في منزل تغمره الأزهار، إنْ بلوحات فنية أو برسومات على ألواح زجاجية أو بما زُرع حوله، تعيش دانا، صانعة أكاليل الزهر، في حي الرمال بمدينة غزة المحاصرة. على الرغم من كثرة الأشواك، ترسم الشابة ابتسامات على وجوه فتيات غزيات صغار حرمن من الابتسامة بفعل حصار المحتل والفقر.
دانا التي تبلغ من العمر 17 عاماً وتتابع دراستها في المرحلة الثانوية، أصبحت معروفة لدى صغيرات الأحياء المدمّرة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. كلما دخلت حياً، تتجمّع حولها الفتيات ليلعبن ويمرحن معها، في حين تتجه أعينهن إلى الكيس الذي تحمله. هن يعرفن أنّ فيه أكاليل زهر ملونة، سوف تبعث السعادة في قلوبهن.
لطالما أحبت الشابة المراهقة الرقص بمختلف أشكاله، لا سيما الدبكة الشعبية التي تحاول عائلات فلسطينية كثيرة تدريب أولادها عليها. قبل عام، في يوم من الأيام، راحت تميل إلى صناعة أكاليل الزهر وإكسسوارات من الأزهار الملونة، من قبيل الأساور والقلائد وما إليها. وتخبر دانا "العربي الجديد"، أنها تستخدم في صناعة أكاليلها أزهاراً صناعية من مختلف الأنواع والأشكال والأحجام والألوان. وهكذا تحتفظ كل فتاة بإكليلها لتتذكر لحظة ابتسامة عرفتها وسط الألم. تضيف أنّ "الأزهار من الأشياء الجميلة التي تحبها الفتيات الصغيرات ويستمتعن بالتزيّن بها. وهنّ لا يستطعن شراءها نظراً لثمنها الغالي. بالتالي هنّ محرومات منها".
من هنا، راحت دانا تعرض أكاليلها على الناس لتكتشف حجم إقبال الناس عليها. وقد فاجأت الجميع بأسلوبها المميّز. وفي خطوة أوسع، تمكّنت من عرض مصنوعاتها تلك في خمسة معارض، من أكاليل الزهر والإكسسوارات والزجاج الذي رسمت عليه الأزهار أيضاً. وذلك في موسمَي الربيع والصيف وفترات الأعياد.
ولا تخفي دانا أن استئناس والديها بالأزهار ساعدها على تنمية موهبتها في هذا المجال. تجدر الإشارة إلى أنّ والدتها، وهي مدرّسة، تملك موهبة الرسم على الزجاج. ومنزلها مزيّن بتلك الرسومات. أما والدها المهندس المعماري، فيمتلك موهبة رسم اللوحات الفنية.
وتلفت دانا إلى أنّها أصبحت "معروفة في صناعة أكاليل الزهر في الفترة الأخيرة، ولا سيما أنني أنشر صور تلك الأكاليل على صفحة خاصة بي على تطبيق إنستغرام تحت عنوان danaflowercrownuz_gaza". وتشدد دانا على أنها تواكب الموضة في صناعة الأكاليل، "خصوصاً تلك التي يمكن وضعها مع الحجاب، لتتناسب والأذواق في غزة".
وتتابع دانا عبر تطبيق إنستغرام بعض الحسابات التي تنشر صوراً عن أكاليل زهر بأشكالها المختلفة، فتحاول بعد ذلك جاهدة صنع أكاليل مشابهة، لكن بطريقتها الخاصة وبإضافات تجعلها متميّزة.
وعن سبب اختيارها للفتيات الصغيرات، تقول: "كنت أشاهد خلال العدوان الإسرائيلي الأخير الحزن في أعينهن. والأطفال عموماً هم من الفئات الأكثر حاجة إلى الابتسامة. هكذا بدأت فكرة إسعاد الفتيات الصغيرات بأكاليل الزهر". وبمبادرة شخصية، توجهت إلى حيّ الشجاعية وراحت تصنع لفتياته الأكاليل، بعدما تكون قد جمعت بعض المال من أحد معارضها.
