وتشهد أسواق المنطقة إقبالًا ملحوظًا مقارنة بالأيام العادية، حيث انتعشت أسواق المشروبات والمأكولات التقليدية التي يشتهر بها رمضان، مثل "قمر الدين" (عصير المشمش المحلى والمجفف) و"عرق السوس" (شراب بارد يحضّر من جذور نبات السوس)، و"المعروك" (معجنات محلاة تحشى أحيانا بمواد مختلفة منها العجوة).
ومع ذلك، فإن مستوى البيع والشراء يبقى منخفضاً ولا يتجاوز 20 في المائة عما كان عليه قبل انطلاق الثورة في البلاد ضد نظامها الحاكم عام 2011.
ومن المشاهد الملفتة في أسواق الغوطة، رواج بيع قوالب الثلج، حيث يلجأ الناس إليه للحصول على الماء البارد، ليرووا ظمأهم بعد يوم حار طويل من الصيام، في ظل انقطاع متواصل للكهرباء في المنطقة، والذي يحول دون تمكن البرادات من تبريد المياه.
من جانب آخر، تخيم الأجواء الروحانية على مدن المنطقة في هذا الشهر الفضيل، إذ يقبل الناس على المساجد بشكل كبير لأداء الصلوات، وقراءة القرآن، وتكتمل الصورة مع صلاة التراويح، رغم خطر القصف في أي لحظة.
وأوضح محمد الخربوطلي، عضو المجلس المحلي في مدينة "كفر بطنا" (إحدى مدن الغوطة الشرقية)، أن "عادات الناس تغيرت عن ذي قبل، فقد كانوا يبدؤون بالتحضير لرمضان قبل قدومه بأسبوع كامل، ويقيمون الولائم خلال الشهر ويدعون بعضهم، إلا أن ذلك تغير اليوم بسبب الحرب".
من جانبه، أفاد محمد البحش، بائع "تمر هندي" في سوق "كفر بطنا"، بأن "حركة الناس في الشوارع جيدة، والأجواء جميلة رغم الفقر الذي يعانيه معظم الناس في الغوطة"، مشيراً إلى أنه "يحضر التمر هندي بشكل يومي في رمضان".
وتضم الغوطة الشرقية، عدداً من المدن والبلدات، أبرزها "دوما" و"كفربطنا" و"عربين" ويقطنها نحو 700 ألف نسمة حالياً، وتتبع إدارياً محافظة "ريف دمشق"، ويخضع الجزء الأكبر منها، والذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة، للحصار من قبل قوات النظام منذ نحو 3 أعوام، إلى جانب تعرضها لقصف متواصل من طائرات النظام، أسفر عن مقتل آلاف المدنيين فيها.