في باكستان، أزمات عدة، منها مرض شلل الأطفال، الذي سجل رقماً قياسياً هذا العام. وبحسب المسؤولين في وزارة الصحة، تم تسجيل 260 حالة إصابة منذ بداية العام الحالي وحتى اليوم. وفي ظل ارتفاع أعداد المصابين، تزداد الضغوط على الحكومة.
بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن نسبة الإصابة بشلل الأطفال في باكستان تشكل نحو 80 في المائة من مجموع الإصابات في العالم. ووصل عدد المصابين في البلاد هذا العام إلى 260، تليها نيجيريا التي سجلت عشر إصابات، ثم أفغانستان بست إصابات. ولأن باكستان تتصدر قائمة الدول لناحية انتشار المرض، طالبتها منظمة الصحة باتخاذ تدابير فورية للسيطرة عليه، وأمهلتها حتى العام المقبل. أما وزارة الصحة الباكستانية، فلفتت إلى أن معظم الإصابات بمرض شلل الأطفال تنحصر في المناطق القبلية المحاذية للحدود الأفغانية، بخاصة إقليم خيبر بختونخوا المجاور للمناطق القبلية. وأشارت إلى أن عدد المصابين في المناطق القبلية بالمرض وصل إلى 163 هذا العام، 55 منهم في الإقليم.
تحذيرات منظمة الصحة دفعت بالحكومة الباكستانية إلى إعلان حالة الطوارئ، وشكلت لجنة ضمت وزير الدفاع خواجه أصف، ووزير الداخلية شودري نثار، ووزيرة الصحة سائرة أفضل تارر، للإشراف على حملة مكافحة شلل الأطفال.
في السياق، أكد رئيس الوزراء نواز شريف أن حكومته تبذل كل ما في وسعها للتصدي لهذا المرض الذي يهدد مستقبل الأطفال في البلاد، ووعد بأن تقوم بإزالة جميع العقبات التي تواجهها حملات مكافحة شلل الأطفال. أيضاً، أوصى رؤساء الأقاليم الأربعة وأجهزة الأمن، بتوفير الحماية اللازمة لهذه الحملات.
منذ إعلان حالة الطوارئ، انطلقت حملات تطعيم الأطفال في كافة أرجاء باكستان، بإشراف وزيرة الصحة. قالت لدى زيارتها مدينة كراتشي إن "الحكومة رسمت خطة لاستئصال جذور المرض من باكستان بنهاية عام 2015"، مؤكدة أن الحملة تواجه مشاكل أمنية في مختلف مناطق البلاد. لكنها مصممة على المضي قدماً نحو هدفها، والقضاء على هذا المرض الذي يسيء إلى سمعة باكستان على الساحة الدولية. وكخطوة احترازية، أقامت وزارة الصحة مراكز للتطعيم ضد شلل الأطفال في جميع المطارات الدولية.
عقبات
تواجه حملات مكافحة شلل الأطفال عقبات كثيرة، أبرزها المشاكل الأمنية وتعرض الفرق الطبية إلى هجمات متكررة، تشنها جماعات مسلحة في مختلف مناطق البلاد، بخاصة في منطقة القبائل ومناطق الشمال الغربي، بالإضافة إلى مدينة كراتشي عاصمة إقليم السند جنوبي البلاد. وبحسب إحصائيات حكومية، فإن أعمال العنف التي تعرضت لها فرق مكافحة شلل الأطفال أودت بحياة 30 موظفاً منذ بداية العام الحالي حتى اليوم.
