أفرجت جماعة الحوثي عن 82 سجيناً من السجن المركزي في العاصمة صنعاء، معظمهم متهمون بقضايا جنائية تتنوع بين الاتجار بالمخدرات والقتل والحرابة والسرقة والاختطاف وتفجير القنابل وأنابيب النفط.
وبحسب وثائق نشرتها قناة "بلقيس" الفضائية، فإن شقيق زعيم جماعة الحوثي يحيى بدر الدين الحوثي، وجه بالإفراج عن 72 من السجناء المتورطين في قضايا جنائية مختلفة، بالإضافة إلى 10 آخرين لم تُحدد الجرائم التي ارتكبوها.
وتحمل الوثائق المشار إليها ترويسة مصلحة السجون، وهي عبارة عن رسالة من المدير العام للإصلاحية المركزية في أمانة العاصمة، المعروفة باسم السجن المركزي، موجهة إلى وكيل النيابة الجزائية المتخصصة، وموضوعها السجناء الذين تم الإفراج عنهم من قبل لجنة السجناء، وهي اللجنة التي شكلها شقيق زعيم جماعة الحوثي برئاسته، وأصدر من خلالها أوامر إفراج عن عدد من السجناء.
وهذه ليست المرة الأولى التي يفرج فيها الحوثيون عن سجناء، رغم تورطهم في قضايا جنائية مختلفة، إذ سبق للجماعة أن أفرجت عن العديد منهم في كل من محافظة عمران وإب وصنعاء صعدة وحجة خلال السنوات الماضية.
وفي هذا السياق، يؤكد أحد وجهاء مدينة صعدة (معقل الحوثيين) فهد بن طالب الشرفي، أن إطلاق سراح السجناء، خاصة المتهمين في قضايا الاتجار بالمخدرات، هي عملية اعتيادية تمارسها جماعة الحوثي بهدف تمويل عملياتها العسكرية وإقلاق دول الجوار، منذ أن كانت في مدينة صعدة وقبل سيطرتها على العاصمة وبقية المحافظات اليمنية.
وقال الشرفي، لـ"العربي الجديد"، إن جماعة الحوثي منذ نشأتها تحرص على بناء علاقات واسعة مع تجار المخدرات بدلاً من معاقبتهم، مشيراً إلى أن قضايا وأحداثا وقعت خلال السنوات الماضية تؤكد ذلك، قبل أن تصبح علنية، إذ تم استقطاب تجار المخدرات ليصبحوا قيادات في الجماعة.
وأضاف: "تتحدث وسائل الإعلام الحوثية عن إلقاء القبض على تجار المخدرات والسلاح، لكن لم يحدث إطلاقا أن قامت بمحاسبتهم، ولكن ما يحدث هو العكس تماما"، لافتاً إلى أن "جماعة الحوثي منعت في صعدة، وهي المدينة الحدودية مع المملكة العربية السعودية، العشوائية في تجارة السلاح والمخدرات لتكون عملية أكثر تنظيماً، ولكي تحرص على الإشراف عليها، وأن عملية إطلاق سراح المتورطين في تجارة المخدرات بتوجيهات من قيادات حوثية عليا دليل على هذا التنسيق" بحسب قوله.
وأوضح الشرفي أن الجماعة تقوم أيضاً بالإفراج عن كثير من المتورطين في قضايا جنائية، بهدف الدفع بهم إلى جبهات القتال في مناطق مختلفة.