في الأسبوع الأخير من أغسطس/ آب الماضي أعادت إحدى الصحف الاجتماعية المقروءة على نطاق واسع في السودان نشر ما ورد في هذه المساحة بالذات في عدد الجمعة (26 أغسطس) حول هجمة التهريب الشرسة التي تتعرض لها العقارب بزعم أكلها الرمل المشبع بحبيبات الذهب. الصحيفة المحلية لم تلتزم بذكر المصدر "العربي الجديد"، بل أطلقت عليّ أيضاً صفة "الخبير في شؤون العقارب" لمزيد من الإثارة. وهو ما فتح الباب أمام نقاشات واسعة حول أهمية التنوع الأحيائي، ومهددات بقاء الآلاف من الكائنات الحية من نباتات وحيوانات خصوصاً مع ضعف الوعي في هذا الجانب.
البعض استنكر دفاعي عن العقارب، ومن قبلها القنافذ بعدما تبين أنها يمكن أن تكون "مصدراً للرزق بدلاً من بقائها في البيئة بلا فائدة" بحسب اعتقادهم. وهذا ما زاد من التأكيد على عدم وضوح أهمية التنوع الجيني البيولوجي أو الأحيائي لدى الكثيرين (من المواطنين والمسؤولين على حد سواء). والمعروف أنّ التنوع الجيني هو جميع أجناس وأصناف النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة والأنظمة المحيطة بها.
يؤكد الخبراء أنّ 1 في المائة فقط من النباتات على سطح الأرض جرى بحث إمكانية توظيفها طبياً، ما يعزز من آمال اكتشاف المزيد من العقاقير والأدوية التي قد تسهم في علاج بعض الأمراض المستعصية. وهذا ما تذهب إليه الأرقام التي تقول إنّ 1400 نوع من النباتات يمكن استخدامها في علاج السرطان، و25 في المائة من الوصفات الدوائية في الولايات المتحدة تركز على عقاقير مستخرجة من النباتات.
يعتمد عالم اليوم على الكائنات الحية من نباتات وحيوانات وغيرها في الحصول على نصف الدواء، والغذاء اللازم، وحاجيات أخرى. وسيخسر الكثير إن لم تتوقف حملة الإبادة لهذه الكائنات من أجل الحفاظ على مستقبل أفضل للإنسانية. الوقائع اليومية تؤكد أنّ هناك العديد من الكائنات الحية من نباتات وحيوانات تنقرض كلّ يوم بسبب أعمال الإنسان. تشير مصادر برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) إلى انقراض واحد من الكائنات الحية كلّ ساعة من الزمن بسبب تدخلات الإنسان وتدميره مواطن هذه الأنواع.
المثال الأكثر وضوحاً قطاع الغابات، حيث تعيش نصف الحيوانات والنباتات، و80 في المائة من الحشرات، و90 في المائة من الحيوانات في الغابات الاستوائية. تشير الدراسات إلى أنّ معدل تقلص هذه المساحة يتراوح ما بين 11 إلى 15 مليون هكتار سنوياً. بعض الدراسات المحلية تؤكد أن وتيرة تقلص مساحة الغابات لدينا في تزايد مستمر على خلفية التأثر المتزايد بالتغير المناخي العالمي، ما يؤدي إلى تحول بعض الغابات إلى شبه صحراء.
*متخصص في شؤون البيئة
اقــرأ أيضاً
البعض استنكر دفاعي عن العقارب، ومن قبلها القنافذ بعدما تبين أنها يمكن أن تكون "مصدراً للرزق بدلاً من بقائها في البيئة بلا فائدة" بحسب اعتقادهم. وهذا ما زاد من التأكيد على عدم وضوح أهمية التنوع الجيني البيولوجي أو الأحيائي لدى الكثيرين (من المواطنين والمسؤولين على حد سواء). والمعروف أنّ التنوع الجيني هو جميع أجناس وأصناف النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة والأنظمة المحيطة بها.
يؤكد الخبراء أنّ 1 في المائة فقط من النباتات على سطح الأرض جرى بحث إمكانية توظيفها طبياً، ما يعزز من آمال اكتشاف المزيد من العقاقير والأدوية التي قد تسهم في علاج بعض الأمراض المستعصية. وهذا ما تذهب إليه الأرقام التي تقول إنّ 1400 نوع من النباتات يمكن استخدامها في علاج السرطان، و25 في المائة من الوصفات الدوائية في الولايات المتحدة تركز على عقاقير مستخرجة من النباتات.
يعتمد عالم اليوم على الكائنات الحية من نباتات وحيوانات وغيرها في الحصول على نصف الدواء، والغذاء اللازم، وحاجيات أخرى. وسيخسر الكثير إن لم تتوقف حملة الإبادة لهذه الكائنات من أجل الحفاظ على مستقبل أفضل للإنسانية. الوقائع اليومية تؤكد أنّ هناك العديد من الكائنات الحية من نباتات وحيوانات تنقرض كلّ يوم بسبب أعمال الإنسان. تشير مصادر برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) إلى انقراض واحد من الكائنات الحية كلّ ساعة من الزمن بسبب تدخلات الإنسان وتدميره مواطن هذه الأنواع.
المثال الأكثر وضوحاً قطاع الغابات، حيث تعيش نصف الحيوانات والنباتات، و80 في المائة من الحشرات، و90 في المائة من الحيوانات في الغابات الاستوائية. تشير الدراسات إلى أنّ معدل تقلص هذه المساحة يتراوح ما بين 11 إلى 15 مليون هكتار سنوياً. بعض الدراسات المحلية تؤكد أن وتيرة تقلص مساحة الغابات لدينا في تزايد مستمر على خلفية التأثر المتزايد بالتغير المناخي العالمي، ما يؤدي إلى تحول بعض الغابات إلى شبه صحراء.
*متخصص في شؤون البيئة