كذلك، قتل مسلحون 28 شخصاً من عناصر الأمن والشرطة الباكستانية التي ترافق فرق مكافحة مرض شلل الأطفال في مختلف مناطق باكستان، وتحديداً في منطقة القبائل ومناطق الشمال الغربي من باكستان منذ مطلع العام الجاري. بدأت الجماعات المسلحة تستهدف هذه الحملات، بعدما ساعد طبيب باكستاني يُدعى شكيل آفريدي وكالة الاستخبارات الأميركية، في البحث عن مكان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، من خلال حملة تطعيم مزيفة. ومنذ قتلت القوات الأميركية بن لادن في مدينة أيبت اباد في مايو/أيار عام 2011، تتهم الجماعات المسلحة العاملين في حملات التطعيم بالتجسس لصالح الدول الغربية، وتستهدفهم في مناطق مختلفة من البلاد.
كذلك، تشيع الجماعات المسلحة وعدد من علماء الدين أن لقاح شلل الأطفال مؤامرة غربية لإصابة المسلمين بالعقم. لذلك، يرفض كثير من الآباء تطعيم أطفالهم، الأمر الذي يزيد من صعوبة حملات التطعيم ضد المرض. بالإضافة إلى التحديات الأمنية، تبرز مشكلة أخرى تتمثل في سوء إدراة الحكومة لهذه القضية. بالرغم من مليارات الدولارات التي تصل إلى الحكومة، يشكو الموظفون والعاملون في الحملات من عدم الحصول على رواتبهم. وفي إقليم بلوشستان، توقف نحو ثلاثة آلاف موظف في الحملة عن العمل، احتجاجاً على عدم دفع الحكومة رواتبهم لمدة خمسة أشهر. إقليم السند أيضاً يعاني الأمر نفسه.
في السياق، يقول التلميذ سليمان شاه (18 عاماً)، الذي يعمل في حملات مكافحة شلل الأطفال في منطقة شرات في ضواحي مدينة بشاور، في مقابل 250 روبية، إنه "ترك العمل بطلب من والدته، بخاصة أن فرق مكافحة شلل الأطفال تتعرض لهجمات المسلحين، فيما لا تدفع الحكومة رواتبهم". إلا أنه قلق من عدم قدرته على تسديد رسوم مدرسته.
أما صغرى بي بي، التي تسكن مدينة راولبندي، فتقول إنه كونها أرملة، لم تجد عملاً غير هذه الحملات، بالرغم من أن الحكومة لا تهتم بالموظفين، بخاصة في ما يتعلق بالرواتب. وتلفت إلى أن راولبندي المجاورة للعاصمة اسلام آباد تعد آمنة.
من جهته، يشير طاهر خان، أحد سكان ضواحي العاصمة اسلام آباد، إلى أنه يشارك كمتطوع في هذه الحملات، إذ يرى أن من واجبه المساعدة. يقول لـ "العربي الجديد": "استطعت إقناع الكثيرين بضرورة أخذ اللقاح. هذا واجبنا حيال أولادنا".
فتاوى
أصدرت منظمات دينيّة فتاوى تحث الآباء على تطعيم أولادهم، خلافاً لما تدعو إليه الجماعات المسلحة. في السياق، يقول رئيس مؤتمر علماء باكستان طاهر أشرفي لـ "العربي الجديد" إن شلل الأطفال من الأمراض المعدية، ولا يمكن علاجه بعد الإصابة به، لذلك يجب على الآباء تلقيح أطفالهم. ويستغرب إشاعة بعض العلماء أنه يؤدي إلى الإصابة بالعقم.
بدورها، تقول القيادية في حزب الشعب الباكستاني والناشطة في القطاع الصحي في إقليم السند شهلا رضا لـ "العربي الجديد" إن مرض الشلل الأطفال يحتاج إلى حملات توعية، بالإضافة إلى فرض رقابة حكومية بالتعاون مع علماء الدين. وتطالب علماء الدين برفع أصواتهم عبر المنابر دعماً لحملة مكافحة شلل الأطفال، داعية الحكومة إلى رسم خطة متكاملة لاستئصال جذور هذا المرض الذي يهدد مستقبل الأطفال، ويسيء إلى سمعتها على الساحة الدولية. كما تشير إلى ضرورة الاهتمام بالعاملين، بخاصة أن راتب الموظف لا يتعدى 250 روبية في اليوم، وهو رقم متواضع في ظل المخاطر التي يتعرض لها.
بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن نسبة الإصابة بشلل الأطفال في باكستان تشكل نحو 80 في المائة من مجموع الإصابات في العالم. ووصل عدد المصابين في البلاد هذا العام إلى 260، تليها نيجيريا التي سجلت عشر إصابات، ثم أفغانستان بست إصابات. ولأن باكستان تتصدر قائمة الدول لناحية انتشار المرض، طالبتها منظمة الصحة باتخاذ تدابير فورية للسيطرة عليه، وأمهلتها حتى العام المقبل. أما وزارة الصحة الباكستانية، فلفتت إلى أن معظم الإصابات بمرض شلل الأطفال تنحصر في المناطق القبلية المحاذية للحدود الأفغانية، بخاصة إقليم خيبر بختونخوا المجاور للمناطق القبلية. وأشارت إلى أن عدد المصابين في المناطق القبلية بالمرض وصل إلى 163 هذا العام، 55 منهم في الإقليم.
تحذيرات منظمة الصحة دفعت بالحكومة الباكستانية إلى إعلان حالة الطوارئ، وشكلت لجنة ضمت وزير الدفاع خواجه أصف، ووزير الداخلية شودري نثار، ووزيرة الصحة سائرة أفضل تارر، للإشراف على حملة مكافحة شلل الأطفال.
في السياق، أكد رئيس الوزراء نواز شريف أن حكومته تبذل كل ما في وسعها للتصدي لهذا المرض الذي يهدد مستقبل الأطفال في البلاد، ووعد بأن تقوم بإزالة جميع العقبات التي تواجهها حملات مكافحة شلل الأطفال. أيضاً، أوصى رؤساء الأقاليم الأربعة وأجهزة الأمن، بتوفير الحماية اللازمة لهذه الحملات.
منذ إعلان حالة الطوارئ، انطلقت حملات تطعيم الأطفال في كافة أرجاء باكستان، بإشراف وزيرة الصحة. قالت لدى زيارتها مدينة كراتشي إن "الحكومة رسمت خطة لاستئصال جذور المرض من باكستان بنهاية عام 2015"، مؤكدة أن الحملة تواجه مشاكل أمنية في مختلف مناطق البلاد. لكنها مصممة على المضي قدماً نحو هدفها، والقضاء على هذا المرض الذي يسيء إلى سمعة باكستان على الساحة الدولية. وكخطوة احترازية، أقامت وزارة الصحة مراكز للتطعيم ضد شلل الأطفال في جميع المطارات الدولية.
عقبات
تواجه حملات مكافحة شلل الأطفال عقبات كثيرة، أبرزها المشاكل الأمنية وتعرض الفرق الطبية إلى هجمات متكررة، تشنها جماعات مسلحة في مختلف مناطق البلاد، بخاصة في منطقة القبائل ومناطق الشمال الغربي، بالإضافة إلى مدينة كراتشي عاصمة إقليم السند جنوبي البلاد. وبحسب إحصائيات حكومية، فإن أعمال العنف التي تعرضت لها فرق مكافحة شلل الأطفال أودت بحياة 30 موظفاً منذ بداية العام الحالي حتى اليوم.
كذلك، قتل مسلحون 28 شخصاً من عناصر الأمن والشرطة الباكستانية التي ترافق فرق مكافحة مرض شلل الأطفال في مختلف مناطق باكستان، وتحديداً في منطقة القبائل ومناطق الشمال الغربي من باكستان منذ مطلع العام الجاري. بدأت الجماعات المسلحة تستهدف هذه الحملات، بعدما ساعد طبيب باكستاني يُدعى شكيل آفريدي وكالة الاستخبارات الأميركية، في البحث عن مكان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، من خلال حملة تطعيم مزيفة. ومنذ قتلت القوات الأميركية بن لادن في مدينة أيبت اباد في مايو/أيار عام 2011، تتهم الجماعات المسلحة العاملين في حملات التطعيم بالتجسس لصالح الدول الغربية، وتستهدفهم في مناطق مختلفة من البلاد.
