اتهمت الصين اليوم الاثنين في تقريرها السنوي حول سجل حقوق الإنسان في الولايات المتحدة الحكومة الأميركية بممارسة المعايير المزدوجة، حيث قال التقرير إنه في الوقت الذي تتخذ الولايات المتحدة من موضوع ترويج حرية استخدام الإنترنت وسيلة لإضعاف باقي الأمم، تقوم هي نفسها بحملة ضد موقع ويكيليكس مما يدل على تحسسها من مسألة حرية تدفق المعلومات.
كما انتقد التقرير بشدة قضايا عديدة تتعلق بالولايات المتحدة من بينها قضايا المشردين والعنف والجريمة وتزاوج المال والسلطة والتأثيرات السلبية لسياستها الخارجية على المدنيين. كما اتهم التقرير الولايات المتحدة بالتسبب في "خسائر جسيمة بين المدنيين" في العراق وأفغانستان.
التقرير المطول الذي نشر في الصحف الرسمية الصينية جاء بصيغة استنكار لتقرير وزارة الخارجية الأميركية السنوي حول حقوق الإنسان في مختلف بلدان العالم، الذي تناول في نسخته لعام 2010 موضوع تصعيد السلطات الصينية للقيود على المعارضين عن طريق تحديد حرية التعبير عن الرأي وتشديد الرقابة على المجتمع المدني عن طريق التحكم في الدخول لشبكة المعلومات الدولية (الإنترنت).
كما احتجت الولايات المتحدة كذلك على حملة الاعتقالات التي قامت بها السلطات الصينية ضد المعارضين التي طالت الفنان والناشط الصيني آي ويوي، وطالبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الحكومة الصينية يوم الجمعة الماضي بإطلاق سراح ويوي.
الولايات المتحدة انتقدت اعتقال السلطات الصينية للفنان والناشط الصيني ويوي (غيتي)
نصيحة
يقول التقرير الصيني "بهذا ننصح حكومة الولايات المتحدة بأن تتخذ إجراءات ملموسة لتحسين أوضاع حقوق الإنسان التي تعنيها، وأن تتفحص وتصحح إجراءاتها في هذا المجال، وأن تتوقف عن أفعالها التسلطية واستخدام قضايا حقوق الإنسان للتدخل في شؤون البلدان الأخرى الداخلية".
لقد أغضب موقع ويكيليكس المسؤولين الأميركيين عندما نشر عشرات الآلاف من الوثائق العسكرية السرية الأميركية حول حروب أفغانستان والعراق بالإضافة إلى برقيات دبلوماسية أميركية صادرة من سفارات الولايات المتحدة في كافة أنحاء العالم.
الجندي الأميركي برادلي ماننغ البالغ 23 عاما والمتهم بتسريب آلاف الملفات الحساسة إلى ويكيليكس، محتجز في سجن عسكري في زنزانة انفرادية، ما عدا ساعة واحدة في اليوم. وقد وجهت إليه اتهامات بإساءة استخدام وتسريب معلومات سرية وفي وقت مبكر من شهر مارس/آذار المنصرم، ووجه إليه الجيش 22 تهمة جديدة من بينها التعاون مع العدو.
الإنترنت والدبلوماسية
يقول التقرير الصيني إن إجراءات الحكومة الأميركية ضد ماننغ تأتي في وقت تدعو فيه هي نفسها إلى حرية تدفق المعلومات الإلكترونية في باقي أنحاء العالم، وإنها "تمارس الدبلوماسية بطرق أخرى من ضمنها الإنترنت وبالتحديد الشبكات الاجتماعية".
كما أورد التقرير أرقاما تبين مستوى الجريمة المرتفع والحرمان الذي يطال الأطفال والتفرقة العنصرية في الولايات المتحدة.
يذكر أن شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي شهد مظاهرات عارمة في مدينة نيويورك الأميركية قام بها أميركيون يعانون من الفقر والتشرد. المظاهرات أقيمت في وول ستريت الذي يعتبر شريان الولايات المتحدة المالي، حيث رفع المتظاهرون لافتات قالوا فيها إن أكثر من 43 مليون أميركي يعيشون في حالة فقر.