في نشاطها الأول، صنعت دانا مائة إكليل زهر ووزعتها على الصغيرات. تخبر كيف تفاجأن لأنهن كنّ قد اعتدن على هدايا تقليدية، مثل الكراريس المدرسية والألعاب المعتادة. وقد أتت تلك الهدايا غريبة بالنسبة إليهن في بادئ الأمر، لكنها رسمت ابتسامة عريضة على وجوههن. يُذكر أنّ دانا لا تكتفي بتوزيع الأكاليل على الفتيات فقط، بل تلعب معهن، لتتحوّل مناسبة حصولهن على هداياهنّ مناسبة تملؤها البهجة، ولتفادي أي حديث بينهن عن ذكريات العدوان وعن الدمار.
وتحاول دانا صنع أكاليل بالمواد المتاحة بسبب نقص في المواد التي تحتاجها نتيجة الحصار. وقد طلب منها أحد متابعي أعمالها أكاليل لإرسالها إلى الخارج، لكنها عجزت عن ذلك بسبب إغلاق المعابر.
بعد نجاح أول مبادرة لها في الشجاعية، توجهت دانا إلى أحياء أخرى دمّرت خلال العدوان الأخير وإلى منطقة خزاعة، وقد لاقت الابتسامات نفسها. وهي تسعى اليوم إلى الاستمرار في هذه المبادرات حتى ترسم الابتسامة على وجوه عدد أكبر من فتيات الأحياء المتضررة والفقيرة في قطاع غزة.
وترفع دانا بين البيوت المدمرة شعاراً تقول فيه "مهما دمّرت تلك البيوت، سوف تنبت زهور الأمل عند الأطفال ليحيوا من جديد". وهي تطمح أيضاً إلى فتح مشروع تصنع فيه الفتيات الصغيرات الأكاليل، فيتمكّنّ بدورهن من إدخال الابتسامة إلى قلوب الفتيات من الأجيال اللاحقة.
اقرأ أيضاً: "لمّة".. مجموعة شبابية لمبدعي غزة
دانا التي تبلغ من العمر 17 عاماً وتتابع دراستها في المرحلة الثانوية، أصبحت معروفة لدى صغيرات الأحياء المدمّرة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. كلما دخلت حياً، تتجمّع حولها الفتيات ليلعبن ويمرحن معها، في حين تتجه أعينهن إلى الكيس الذي تحمله. هن يعرفن أنّ فيه أكاليل زهر ملونة، سوف تبعث السعادة في قلوبهن.
لطالما أحبت الشابة المراهقة الرقص بمختلف أشكاله، لا سيما الدبكة الشعبية التي تحاول عائلات فلسطينية كثيرة تدريب أولادها عليها. قبل عام، في يوم من الأيام، راحت تميل إلى صناعة أكاليل الزهر وإكسسوارات من الأزهار الملونة، من قبيل الأساور والقلائد وما إليها. وتخبر دانا "العربي الجديد"، أنها تستخدم في صناعة أكاليلها أزهاراً صناعية من مختلف الأنواع والأشكال والأحجام والألوان. وهكذا تحتفظ كل فتاة بإكليلها لتتذكر لحظة ابتسامة عرفتها وسط الألم. تضيف أنّ "الأزهار من الأشياء الجميلة التي تحبها الفتيات الصغيرات ويستمتعن بالتزيّن بها. وهنّ لا يستطعن شراءها نظراً لثمنها الغالي. بالتالي هنّ محرومات منها".
من هنا، راحت دانا تعرض أكاليلها على الناس لتكتشف حجم إقبال الناس عليها. وقد فاجأت الجميع بأسلوبها المميّز. وفي خطوة أوسع، تمكّنت من عرض مصنوعاتها تلك في خمسة معارض، من أكاليل الزهر والإكسسوارات والزجاج الذي رسمت عليه الأزهار أيضاً. وذلك في موسمَي الربيع والصيف وفترات الأعياد.