كذلك، تشيع الجماعات المسلحة وعدد من علماء الدين أن لقاح شلل الأطفال مؤامرة غربية لإصابة المسلمين بالعقم. لذلك، يرفض كثير من الآباء تطعيم أطفالهم، الأمر الذي يزيد من صعوبة حملات التطعيم ضد المرض. بالإضافة إلى التحديات الأمنية، تبرز مشكلة أخرى تتمثل في سوء إدراة الحكومة لهذه القضية. بالرغم من مليارات الدولارات التي تصل إلى الحكومة، يشكو الموظفون والعاملون في الحملات من عدم الحصول على رواتبهم. وفي إقليم بلوشستان، توقف نحو ثلاثة آلاف موظف في الحملة عن العمل، احتجاجاً على عدم دفع الحكومة رواتبهم لمدة خمسة أشهر. إقليم السند أيضاً يعاني الأمر نفسه.
في السياق، يقول التلميذ سليمان شاه (18 عاماً)، الذي يعمل في حملات مكافحة شلل الأطفال في منطقة شرات في ضواحي مدينة بشاور، في مقابل 250 روبية، إنه "ترك العمل بطلب من والدته، بخاصة أن فرق مكافحة شلل الأطفال تتعرض لهجمات المسلحين، فيما لا تدفع الحكومة رواتبهم". إلا أنه قلق من عدم قدرته على تسديد رسوم مدرسته.
أما صغرى بي بي، التي تسكن مدينة راولبندي، فتقول إنه كونها أرملة، لم تجد عملاً غير هذه الحملات، بالرغم من أن الحكومة لا تهتم بالموظفين، بخاصة في ما يتعلق بالرواتب. وتلفت إلى أن راولبندي المجاورة للعاصمة اسلام آباد تعد آمنة.
من جهته، يشير طاهر خان، أحد سكان ضواحي العاصمة اسلام آباد، إلى أنه يشارك كمتطوع في هذه الحملات، إذ يرى أن من واجبه المساعدة. يقول لـ "العربي الجديد": "استطعت إقناع الكثيرين بضرورة أخذ اللقاح. هذا واجبنا حيال أولادنا".
فتاوى
أصدرت منظمات دينيّة فتاوى تحث الآباء على تطعيم أولادهم، خلافاً لما تدعو إليه الجماعات المسلحة. في السياق، يقول رئيس مؤتمر علماء باكستان طاهر أشرفي لـ "العربي الجديد" إن شلل الأطفال من الأمراض المعدية، ولا يمكن علاجه بعد الإصابة به، لذلك يجب على الآباء تلقيح أطفالهم. ويستغرب إشاعة بعض العلماء أنه يؤدي إلى الإصابة بالعقم.
بدورها، تقول القيادية في حزب الشعب الباكستاني والناشطة في القطاع الصحي في إقليم السند شهلا رضا لـ "العربي الجديد" إن مرض الشلل الأطفال يحتاج إلى حملات توعية، بالإضافة إلى فرض رقابة حكومية بالتعاون مع علماء الدين. وتطالب علماء الدين برفع أصواتهم عبر المنابر دعماً لحملة مكافحة شلل الأطفال، داعية الحكومة إلى رسم خطة متكاملة لاستئصال جذور هذا المرض الذي يهدد مستقبل الأطفال، ويسيء إلى سمعتها على الساحة الدولية. كما تشير إلى ضرورة الاهتمام بالعاملين، بخاصة أن راتب الموظف لا يتعدى 250 روبية في اليوم، وهو رقم متواضع في ظل المخاطر التي يتعرض لها.