جهاد قدم فنان تشكيلي سوري، من مدينة دير الزور، عاش حياته في دمشق، وكان له مرسمه الخاص هناك. أما اليوم فيعيش في العاصمة اللبنانية بيروت.
عمره 26 عاماً، ولديه إجازة في التسويق. لكنّه التحق في بداية الأزمة السورية عام 2011 بمعهد خاص درس فيه الرسم. ومع تأسيس مرسمه كانت الحرب تقترب.
يقول جهاد: "قبل تخرجي كنت أرسم كهواية ألجأ إليها بعد عناء الدرس. لكن بعد حصولي على شهادتي الجامعية تفرغت للرسم، وصرت أجد نفسي مأخوذاً به، فتركت اختصاصي". يتابع: "فتحت مرسماً في الشام، وكان ذلك مع بداية الأزمة في سورية. بقيت هناك حتى العام الجاري، ثم انتقلت عندما لم أتمكن من البقاء مع تضييق الحرب الحياة على جميع الناس. في تلك الفترة تقلصت النشاطات الثقافية شيئاً فشيئاً، فلم يعد ينظم أكثر من نشاط واحد كلّ عدة أشهر. وفي بعض الأحيان لا يقام أي نشاط بسبب تردي الأوضاع".
يشير قدم إلى أنّه اضطر إلى مغادرة سورية اضطراراً، فوقع اختياره على لبنان، خصوصاً أنّ السوريين منعوا من الذهاب إلى كثير من البلدان، كما أنّ لبنان هو الأقرب إلى سورية جغرافياً وثقافياً واجتماعياً. يقول إنّه في لبنان يختلط مع كثير من اللبنانيين والسوريين: "السوري يشعر في لبنان أنّه في سورية، وأنا لست من الأشخاص الذين يحلمون بالهجرة، وبناء حياة جديدة في مكان آخر، بل أنا راغب في العودة إلى سورية يوماً ما، ووجودي المؤقت هنا يسمح لي بالتركيز على مشاريعي التي سأنجزها لاحقاً بعد العودة إلى بلدي".
يضيف: "يومياً أحاول التأقلم مع الوضع الجديد والبحث عن عمل، لكن حتى الآن ليس هناك بصيص أمل في ذلك، فالأمر معقد وأصعب مما كنت أتوقعه. مع ذلك، لديّ مشروع معرض أعمل عليه، وأحضّر له من خلال رسم لوحات تجسد المعاناة التي وقعت في سورية لا بشكل مأساوي بل إيجابي، فمشاهد القتل والموت والدمار مرسومة في مخيلتي حتى اللحظة. ومن خلال لوحاتي أحاول أن أسجل تاريخ الأحداث الأليمة التي وقعت في بلادي. هناك مدن وبلدات تهدمت كلها ولم يبق منها أثر".
عن الرسم يقول قدم: "هو تجسيد للواقع المعاش تنطبع أحداثه في ذاكرة الفنان، وبعد فترة وجيزة يحاول أن يسجل مشاهداته التي مر بها بصره واختزنها عقله. خلال رسمي الأحداث أحاول أن أبث فيها الحيوية: حالة من الفرح، وحالة من الأمل، والحزن، خصوصاً أنّ الحرب ملأت الحياة قسوة. وهي قسوة أظهرها من خلال الألوان". يتابع: "تعجبني الألوان الحادة. أشعر أنّها تعبر عما في داخلي بحسب ما خبرته من ظروف مرت فيها سورية. لم أكن أتوقع في يوم ما أن أرى مشهد مدينة مدمرة بشكل كامل في بلادي، ولا أن أرى عدداً هائلاً من الناس المشردين. هذه المشاهد لم تكن مألوفة في سورية، وهي التي أحاول أن أجسدها من خلال الرسم. اللوحة هي في علاقة مباشرة مع الشعور الإنساني الرقيق لا القاسي، لكن من الضروري تجسيد تلك المشاهد على قسوتها كونها تأريخاً لما يحدث بالفعل، ولو بصورة عاطفية إيجابية جمالية تعطي أملاً بغد أفضل. اللوحة جواز سفر الفنان إلى المتلقي، ويجب أن تحمل انطباعاً جمالياً حتى يتفاعل معها أي إنسان ولا تبقى مبهمة غير مقروءة، بل يجب أن يقرأها الجميع كلّ بحسب اختصاصه وتوجهاته الفكرية والفنية".
بالنسبة لمعرضه المقبل، يقول: "هو معرض أحاكي فيه الواقع كما عشته. لم أحدد موعداً لافتتاحه بعد، لكنّ الأمر رهن بإنجاز كلّ اللوحات المخصصة له".
أما عن الإضاءة والألوان في رسمه، فيقول: "أتعمد تجسيد الواقع المأساوي من خلال الألوان القاتمة التي أستخدمها، ومن خلال الظلال، فالمشاهد العاطفية والبصرية التي اختزنتها ذاكرتنا ستوظف بعد سنوات عديدة، وستكون شاهداً على ما يحدث الآن من دمار وقتل وتشريد. في الدرجة الأولى، أستخدم الألوان الزيتية، وأعتمد مجموعة من التقنيات. وبحسب المطلوب في اللوحة، أختار الألوان المناسبة حتى تصل إلى الصورة التي أنوي تجسيدها بالشكل الأكثر دقة".
