للأسبوع الثالث على التوالي، تصل الوفود التضامنية إلى خيمة الاعتصام التي نُصبت ضدّ قرار المحكمة العليا الإسرائيلية "عدم التدخل بقضية مقبرة القسام، بسبب قانون التقادم".
وتتعالى الأصوات من متولي وقف الاستقلال والمعتصمين بتحرير أراضي وقف مقبرة القسّام في قرية بلد الشيخ المهجرة بحيفا في الأراضي المحتلة، وإبطال صفقة مصادرتها وبيعها، باعتبارها "غير شرعية".
ووصل وفد نسائي إلى خيمة الاعتصام، اليوم الجمعة، في زيارة تضامنية وداعمة لنضالات المعتصمين، واستمع إلى آخر المستجدات من قبل أعضاء متولي الوقف.
وفي السياق، قالت الحاجة رقية خطيب لـ"العربي الجديد"، إنّ "الهدف من الزيارة ديني ووطني واجتماعي وسياسي وإنساني لحقوق الأحياء كي لا يروا أن أمواتهم تنتهك حرماتهم من قبل الاحتلال. يريدون مصادرة المقبرة وممتلكاتنا وتاريخنا وتراثنا، والمفروض أن نقف في وجههم دفاعاً عن حقنا".
وفي حديث مع المحامي خالد دغش، عضو متولي وقف الاستقلال، قال: "هناك مساران متداخلان في هذه الملف: المسار الأول يتعلق بالتحرك الرسمي والقانوني من "دائرة أراضي إسرائيل"، التي قدمت إخطاراً يطالب بإخلاء خيمة الاعتصام ونقلها وهدمها، وقد قمنا بإزاحتها لمنطقة تعطينا التغطية القانونية. أما المسار الثاني الذي تطور في الأسبوع الأخير، فهو دخول أوساط يمينية متطرفة على المشهد".
وتابع دغش: "نحن نعلم أن هذا الموضوع حاضر في الإعلام اليميني، وخاصة في بلدة الشيخ وبلدة تل حنان، وقد قام عضو الكنيست اليميني المتطرف إيتمار بن جفير بالتطاول على المعتصمين في المقبرة وهددهم ونعتهم بالإرهابيين الذين ينبغي إزالتهم وإخراجهم من أرض المقبرة، وقام بالتحريض علينا، غير أنّ ردنا كان أنّ وجودنا قانوني ولا نخرق القانون، ولسنا إرهابيين، إنما نطالب بحقنا القانوني وبالمحافظة على المقبرة".
من جهته، قال عضو متولي وقف الاستقلال الشيخ فؤاد أبو قمير: "خيمة الاعتصام مُقامة بهدف واحد، هو تحرير مقبرة القسام بالكامل وإعادتها إلى ما كانت عليه قبل عام 48، وإنهاء عملية نهب وسطو مخطط لها من قبل المؤسسة الإسرائيلية، فما بقي هو 13 دونماً من المساحة الكلية للمقبرة".
وأوضح: "لقد أقمنا خيمة الاعتصام في داخل المقبرة، لأن المؤسسة الإسرائيلية قامت ببيع الأرض وإعطاء الحقوق الكاملة لشركات تريد أن تمحو القبور عن وجه الأرض، وتبني على أنقاض موتانا والشهداء مكاتب تجارية ومصانع".
وتابع الشيخ فؤاد أبو قمير: "ضريح الشيخ عز الدين القسام هو من الأراضي المصادرة، ولقد حصلنا على مخطط تمّ إنشاؤه قبيل أربعة أشهر لتعويض الضريح بمكاتب. نحن أمام خطر وجودي على المقبرة، فالمؤسسة الإسرائيلية لا تحترم حرمة الموتى، وهذا أمر لا ينبغي السكوت عنه".