نشطاء فلسطينيون يغلقون مقر "الصليب الأحمر" بالبيرة احتجاجاً على التقصير حيال الأسرى
أغلق نشطاء فلسطينيون صباح اليوم الأربعاء، مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية لساعات أمام موظفيه، احتجاجاً على ما قالوا إنه تقاعسها تجاه قضية الأسرى المضربين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ضد الاعتقال الإداري، ومراجعتها للحالات الخطيرة من الأسرى المرضى.
وعلق النشطاء لافتات على مدخل مقر "الصليب الأحمر" تفيد بإغلاقه "باسم الأسرى"، كما نظموا وقفة أمام المقر وهتفوا بعبارات تتهم اللجنة الدولية بالتخاذل، وحملوا صور الأسرى المضربين عن الطعام.
وقالت الناشطة تالا ناصر لـ"العربي الجديد": "نحن شباب وشابات وأسرى محررون وأسيرات محررات، قمنا بإغلاق مقر الصليب الأحمر لنوجه رسالة للجنة الدولية بأن عليها القيام بمسؤولياتها ودورها بموجب نظامها الأساسي، والاتفاقات الدولية التي تنظم عملها".
واستمر إغلاق مقر الصليب الأحمر لساعتين، وتأتي هذه الخطوة بعد يوم من تحذير النشطاء حول نيتهم القيام بخطوات تصعيدية في حال استمرار اللجنة الدولية بعدم التحرك العاجل لزيارة الأسرى المضربين وإطلاع الجمهور على أوضاعهم الصحية، والضغط الجاد على سلطات الاحتلال للإفراج عنهم.
وخلال الوقفة، ناقش عدد من موظفي "الصليب الأحمر" النشطاء، مؤكدين أن هناك دورا إنسانيا محددا يقومون به، ولا يتم الإعلان عنها كلها. لكن الناشطة نصار قالت ردا على ذلك في حديثها لـ"العربي الجديد": "إن اللجنة الدولية لا تقوم بالحد الأدنى المطلوب منها، فهي لا تقوم بزيارات سوى مرة أو مرتين للأسرى المضربين منذ شهرين، وهذا لا يصل للحد الأدنى المطلوب من الصليب الأحمر".
بدورها، اتهمت الناشطة دالية نصار في حديث لـ"العربي الجديد"، اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأنها لا تقوم حتى بدورها الإنساني، وهي زيارات دورية للأسرى المضربين والمرضى، مضيفة "نحن لا نطلب منها تدخلا سياسيا، بل أن تقوم بدورها الأساسي، الأسير حذيفة حلبية تمت زيارته من قبل الصليب الأحمر مرتين فقط خلال 66 يوما من إضرابه، وهذا ليس كافيا".
وأضافت نصار: "أمس قدمنا مطالب للصليب الأحمر ببيان تم توزيعه في الاعتصام الذي نظم أمام مقره، الوقفات لم تعد تجدي، ولذلك رأينا أن الطريقة الوحيدة لإيصال الرسائل هي إغلاق المقر للحصول على ردود على المطالب".
وأكد النشطاء أنهم سيتوجهون لخطوات تصعيدية أخرى لم يعلنوا عنها، في حال بقي الوضع على ما هو عليه، كما طالبوا "الصليب الأحمر" بالعمل بحالة طوارئ، وزيارة الأسرى المضربين والمرضى خصوصا بسام السايح وسامي أبو دياك، بشكل يومي للاطمئنان عليهم، وإصدار التصريحات الصحافية حول تلك الزيارات وأوضاعهم الصحية، أسوة بما تقوم به اللجنة الدولية في كل أنحاء العالم.
وكان النشطاء اتهموا "الصليب الأحمر" أمس ببيانهم بإهمال قضية الأسرى الذين يخوضون معركة الإضراب عن الطعام، وجاء في البيان: "رغم أن الأسرى المضربين يحتاجون لزيارات يومية للاطمئنان على أوضاعهم وضمان وجودهم في بيئة صحية مناسبة، إلا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لم تتحمل مسؤولياتها في زيارتهم بشكل دوري، ولم تصدر بيانات للرأي العام تحمل تفاصيل أوضاعم الصحية، كما لم تقم بدورها الإنساني كجهة تدعي الحياد، خاصة في فضح ممارسات الاحتلال على مستويات دولية فيما يتعلق بالظروف التي يواجهها الأسرى المضربون".