اقــرأ أيضاً
عمره 26 عاماً، ولديه إجازة في التسويق. لكنّه التحق في بداية الأزمة السورية عام 2011 بمعهد خاص درس فيه الرسم. ومع تأسيس مرسمه كانت الحرب تقترب.
يقول جهاد: "قبل تخرجي كنت أرسم كهواية ألجأ إليها بعد عناء الدرس. لكن بعد حصولي على شهادتي الجامعية تفرغت للرسم، وصرت أجد نفسي مأخوذاً به، فتركت اختصاصي". يتابع: "فتحت مرسماً في الشام، وكان ذلك مع بداية الأزمة في سورية. بقيت هناك حتى العام الجاري، ثم انتقلت عندما لم أتمكن من البقاء مع تضييق الحرب الحياة على جميع الناس. في تلك الفترة تقلصت النشاطات الثقافية شيئاً فشيئاً، فلم يعد ينظم أكثر من نشاط واحد كلّ عدة أشهر. وفي بعض الأحيان لا يقام أي نشاط بسبب تردي الأوضاع".
يشير قدم إلى أنّه اضطر إلى مغادرة سورية اضطراراً، فوقع اختياره على لبنان، خصوصاً أنّ السوريين منعوا من الذهاب إلى كثير من البلدان، كما أنّ لبنان هو الأقرب إلى سورية جغرافياً وثقافياً واجتماعياً. يقول إنّه في لبنان يختلط مع كثير من اللبنانيين والسوريين: "السوري يشعر في لبنان أنّه في سورية، وأنا لست من الأشخاص الذين يحلمون بالهجرة، وبناء حياة جديدة في مكان آخر، بل أنا راغب في العودة إلى سورية يوماً ما، ووجودي المؤقت هنا يسمح لي بالتركيز على مشاريعي التي سأنجزها لاحقاً بعد العودة إلى بلدي".
يضيف: "يومياً أحاول التأقلم مع الوضع الجديد والبحث عن عمل، لكن حتى الآن ليس هناك بصيص أمل في ذلك، فالأمر معقد وأصعب مما كنت أتوقعه. مع ذلك، لديّ مشروع معرض أعمل عليه، وأحضّر له من خلال رسم لوحات تجسد المعاناة التي وقعت في سورية لا بشكل مأساوي بل إيجابي، فمشاهد القتل والموت والدمار مرسومة في مخيلتي حتى اللحظة. ومن خلال لوحاتي أحاول أن أسجل تاريخ الأحداث الأليمة التي وقعت في بلادي. هناك مدن وبلدات تهدمت كلها ولم يبق منها أثر".
عن الرسم يقول قدم: "هو تجسيد للواقع المعاش تنطبع أحداثه في ذاكرة الفنان، وبعد فترة وجيزة يحاول أن يسجل مشاهداته التي مر بها بصره واختزنها عقله. خلال رسمي الأحداث أحاول أن أبث فيها الحيوية: حالة من الفرح، وحالة من الأمل، والحزن، خصوصاً أنّ الحرب ملأت الحياة قسوة. وهي قسوة أظهرها من خلال الألوان". يتابع: "تعجبني الألوان الحادة. أشعر أنّها تعبر عما في داخلي بحسب ما خبرته من ظروف مرت فيها سورية. لم أكن أتوقع في يوم ما أن أرى مشهد مدينة مدمرة بشكل كامل في بلادي، ولا أن أرى عدداً هائلاً من الناس المشردين. هذه المشاهد لم تكن مألوفة في سورية، وهي التي أحاول أن أجسدها من خلال الرسم. اللوحة هي في علاقة مباشرة مع الشعور الإنساني الرقيق لا القاسي، لكن من الضروري تجسيد تلك المشاهد على قسوتها كونها تأريخاً لما يحدث بالفعل، ولو بصورة عاطفية إيجابية جمالية تعطي أملاً بغد أفضل. اللوحة جواز سفر الفنان إلى المتلقي، ويجب أن تحمل انطباعاً جمالياً حتى يتفاعل معها أي إنسان ولا تبقى مبهمة غير مقروءة، بل يجب أن يقرأها الجميع كلّ بحسب اختصاصه وتوجهاته الفكرية والفنية".
بالنسبة لمعرضه المقبل، يقول: "هو معرض أحاكي فيه الواقع كما عشته. لم أحدد موعداً لافتتاحه بعد، لكنّ الأمر رهن بإنجاز كلّ اللوحات المخصصة له".
أما عن الإضاءة والألوان في رسمه، فيقول: "أتعمد تجسيد الواقع المأساوي من خلال الألوان القاتمة التي أستخدمها، ومن خلال الظلال، فالمشاهد العاطفية والبصرية التي اختزنتها ذاكرتنا ستوظف بعد سنوات عديدة، وستكون شاهداً على ما يحدث الآن من دمار وقتل وتشريد. في الدرجة الأولى، أستخدم الألوان الزيتية، وأعتمد مجموعة من التقنيات. وبحسب المطلوب في اللوحة، أختار الألوان المناسبة حتى تصل إلى الصورة التي أنوي تجسيدها بالشكل الأكثر دقة".