تختلف عادات المغاربة في شهر رمضان باختلاف مناطقهم الجغرافية. عادات سكان الصحراء مثلاً، تختلف عن تلك التي يمارسها سكان المناطق الأمازيغية أو أهالي مناطق الشمال والريف. وكثيراً ما يعيد المغاربة إحياء ما يساهم الزمن في طمسه.
خلال هذا الشهر الفضيل، يعيد سكان مناطق الصحراء الاعتبار للخيمة، بالإضافة إلى مكانتها الرمزية. على الرغم من سيطرة الطابع الحضري في السنوات الأخيرة على تلك المناطق، إلا أنّ نصب الخيم يكثر في الساحات العمومية، وأيضاً أمام البيوت المشيّدة التي يغادرها قاطنوها ليقضوا أوقاتا كثيرة في تلك الخيم.
يقول عبد الله ولد نيبه وهو ناشط اجتماعي في مدينة الداخلة الصحراوية، إنّ "الخيمة تعود بشكل لافت في ليالي رمضان، خصوصاً في مناطق الصحراء في المملكة. وتُستغَلّ كمساحة للتواصل بين الأسر، وأيضاً للتسلية والسمر والعبادة". يضيف لـ "العربي الجديد" أنّ "عودة الخيمة بقوّة إلى المناطق الصحراوية، لا سيما في رمضان، لها أكثر من دلالة. منها أنّ المواطن الصحراوي يشعر بأنّه خلال هذا الشهر الكريم يعود إلى أصله ومنشئه الاجتماعي الأوّل، وكذلك إلى المكان الذي تربّى فيه الآباء والأجداد قبل التطوّر العمراني وازدهار المباني". أمّا الدلالة الثانية، فهي أنّ "الخيمة فسحة أرحب وأوسع من البيت. بابها يكون مفتوحاً طيلة الوقت، بخلاف المنزل. كذلك، يمكن للجيران والمارة حتى من الغرباء، أن يدخلوا إلى تلك الخيم المنصوبة، حيث يجدون المأكل والمشرب في الليالي الرمضانية". ويشير ولد نبيه إلى أنّ "الخيمة ترادف البساطة التي نشأ وترعرع فيها المواطن الصحراوي خلال سنوات مضت، قبل أن تقتحم تعقيدات الحياة السلوك اليومي في المدن والمناطق الصحراوية على حدّ سواء".
العيدية أم لكبير، مواطنة صحراوية، بالنسبة إليها "الخيمة في ليالي رمضان فرصة من أجل لمّ شمل العائلة، وتبادل الزيارات الأسريّة، وإحياء صلة الرحم، وتعزيز المودّة بين الجيران، والتنسيق بين الجارات لتقديم يد العون للأسر المعوزة". تضيف لـ "العربي الجديد" أنّ "الخيمة تتحوّل أيضاً إلى مكان للتسلية والترويح عن النفس، إذ يجتمع الرجال في في ناحية منها حول لعبة الضامة (داما) التي تشبه الشطرنج، أو لإلقاء الأشعار والمدائح النبوية. أمّا النساء، فيتسلّين بعد صلاة التراويح بلعبة السيك، في ناحية أخرى".
اقــرأ أيضاً
من جهته، يشرح إمام أحد مساجد مدينة العيون الصحراوية أنّ "الخيم كثيراً ما ينصبها المواطنون في الأحياء حيث لا توجد مساجد". يضيف لـ "العربي الجديد" وقد فضّل عد ذكر اسمه، أنّ "في بعض الأحيان، حتى لو وجدت مساجد، فإنّ الخيم تُنصب من أجل استيعاب أعداد المصلين خلال شهر رمضان، خصوصاً عند موعد صلاة التراويح والتهجد".
على الرغم من عودة المواطن الصحراوي خلال رمضان إلى بعض ما كان يميّز منطقته في الماضي، ومنها تمسكه بطقوس الخيمة وثقافة البدو والصحراء، إلا أنّه لا يمكن إنكار ما للمدنيّة من آثار على أهل الصحراء وعاداتهم المتميّزة خصوصاً في رمضان. وقد لاحظنا أخيراً أنّ الفوارق تضاءلت بين أهل الصحراء وسكان المدن، في طقوس هذا الشهر.
أمّا في المناطق الأمازيغية، فإنّ رمضان يكتسي بدوره حلّة جديدة تعيد إحياء عدد من العادات التي تتّجه نحو الاندثار. من تلك العادات، المناوبة بين الأسر في استضافة الجيران على مائدة الإفطار، وهي كذلك مناسبة لتوطيد الصلات بين العائلات التي لم تجتمع منذ مدّة". أمّا النساء فيها، فيجتمعن خلال ليالي هذا الشهر الفضيل لإعداد الطعام وتوزيعه صدقات، خصوصاً في ليلة السابع والعشرين بالتناوب في ما بينهنّ، كلّ مرة في بيت واحدة منهنّ. يأتي ذلك كنوع من أنواع التئام العائلات والتضامن الاجتماعي.
في هذا السياق، تقول الباحثة في علم الاجتماع ابتسام العوفير إنّ "ما يميّز رمضان في عدد من جهات المغرب ومناطقه من الناحية الاجتماعية، هو ذلك التكافل الذي ترتفع وتيرته في هذا الشهر بين المواطنين، وأيضاً إرساء دعائم المصالحات بين المتنازعين وصلة الرحم بين المقاطعين". وتوضح لـ "العربي الجديد" أنّ "رمضان فرصة اجتماعية عظيمة في المغرب تتوّج غالباً بالصلح بين الأزواج المتخاصمين والأسر المتنازعة. في هذا الشهر، تتيسر النفوس وتميل إلى ترميم علاقاتها الاجتماعية المتضررة من جرّاء تلاحق الوقائع ووتيرة الحياة السريعة وطغيان القيم الفرديّة في المجتمع المغربي".
