تتضاعف معاناة أهالي حلب الشرقية، المحاصرة من قبل القوات النظامية والمليشيات الموالية، تحت وابل من القصف العشوائي من الطيران الحربي الروسي، من جرّاء تراجع الخدمات الطبية، لعموم الأهالي مع تدمير المشافي والنقاط الطبية والنقص الشديد في الطواقم الطبية والأدوية والتجهيزات، في حين يتزاحم الناس على أبواب المشافي لتسجيل أسمائهم بانتظار الطبيب.
وقال الناشط الإعلامي في شرق حلب المحاصر، عمر عرب، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الوضع في حلب يتدهور بشكل متسارع عقب فرض الحصار الأخير من قبل القوات النظامية والمليشيات الموالية، المترافق مع قصف عنيف وعشوائي من قبل الطيران الحربي التابع للنظام وروسيا، ما حرم الأهالي من أبسط مقومات الحياة والحركة حيث تلزم العائلات مساكنها التي تنهار فوق رؤوس أفرادها".
ولفت إلى أنه "سبق أن كان في متناول الأهالي الحصول على الخدمات الطبية والعلاج، إلا أن النظام أصبح يستهدف المراكز الحيوية في المدينة بشكل مباشر وخاصة المشافي والدفاع المدني، وهذا انعكس بشكل سلبي على الأهالي، حيث حرموا من العلاج أو اضطروا إلى إخراج مرضاهم إلى مناطق أخرى، وخاصة الأطفال والنساء".
وبيّن أن "في حلب إضافة إلى سقوط عشرات الجرحى يومياً من جراء القصف المتواصل، هناك نحو 400 حالة صحية بحاجة إلى رعاية طبية لا تتوفر اليوم في الأحياء المحاصرة، وهم بحاجة إلى نقلهم إلى خارجها"، مضيفا "كما يوجد شحّ في المواد والأدوية الإسعافية من جراء تزايد عدد الجرحى بشكل يومي إثر قصف المركز على الأحياء السكنية".
وعانى أهالي حلب الشرقية من قلة الكادر الطبي، إذ يعتمدون على المستوصفات أو النقاط الطبية، التي غالبا ما يكون فيها ممرض أو ممرضة يقومون بتقديم الخدمة الطبية، وفي الحالات التي تستدعي كشفاً من طبيب، يقوم الأهالي بتسجيل دور لهم في المشافي، بانتظار أن يأتي طبيب مختص، وهذا ما يسبب المزيد من المعاناة اليومية للأهالي ومرضاهم، بفعل الازدحام الشديد، وبالمقابل الضغط الذي يعاني منه من تبقى من الأطباء.
يشار إلى أنه يوجد في حلب الشرقية نحو ستة مستشفيات، اثنان منها فقط تمتلكان قدرات جراحية، وهذه المستشفيات مطالبة بأن تقدم خدمات طبية إلى نحو 250 ألفاً من المحاصرين في الأحياء الشرقية.