ولا تخفي دانا أن استئناس والديها بالأزهار ساعدها على تنمية موهبتها في هذا المجال. تجدر الإشارة إلى أنّ والدتها، وهي مدرّسة، تملك موهبة الرسم على الزجاج. ومنزلها مزيّن بتلك الرسومات. أما والدها المهندس المعماري، فيمتلك موهبة رسم اللوحات الفنية.
وتلفت دانا إلى أنّها أصبحت "معروفة في صناعة أكاليل الزهر في الفترة الأخيرة، ولا سيما أنني أنشر صور تلك الأكاليل على صفحة خاصة بي على تطبيق إنستغرام تحت عنوان danaflowercrownuz_gaza". وتشدد دانا على أنها تواكب الموضة في صناعة الأكاليل، "خصوصاً تلك التي يمكن وضعها مع الحجاب، لتتناسب والأذواق في غزة".
وتتابع دانا عبر تطبيق إنستغرام بعض الحسابات التي تنشر صوراً عن أكاليل زهر بأشكالها المختلفة، فتحاول بعد ذلك جاهدة صنع أكاليل مشابهة، لكن بطريقتها الخاصة وبإضافات تجعلها متميّزة.
وعن سبب اختيارها للفتيات الصغيرات، تقول: "كنت أشاهد خلال العدوان الإسرائيلي الأخير الحزن في أعينهن. والأطفال عموماً هم من الفئات الأكثر حاجة إلى الابتسامة. هكذا بدأت فكرة إسعاد الفتيات الصغيرات بأكاليل الزهر". وبمبادرة شخصية، توجهت إلى حيّ الشجاعية وراحت تصنع لفتياته الأكاليل، بعدما تكون قد جمعت بعض المال من أحد معارضها.
في نشاطها الأول، صنعت دانا مائة إكليل زهر ووزعتها على الصغيرات. تخبر كيف تفاجأن لأنهن كنّ قد اعتدن على هدايا تقليدية، مثل الكراريس المدرسية والألعاب المعتادة. وقد أتت تلك الهدايا غريبة بالنسبة إليهن في بادئ الأمر، لكنها رسمت ابتسامة عريضة على وجوههن. يُذكر أنّ دانا لا تكتفي بتوزيع الأكاليل على الفتيات فقط، بل تلعب معهن، لتتحوّل مناسبة حصولهن على هداياهنّ مناسبة تملؤها البهجة، ولتفادي أي حديث بينهن عن ذكريات العدوان وعن الدمار.
وتحاول دانا صنع أكاليل بالمواد المتاحة بسبب نقص في المواد التي تحتاجها نتيجة الحصار. وقد طلب منها أحد متابعي أعمالها أكاليل لإرسالها إلى الخارج، لكنها عجزت عن ذلك بسبب إغلاق المعابر.
بعد نجاح أول مبادرة لها في الشجاعية، توجهت دانا إلى أحياء أخرى دمّرت خلال العدوان الأخير وإلى منطقة خزاعة، وقد لاقت الابتسامات نفسها. وهي تسعى اليوم إلى الاستمرار في هذه المبادرات حتى ترسم الابتسامة على وجوه عدد أكبر من فتيات الأحياء المتضررة والفقيرة في قطاع غزة.
وترفع دانا بين البيوت المدمرة شعاراً تقول فيه "مهما دمّرت تلك البيوت، سوف تنبت زهور الأمل عند الأطفال ليحيوا من جديد". وهي تطمح أيضاً إلى فتح مشروع تصنع فيه الفتيات الصغيرات الأكاليل، فيتمكّنّ بدورهن من إدخال الابتسامة إلى قلوب الفتيات من الأجيال اللاحقة.
اقرأ أيضاً: "لمّة".. مجموعة شبابية لمبدعي غزة