وكانت عائلة الأسير المريض والمضرب عن الطعام حذيفة حلبية، أعلنت أمس، أنه تم نقل ابنها إلى غرفة العناية المكثفة في مستشفى كابلان في داخل الأراضي المحتلة عام 1948، لتدهور وضعه الصحي، وطالبت العائلة المؤسسات الدولية والفلسطينية الرسمية والحراكات الشعبية بالعمل على إنقاذ حياته.
أسرى مضربون ضد اعتقالهم الإداري
حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في بيان لها، اليوم الأربعاء، من تفاقم الحالة الصحية للأسرى المضربين أحمد غنام، وسلطان خلوف، وطارق قعدان، القابعين حالياً في عزل "نيتسيان الرملة".
وقالت الهيئة: "إن الأسير أحمد غنام (42 عاماً) من مدينة دورا جنوب الخليل، يمر بوضع صحي سيء للغاية، فهو مضرب عن الطعام منذ 53 يوماً على التوالي، ويعاني حالياً من آلام في الكبد وضعف بعضلة القلب ونقص حاد في الوزن وعدم قدرة على السير ويستخدم الكرسي المتحرك للتنقل. كما يشكو من آلام في المعدة والرأس، علماً بأن الأسير غنام هو أحد ضحايا الإهمال الطبي، إذ عانى من إصابته بالسرطان خلال فترة اعتقاله السابقة ولم يقدم له أي علاج، ولا يزال الأسير بحاجة إلى متابعة صحية حثيثة بسبب ضعف المناعة لديه".
ويواجه الأسير سلطان خلوف (38 عاماً) من بلدة برقين غرب جنين أوضاعاً صحية صعبة للغاية، فهو يخوض إضرابه منذ 49 يوماً، وسط تدهور بحالته الصحية، ويعاني حالياً من أوجاع حادة في الرأس والصدر، ومن صعوبة في التنفس ومن دوخة قوية وعدم وضوح في الرؤية ولا يستطيع المشي ويستخدم الكرسي المتحرك. وتجدر الإشارة إلى أن الأسير خلوف يعاني قبل اعتقاله من مرض الديسك ومن صعوبة في التنفس وعدم انتظام في الهرمونات، وبحاجة لمتابعة طبية لحالته. ومنذ بداية إضرابه يقاطع عيادة المعتقل ويرفض إجراء الفحوصات الطبية.
أما الأسير طارق قعدان (46 عاماً) من بلدة عرابة جنوب جنين، فهو مضرب منذ 36 يوماً، لكن تراجعاً طرأ على وضعه الصحي، حيث بدت عليه علامات الهزال والضعف العام وصعوبة في الحركة، لكن الأسير يتمتع بمعنويات حالة ومستمر في معركته مع الأمعاء الخاوية.
والجدير ذكره، أنه إلى جانب الأسرى المضربين غنام وخلوف وقعدان، يواصل خمسة أسرى أيضاً معركتهم النضالية رفضاً لاعتقالهم الإداري، وهم كل من الأسير حذيفة حلبية (28 عاماً) من بلدة أبو ديس جنوب شرق القدس ومضرب منذ 66 يوماً، وجرى نقله مؤخراً إلى مشفى "قبلان" الإسرائيلي، إثر تدهور خطير بوضعه الصحي. والأسير إسماعيل علي (30 عاماً) من بلدة أبو ديس جنوب شرق القدس ويخوض إضرابه منذ 43 يوماً. وناصر الجدع (31 عاماً) من بلدة برقين غرب جنين ومضرب منذ 29 يوماً. وثائر حمدان (30 عاماً) من بلدة بيت سيرا غرب رام الله ويواصل إضرابه لليوم الـ24 على التوالي. وفادي الحروب (27 عاماً) من بلدة دورا جنوب الخليل ومضرب منذ 23 يوماً.