فرنسا: تجربة لدمج أطفال التوحد في التعليم

هل تنجح تجربة دمج أطفال التوحد في مسارات التعليم المعتادة، وهل يمكن لطفل التوحد أن يتعلم ويتشارك مع الآخرين في صفوف دراسية عادية؟

قد يبدو من المبكر الإجابة عن تلك الأسئلة لأن التجربة الوليدة انطلقت في فرنسا عام 2013 وبدأ تطبيقها في 2014، ومن المقرر لها أن تستمر حتى 2017، على أن تكون سنوات التجربة العملية على مدى أربع سنوات بمثابة الاختبار للتعرف أكثر على إيجابيات وربما سلبيات إدماج الطفل المتوحد في المدارس العادية.

أحد مآخذ المعنيين بهذه الفئة من الأطفال يتمثل في قلة عدد الأطفال المشمولين في برنامج الدمج، خصوصاً أن فرنسا تشهد سنوياً ولادة نحو 8000 طفل متوحد.

إحدى رياض الأطفال الفرنسية، لديها صف متخصص تجمع فيه أطفال التوحد مع باقي التلاميذ، وتشير المدرسة في مدرسة "سورمولان" في باريس كاميل شنايدر لموقع science et avenir العلمي المتخصص إلى أن الصف عندما افتتح عام 2014 استقبل أطفالاً يعانون من طيف التوحد، لا يتكلمون، حتى أنهم كانوا يضعون الحفاضات.

وتتابع شنايدر "اليوم استغنوا عن الحفاضات، وصاروا يتبادلون ويتواصلون بكلمات، وصور وإيماءات، أصحبوا اليوم تلاميذ، حتى وإن كان لديهم مشاكل واضطرابات سلوكية".
وتقول شنايدر: "يخرجون إلى الملعب وقت الاستراحة، ويتناولون طعامهم في مقصف المدرسة مع تلاميذ الصفوف العادية في مدرسة سورمولان". ونموذج الدمج المشار إليه موجود في 60 وحدة دراسية في فرنسا، والتي بوشر العمل بها وفق الخطة الثالثة للتوحد (2013-2017) والتي تشمل التربية الوطنية والقطاع الصحي الاجتماعي. كل وحدة دراسية تضم 7 تلاميذ أعمارهم تتراوح بين 3 و6 سنوات يشرف عليهم متخصصون (مدرسون، أخصائي نطق، معالج نفسي، وأخصائي نفسي) يتبعون الوسائل التعليمية والسلوكية التي أوصت بها الهية العليا للصحة. كما ان الحكومة الفرنسية تخطط لفتح 50 وحدة تعليمية مماثلة في سبتمبر/أيلول 2016.

جمعيات أولياء الأمور المعنية بهذا المجال ليس كثيرة حتى الآن، ولكن المتحدثة باسم مجموعة التوحد ومؤلفة "التوحد، البحث الأكبر" ترى أن ما يحصل في فرنسا بخصوص دمج أطفال التوحد في التعليم ليس سوى نقطة في بحر، مشيرة إلى أن دمج ما يقارب 770 طفلاً متوحداً سنوياً رقم قليل مقابل ولادة 8000 طفل متوحد سنوياً في فرنسا.