حين حصل 17% على تدفئة تكفي لأربعة أسابيع فقط (مع التقنين في استخدام مواد التدفئة)، وحصل 9% فقط على مواد تكفي (بين ستة وثمانية أسابيع فقط)، في حين اشتكى أكثر من 85% من رداءة مواد التدفئة المقدمة وسوء النوعية المستخدمة في عمليات الاستجابة.
وأفاد الفريق بأن أكثر من 94% من العائلات غير قادرة على تأمين وسائل التدفئة للشتاء الحالي، فيما سجل العام الماضي عدم حصول 79% من النازحين على إمدادات التدفئة وتحديداً ضمن المخيمات.
ووفقاً للمصدر نفسه، يسعى 81% من العائلات في شمال غربي سورية إلى تخفيض الاحتياجات الأساسية وخاصةً الغذاء في محاولة يائسة للحصول على التدفئة لهذا العام.
163 حريقاً ضمن المخيمات بسبب وسائل التدفئة
ويوم أمس الأربعاء، أعلن الفريق، في بيان منفصل، أن عدد الحرائق ضمن المخيمات ارتفع منذ مطلع العام الحالي إلى 163 حريقاً، أدت إلى احتراق أكثر من 223 خيمة، وهو ما تسبب في وفاة خمسة مدنيين، بينهم امرأة وثلاثة أطفال، وإصابة 24 مدنياً، بينهم ثماني نساء وثمانية أطفال.
وأوضح الناشط الإعلامي خضر العبيد، لـ"العربي الجديد"، أن أكثر الأسباب شيوعاً لحرائق الخيام هي وسائل التدفئة البدائية، ومنها توصيلات ألواح الطاقة الشمسية، التي تتآكل في الغالب وتتسبب بماس كهربائي.
ولفت العبيد إلى أن العامل الآخر هو استخدام مواد تدفئة غير مخصصة لذلك، مثل مواد بلاستيكية وأخرى يمكن أن تنفجر في المدافئ أو حتى تسبب الحريق في الخيام بحال لم تراع شروط السلامة فيها.
ووفق بيان فريق "منسقو الاستجابة"، فإن انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير واعتماد النازحين على وسائل التدفئة البدائية غير الصالحة للاستخدام داخل المخيمات واستخدام مواقد الطهي داخل الخيم تزيد خطورة اشتعال الخيام بشكل أكبر، لافتا إلى أن 90% من العائلات النازحة تعتمد على مواد تدفئة غير صالحة (مواد بلاستيكية ونفايات) داخل الخيم في ضوء عدم توفر أماكن آمنة نسبياً للحد من الحرائق، مع توقع زيادة وتيرة الحرائق ضمن المخيمات خلال الفترة المقبلة نتيجة انخفاض درجات الحرارة بشكل مستمر.
ولفت الفريق إلى أن استخدام الخيام القماشية يعد أحد أبرز أسباب انتشار الحرائق داخل الخيم وعدم توفر العوازل، مُشيراً إلى أن عدد المخيمات التي تغيب عنها العوازل اللازمة لمنع الحرارة أو الحرائق يبلغ أكثر من 98%.
وناشد الفريق المنظمات الإنسانية العاملة في محافظة إدلب وريفها العمل على تحسين الوضع الإنساني للنازحين في المخيمات وتأمين المستلزمات الضرورية لمنع تكرار تلك الحرائق أو انتشارها، وطالب بإنشاء نقاط إطفاء ضمن التجمعات الأساسية في المخيمات، تضم عناصر مدربين على التعامل مع الحرائق لتلافي وقوع ضحايا.
كما شدد الفريق على ضرورة إيجاد أماكن سكن مناسبة للنازحين تستطيع مقاومة الظروف المختلفة، وذلك بالقرب من مراكز المدن والتجمعات السكنية، ريثما تتهيأ الظروف الملائمة لعودة النازحين إلى مدنهم وقراهم، والتي تعتبر الحل الأمثل لقضية المخيمات في شمال غربي سورية.