اقــرأ أيضاً
خلال هذا الشهر الفضيل، يعيد سكان مناطق الصحراء الاعتبار للخيمة، بالإضافة إلى مكانتها الرمزية. على الرغم من سيطرة الطابع الحضري في السنوات الأخيرة على تلك المناطق، إلا أنّ نصب الخيم يكثر في الساحات العمومية، وأيضاً أمام البيوت المشيّدة التي يغادرها قاطنوها ليقضوا أوقاتا كثيرة في تلك الخيم.
يقول عبد الله ولد نيبه وهو ناشط اجتماعي في مدينة الداخلة الصحراوية، إنّ "الخيمة تعود بشكل لافت في ليالي رمضان، خصوصاً في مناطق الصحراء في المملكة. وتُستغَلّ كمساحة للتواصل بين الأسر، وأيضاً للتسلية والسمر والعبادة". يضيف لـ "العربي الجديد" أنّ "عودة الخيمة بقوّة إلى المناطق الصحراوية، لا سيما في رمضان، لها أكثر من دلالة. منها أنّ المواطن الصحراوي يشعر بأنّه خلال هذا الشهر الكريم يعود إلى أصله ومنشئه الاجتماعي الأوّل، وكذلك إلى المكان الذي تربّى فيه الآباء والأجداد قبل التطوّر العمراني وازدهار المباني". أمّا الدلالة الثانية، فهي أنّ "الخيمة فسحة أرحب وأوسع من البيت. بابها يكون مفتوحاً طيلة الوقت، بخلاف المنزل. كذلك، يمكن للجيران والمارة حتى من الغرباء، أن يدخلوا إلى تلك الخيم المنصوبة، حيث يجدون المأكل والمشرب في الليالي الرمضانية". ويشير ولد نبيه إلى أنّ "الخيمة ترادف البساطة التي نشأ وترعرع فيها المواطن الصحراوي خلال سنوات مضت، قبل أن تقتحم تعقيدات الحياة السلوك اليومي في المدن والمناطق الصحراوية على حدّ سواء".
العيدية أم لكبير، مواطنة صحراوية، بالنسبة إليها "الخيمة في ليالي رمضان فرصة من أجل لمّ شمل العائلة، وتبادل الزيارات الأسريّة، وإحياء صلة الرحم، وتعزيز المودّة بين الجيران، والتنسيق بين الجارات لتقديم يد العون للأسر المعوزة". تضيف لـ "العربي الجديد" أنّ "الخيمة تتحوّل أيضاً إلى مكان للتسلية والترويح عن النفس، إذ يجتمع الرجال في في ناحية منها حول لعبة الضامة (داما) التي تشبه الشطرنج، أو لإلقاء الأشعار والمدائح النبوية. أمّا النساء، فيتسلّين بعد صلاة التراويح بلعبة السيك، في ناحية أخرى".
من جهته، يشرح إمام أحد مساجد مدينة العيون الصحراوية أنّ "الخيم كثيراً ما ينصبها المواطنون في الأحياء حيث لا توجد مساجد". يضيف لـ "العربي الجديد" وقد فضّل عد ذكر اسمه، أنّ "في بعض الأحيان، حتى لو وجدت مساجد، فإنّ الخيم تُنصب من أجل استيعاب أعداد المصلين خلال شهر رمضان، خصوصاً عند موعد صلاة التراويح والتهجد".
على الرغم من عودة المواطن الصحراوي خلال رمضان إلى بعض ما كان يميّز منطقته في الماضي، ومنها تمسكه بطقوس الخيمة وثقافة البدو والصحراء، إلا أنّه لا يمكن إنكار ما للمدنيّة من آثار على أهل الصحراء وعاداتهم المتميّزة خصوصاً في رمضان. وقد لاحظنا أخيراً أنّ الفوارق تضاءلت بين أهل الصحراء وسكان المدن، في طقوس هذا الشهر.
أمّا في المناطق الأمازيغية، فإنّ رمضان يكتسي بدوره حلّة جديدة تعيد إحياء عدد من العادات التي تتّجه نحو الاندثار. من تلك العادات، المناوبة بين الأسر في استضافة الجيران على مائدة الإفطار، وهي كذلك مناسبة لتوطيد الصلات بين العائلات التي لم تجتمع منذ مدّة". أمّا النساء فيها، فيجتمعن خلال ليالي هذا الشهر الفضيل لإعداد الطعام وتوزيعه صدقات، خصوصاً في ليلة السابع والعشرين بالتناوب في ما بينهنّ، كلّ مرة في بيت واحدة منهنّ. يأتي ذلك كنوع من أنواع التئام العائلات والتضامن الاجتماعي.
في هذا السياق، تقول الباحثة في علم الاجتماع ابتسام العوفير إنّ "ما يميّز رمضان في عدد من جهات المغرب ومناطقه من الناحية الاجتماعية، هو ذلك التكافل الذي ترتفع وتيرته في هذا الشهر بين المواطنين، وأيضاً إرساء دعائم المصالحات بين المتنازعين وصلة الرحم بين المقاطعين". وتوضح لـ "العربي الجديد" أنّ "رمضان فرصة اجتماعية عظيمة في المغرب تتوّج غالباً بالصلح بين الأزواج المتخاصمين والأسر المتنازعة. في هذا الشهر، تتيسر النفوس وتميل إلى ترميم علاقاتها الاجتماعية المتضررة من جرّاء تلاحق الوقائع ووتيرة الحياة السريعة وطغيان القيم الفرديّة في المجتمع المغربي".