قد يبدو مضغ العلكة عادة لا ضير منها، لا بل قد يعتقد الكثيرون أن هذه العادة صحيّة رائعة، إذ إن قطعة من العلكة تحتوي على خمس سعرات حراريّة (متوسّط)، وهي بالتالي أفضل للوزن والأسنان من لوح شوكولاتة أو من السكاكر الغنيّة بالسعرات الحراريّة. كذلك، قد يظنّون أن مضغها يدفع عنّا التوتّر أو حتى الجوع. لكن الخبراء في هذا المجال يجدون تلك الحجج مجرّد "ترّهات".
وفي ما يأتي، أحدث ما توصّل إليه العلماء من اكتشافات قد تجعلك تفكّر مرّتَين قبل أن تضع قطعة من العلكة في فمك.
- هذه العادة ستدفعك إلى الإقلال من تناول الفواكه والإكثار من الأغذية السريعة الضارة:
قد ينصحك البعض بمضغ علكة قبل وقت إحدى الوجبات الغذائيّة، إذ قد يساعدك ذلك على التخفيف من شعورك بالجوع وبالتالي يجعلك تتناول كميّة أقل من الطعام. لكن دراسة حديثة أثبتت خطأ هذه المقولة. فقد أفضت نتائج الدراسة إلى حقيقة أن لا تأثير للعلكة على كميّة السعرات الحراريّة الذي يستهلكها الفرد، بالإضافة إلى أن مضغ علكة بنكهة النعناع يدفع المرء إلى الإقلال من الأغذية المفيدة كالفواكه ويزيد الرغبة في تناول الأغذية الضارة مثل رقائق البطاطا والسكاكر والحلويات. ويعزو العلماء هذا الأثر، إلى أن طعم النعناع يضفي على الخضار والفواكه مذاقاً مراً. لذلك، حاول احتساء كوب من الشاي الأخضر قبل موعد وجبتك لتقلّل من شهيّتك، فهذا سيساعدك على إنقاص وزنك، في حال كنت تريد ذلك!
- يمكن لهذه العادة أن تجعلك عرضة للإصابة باعتلال المفصل الصدغي الفكي:
ستشعر بآلام في المفصل والعضلات والأربطة المتصلة بالفك السفلي التي تربطه بالجمجمة. وبحسب ما يبيّنه طبيب الأسنان، دون آتكنز، فإن الاستخدام المفرط لأي من العضلات أو المفاصل يؤدّي إلى حدوث مشاكل واضطرابات فيها. لهذا قد يتسبّب مضغ العلكة باستمرار في تقلّص عضلات الفك والرأس والرقبة مع الزمن، الأمر الذي قد يحدث آلاماً في الرأس أو الأذنَين أو الأسنان. لذا، بدلاً من مضغ العلكة، تناول تفاحة لتشبع رغبتك بالمضغ وتقلّل من مخاطر إصابتك بالأمراض القلبيّة الوعائيّة في الوقت ذاته.
- قد تصيبك بمشاكل هضميّة: من أبرز اضطرابات الجهاز الهضمي التي تسبّبها العلكة، متلازمة القولون العصبي التي يشعر المصاب خلالها بتشنجات وآلام بطنيّة وتغيّرات في الحركة الاعتياديّة للأمعاء. وكل ذلك ناتج عن كميّة الهواء الكبيرة التي تبتلعها أثناء مضغك للعلكة، بحسب ما يبيّنه الطبيب المتخصّص في الأمراض الهضميّة في كاليفورنيا، باتريك تاكاهاشي. إلى ذلك، تحتوي العلكة على مُحلّيات صناعيّة من قبيل "السوربيتول" و"المانيتول" التي قد تؤدّي إلى الإصابة بالإسهال، حتى عند الأشخاص الأصحاء.
- قد تؤدّي إلى تآكل الأسنان: لتجنّب الأثر المُليّن للمُحلّيات الصناعيّة التي نجدها في العلكة، يقوم بعض المصنّعين باستبدال تلك المُحليات بمواد سكريّة طبيعيّة. قد يبدو هذا الاستبدال منطقياً للوهلة الأولى، لكن كثرة السكريات في العلكة تغرق الأسنان بالسكّر، ما يؤدّي إلى تآكلها وتسوّسها.
- ستجعلك تمضغ بعض المنتجات المشتقّة من الخراف: عندما تمضغ العلكة فأنت قد تمضغ في الوقت عينه مادة "اللانولين"، وهي إحدى مكوّنات مستحضرات العناية بالبشرة، وهي تضاف إلى العلكة لتمنحها بعض الطراوة. قد تروق لك الفكرة إلى أن تعلم أن مادة "اللانولين" هي مادة شمعيّة صفراء اللون تفرزها الغدد الدهنيّة عند الخراف تطلق عليها تسمية "دهن الصوف". ويتمّ الحصول على هذه المادة من خلال عصر صوف الخراف، الذي يتمّ جزّه، بين بكرتَي حلج. صحيح أن الكميّة المستخدمة في العلكة ضئيلة وقد لا تسبّب مخاطر صحيّة على المستهلك، لكن هل تروق لك فكرة مضغ مادة كهذه؟!
- تؤدّي إلى إفراز الزئبق داخل الجسم: تحتوي حشوات الأسنان ذات اللون الفضي (حشوات الأمالغام) على خليط من الزئبق والفضّة والقصدير. وقد بيّنت دراسات حديثة أن مضغ العلكة بشكل دائم يساعد على إطلاق الزئبق من الحشوة وإدخالها إلى جسمك. وتكمن المشكلة في أن ارتفاع مستويات الزئبق يؤدّي إلى مشاكل عصبيّة وإلى بعض الأمراض المزمنة والاضطرابات العقليّة. لكن الدكتور تاكاهاشي يبيّن أن كميّة الزئبق التي تخرج من حشوات الأسنان ضئيلة جداً ومن المستبعد أن تؤثّر بشكل خطير على صحتك، كذلك فهي تمرّ بسهولة عبر الأمعاء والمسالك الهضميّة. ويبقى السؤال: هل ترغب في أن ينطلق مثل هذا المعدن إلى داخل جسمك؟!