اعتبر الرئيس التونسي السابق، منصف المرزوقي، أن "المستقبل لمحاربي الفساد، أما الفاسدون والفاسدات فلا ينتظرهم إلا الخزي والعار، حتى إن أفلتوا من المحاسبة القانونية".
وجاء موقف المرزوقي من العاصمة النمساوية فيينا بمناسبة مشاركته في حفل تكريم الفائزين بالجائزة الدولية لمحاربة الفساد التي أطلقها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بحضور الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون.
واعترف المرزوقي، في نص نشره على صفحته الرسمية، اليوم السبت أنه لم يقدر على الفساد إبان رئاسته، لأسباب يتحمّل مسؤوليتها وأخرى من مسؤولية غيره، مؤكدا أن الفساد "لم يربح إلا معركة، وسيخسر الحرب، إذ تنهض حشود بعد حشود لتنجح أين فشلنا أنا وأنتم وكلنا في هذه المرحلة العصيبة من مشروعنا التحرري".
ولفت المرزوقي إلى ما أشار إليه بان كي مون خلال الحفل، بأن الفساد من أكبر المشاكل التي تواجهها كل الشعوب اليوم، ما دعا إلى تسمية الأمم المتحدة مقرّراً خاصاً لمكافحة الفساد، ودعمها كل المبادرات ومنها الجائزة الدولية الجديدة.
وتساءل المرزوقي، كيف لا يكون الموضوع في صدارة مشاغل الأمم المتحدة، وعلاقة الفساد بالاستبداد، والفقر، والتخلف، والثورات المكلفة لم تعد تخفى على أحد؟
وأشاد بحصول شخصيات من كل القارات ومن مختلف المجالات من جامعات، ومجتمع مدني، وثقافة، وقضاء على جوائز، مشيرا للفلسطينية حنان خندجي التي كشفت الفساد في مؤسسة أطفال من ذوي الإعاقة في الأردن، والمدعية العامة السابقة في غواتيمالا، تلما ألدانا، التي كشفت فساد رئيس الدولة نفسه، وأجبرته على الاستقالة.
وأضاف المرزوقي "لم تأتني هذه الفكرة إبان رئاستي، لكن كما يقول المثل الفرنسي أن تأتي متأخرا خير من ألّا تأتي أبدا"، داعيا إلى "تحديد جائزة تونسية لمكافحة الفساد، من الدولة أو المجتمع المدني، بهدف مكافأة كل المبادرات التي نحن بأمس الحاجة إليها"، مشيرا إلى أن "سرطان الفساد تغلغل عميقا داخل الدولة، والمجتمع، ويهدد مستقبلنا جميعا. وهو البؤرة التي ينطلق منها الاستبداد لحماية نفسه، والفقر الذي يزيد من معاناة الناس، والعنف ومظالمه بالجملة التي لم تعد تطاق".