اتهم "مرصد طلاب حرية" إدارات الجامعات المصرية، بأنها متواطئة مع الجهاز الأمني في جريمة الاعتقال التعسفي للطلاب من داخل لجان الامتحانات، التي تجري حاليا داخل الجامعات.
وأوضح المرصد، في بيان، أنّه خلال قرابة ثلاثة أسابيع منذ بدء امتحانات نهاية العام الدراسي الحالي، قامت قوات الأمن المصرية باعتقال ما لا يقل عن 15 طالبًا من مختلف الجامعات، من داخل أو من أمام لجان امتحاناتهم، ومن أمام جامعاتهم، بشكل تعسفي من دون أمر قضائي مُسبب باعتقالهم أو اتهامات واضحة.
وأوردت المنظمة أسماء الطلاب المعتقلين، والذين ينتمون إلى جامعات "الإسكندرية" و"بني سويف" و"الأزهر" و"المنصورة" و"الزقازيق"، وعدد من المعاهد العليا.
وفي شهادات لأسر الطلاب، أفادت أسرة الطالب محمد طارق عبد المحسن، المُقيم في محافظة الجيزة، أنهم علموا من زملائه باعتقاله من قبل أفرادٍ تابعين لقوات الأمن المصرية بزيّ مدني، يوم الاثنين 23 مايو/أيار الماضي، من أمام جامعته فور خروجه من الامتحان. وقال والد الطالب إنهم لم يتمكنوا بعدها من التوصل إلى مكان احتجازه، ولمدة خمسة أيام، حتى ظَهَر يوم 28 مايو/أيار، في نيابة أحداث طوارئ الجيزة، والتي وجهت إليه تهمة الانتماء إلى جماعة محظورة، وأمرت بحبسه على ذمة التحقيقات.
وقال شقيق الطالب محمد عصام الدين عبد الرازق أبو المجد، أنه اعتقل يوم الثلاثاء 10 مايو/أيار، فور خروجه من لجنة الامتحان، وأنهم لم يتمكنوا من التوصل إلى مكان احتجازه حتى اللحظة.
وفي إفادته للمنظمة، ذكر شقيق الطالب محمد عبد اللاه عبد المطلب، أنهم علموا من زملائه أنه تم اعتقاله يوم الأحد 15 مايو/أيار، من داخل لجنة الامتحانات من قبل أفراد من الأمن الإداري، والذين قاموا بتسليمه إلى أفراد تابعين لقوات الأمن، وبقي قيد الإخفاء القسري لمدة 3 أيام، حتى ظَهر في مقر قسم "ثان أسيوط"، حيث تم عرضه على النيابة العامة التي أمرت بحبسه احتياطيا.
وفي شهادتها، قالت شقيقة الطالب عابد علاء الدين محمود، إنهم علموا من زملاء شقيقها أن رئيس كونترول المعهد حضر إلى لجنة الامتحان، ظُهر الأربعاء 25 مايو/أيار، وقام بالتحدّث مع مراقب اللجنة، وبعدها مباشرة توجّه المراقب إلى عابد مفتعلا مشادة معه بدعوى قيامه بالكتابة على ورقة الامتحان، ومن ثم تدخّل رئيس الكونترول وأستاذٌ في المعهد وقالوا إنهما سيقومان باقتياده إلى لجنة خاصة. وأضافت شقيقة الطالب أنه منذ تلك اللحظة اختفى شقيقها وفشلت كل محاولاتهم في التوصل إلى مكانه.
وتشابهت ظروفُ اعتقالِ باقي الطلاب، والذين تم اعتقالهم من لجانهم أو فور خروجهم من الامتحانات على مرأى من إدارات الجامعات والمعاهد التي لم تقم بأي تدخلٍ لوقف تلك الاعتقالات أو العمل على الإفراج عن الطلاب الذين تم اعتقالهم، بل وتواطأ بعضها مع الأجهزة الأمنية في اعتقال الطلاب، دونَ مراعاةٍ لقدسية الحرم الجامعي أو مدى تأثير تلك الممارسات على مستقبل الطلاب ومسارهم التعليمي.
وأكدت منظمة "طلاب حرية"، أن ظاهرة التربُّصِ بالطلاب واعتقالهم أثناء أو عقب أدائهم امتحاناتهم، والتي تصاعَدَ لجوءُ الأجهزة الأمنية المصرية إليها مؤخرًا، تُعد انتهاكًا صارخًا وجريمةً تُضافُ إلى جرائم النظام المصري بحق الطلاب. كما أن تواطؤ إدارات الجامعات مع الجهاز الأمني وعدم التصدّي لتلك الانتهاكات التي تقع تحت مظلة الحُرُم الجامعية، يُشير إلى سيطرة النظام المصري الحالي على الجامعات وإداراتها وتحوّلها من مؤسساتٍ مستقلة إلى أداةِ قمعٍ في يدِ النظام من دون النظر إلى مستقبل الطلاب.
ودعت "طلاب حرية" الأمينَ العام للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، إلى استخدام كافة الأدوات لوقف انتهاكات النظام المصري بأجهزته المختلفة بحق الطلاب، والعملِ على إطلاق سراح كافة الطلاب المعتقلين على خلفية قضايا رأي سياسية، وتقديم كل من شارك في اعتقال أو تعذيب الطلاب من الأجهزة الأمنية أو إدارات الجامعات المتواطئة إلى المحاكمة.