توفيت مساء أمس الخميس، الناشطة المصرية، شاهندة مقلد، في المركز الطبي العالمي بالقاهرة، بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز 78 عاما.
ولشاهندة مقلد، تاريخ نضالي طويل، لا ينكره أي من المعارضين لمواقفها خلال السنوات القليلة الأخيرة، حيث ناضلت ضد السلطة الحاكمة في شبابها، وقادت ثورات الفلاحين والعمال والطلاب مع رفيق دربها الراحل صلاح حسين، والذي كان مقربا من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما شاركت مع آخرين في تأسيس حزب التجمع المصري.
اعتقلت مقلد مرتين في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، الأولى عام 1975 بسبب تظاهرة في حلوان، والثانية مع مئات المثقفين عام 1981.
ولدت مقلد، عام 1938 بقرية كمشيش بمحافظة المنوفية، وورثت النضال منذ صغرها عن والدها ضابط الشرطة التقدمي الذي زرع فيها حب الفلاحين والعمال، وأكملت النضال مع زوجها الذي كافح ضد الإقطاعيين، صلاح حسين، والذي اُغتيل عام 1966، واتهمت بقتله عائلة الفقي التي كانت تسيطر على الأراضي الزراعية بقرية كمشيش.
واتشحت الراحلة بالسواد منذ وفاة زوجها، وأعلنت رفض خلعه إلا في حالتين، الأولى أن يلقى الرئيس السادات جزاءه، أو أن تقوم ثورة. ولم تخلعه بالفعل إلا بعد اغتيال السادات.
وشاركت مقلد في النضال ضد نظام الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك، وشاركت في الاحتجاجات والمظاهرات التي نظمتها حركة كفاية، وشاركت في ثورة يناير، كما شاركت لاحقا في مظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013، الرافضة لحكم جماعة الإخوان المسلمين.
وبعد الانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز 2013، دعمت مقلد النظام المصري الحالي، والذي عينها عضوا بالمجلس القومي لحقوق الإنسان (حكومي)، وشاركت مع عدد من الشخصيات العامة والسياسيين في إصدار ما سمي "وثيقة الاصطفاف الوطني العام"؛ دعمًا لتوجهات الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، في مواجهة الأزمات الداخلية والخارجية، في مارس/آذار من العام الماضي.
ونعى المحامي والمرشح الرئاسي السابق، خالد علي، شاهندة مقلد، قائلا: "ستبقى شاهندة مقلد صاحبة تاريخ نضالي عريق؛ حتى لو اختلفنا في تقدير مواقفنا خلال السنوات الثلاثة الماضية، فألف وداع لروحك الغالية"، ثم كتب كلمات الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم التي كتبها لها فيما كانت سجينة بسجن القناطر، وغناها الشيخ إمام عيسى، "يا شاهندة وخبرينا، يا أم الصوت الحزين، يا أم العيون جناين، يرمح فيها الهجين، إيش لون سجن القناطر، إيش لون السجانين".