في المجتمع المغربي كثير من المهن البسيطة التي تزاولها فئات مختلفة كمصادر رزق أساسية لها. هي مهن بسيطة، لكنّها تدرّ على أصحابها الكثير من الأرباح. من ذلك بيع الحلزون، أو ما يعرف باللهجة المحلية بـ"الببوش"، وتأجير لوازم الحفلات ومناسبات العزاء، وتأجير السيارات، وتصميم مواقع الإنترنت، وصنع وبيع صابون "الغاسول" الطيني، وبيع المثلجات والعصائر، وغيرها الكثير.
عزيز العضمة، شاب مغربي يعمل في مجال تأجير تجهيزات حفلات الزفاف ومناسبات المآتم والعزاء، من كراسي وموائد. كما يوفر المأكولات المطلوبة للضيوف. يقول لـ"العربي الجديد"، إنّ "مهنة تجهيز الحفلات ومناسبات العزاء لا تحتاج إلى رأسمال كبير، وهي في الوقت نفسه مدرّة للربح، خصوصاً في فصل الصيف".
يضيف العضمة أنه بدأ مهنته باستئجار بضعة كراسي وموائد عادية مع أفرشتها وكؤوسها وصحونها لصالح أسرة كانت ترغب في إقامة حفل زفاف في أحد أحياء العاصمة الرباط. ومن هناك انطلقت تجربته في هذه المهنة التي يعمل فيها منذ أكثر من عشر سنوات، وبفضلها راكم أرباحاً "لا بأس بها"، وفق تعبيره.
يتابع العضمة أنّ هذه المهنة تنتعش بشكل لافت في فصل الصيف، حيث تكثر حفلات الزفاف، خصوصاً بعد انقضاء شهر رمضان، في السنوات الأخيرة، واتجاه العديد من الأسر إلى تزويج أبنائها وبناتها. يضيف أنّ "تجهيز مناسبات العزاء لا يرتبط بمواعيد مسبقة، لأنّ الموت لا يستأذن أحداً في زمان أو مكان".
بيع "الغاسول"، وهي مادة طينية لزجة تستخرج من جبال الأطلس، وسط المغرب، وتستخدمها النساء خصوصاً كمنتج طبيعي لتنظيف الشعر، وقناع لتغذية البشرة وغيرها من استعمالات التجميل، هي أيضاً مهنة تبدو هامشية وبسيطة، لكنّها تدرّ أرباحاً وفيرة لمن يحسن استثمارها.
عائلة الصفريوي، الشهيرة في المغرب، راكمت أموالاً طائلة في بداية انطلاقتها نحو عالم الثراء الفاحش بفضل بيع "الغاسول" في الأسواق المحلية والمحيطة بمدينة فاس، مسقط رأس رجل الأعمال أنس الصفريوي. بعدها، تطورت مهنة العائلة، وبدأت في تصدير "الغاسول" إلى الخارج، وأصبح الصفريوي أحد أكبر مليارديرات البلاد.
اقــرأ أيضاً
التصوير في الحفلات، مهنة بسيطة أخرى يمارسها محمد الزوين. هو شاب مغربي حاصل على الإجازة في التاريخ قبل سنوات مضت من دون أن يجد وظيفة في القطاع العام. قرر أن يلجأ إلى مهنة التصوير في الحفلات المختلفة، حاملاً على كتفه كاميرا فيديو، ومعلقاً في رقبته كاميرا فوتوغرافية.
يقول الزوين لـ"العربي الجديد"، إنه "لا توجد مهنة بسيطة أو هامشية، بل كلّها مهن نبيلة وشريفة تعطي لمزاولها بقدر ما تأخذ منه من عرق وجهد وصدق وإبداع أيضاً". يشير إلى أنّه يحاول الإبداع في مجال تصوير الحفلات من خلال حضور ورشات احترافية. وبذلك، يرتفع عدد من يرغبون في خدماته، بل صار مطلوباً بشدة، ما جعل مهنته تدرّ عليه أرباحاً لم يكن لينالها لو عمل في وظيفة.
كذلك، يجد العاملون في مهنة تصنيع وبيع المثلجات والعصائر، فرصة كبيرة لهم، خصوصاً في فصل الصيف، وتحديداً في أماكن الاصطياف الكثيرة في المغرب، وفي الأسواق التجارية الكبرى. هي تدرّ على أصحابها الكثير من الأموال، مع الإقبال الكبير على هذه المنتجات في الأجواء الحارة التي تشهدها البلاد صيفاً.
وإذا كانت للصيف مهنه البسيطة التي تدرّ أرباحاً كثيرة، فإنّ لفصلي الخريف والشتاء أيضاً مهنهما المرتبطة بالطقس البارد، والتي تؤدي كذلك إلى تراكم الأرباح لدى مزاوليها.
من ذلك، مهنة بيع الحلزون مسلوقاً مع حسائه، والذي يسميه المغاربة "الببوش" أو "الغلالة". تعتبر إحدى أشهر المهن الخاصة بالطقس البارد. وعلى الرغم من أنّها موسمية، فإنّ العمل فيها يدرّ الكثير من المال. فالعربة الواحدة التي تتولى بيع حساء الحلزون تصل أرباحها يومياً إلى نحو 700 درهم (72 دولاراً أميركياً).
في هذا الإطار، يقول صاحب عربة لبيع حساء الحلزون لـ"العربي الجديد"، إنه لا ينكر أنه يراكم ثروة مالية صغيرة في فصلي الخريف والشتاء خصوصاً، بفضل إقبال الكثير من المواطنين المغاربة على احتساء مرق الحلزون، وأكل هذا الحيوان الزاحف مسلوقاً بتوابل وأعشاب صحية، لكنّه في الصيف يتوقف عن البيع تماماً، فالأجواء الحارة لا تناسب المهنة أبداً.
يتابع أنّ بيع حساء "الببوش" قد يجعل من صاحب هذه المهنة شخصاً صاحب أرباح تغطي له كلّ مصاريف فصل الشتاء، وقد يراكم منها أموالاً كثيرة. ويعطي مثالاً عن زميل له أضحى مالكاً للعديد من الشقق بفضل تجارته بالحلزون. مع ذلك، يقول إنّ البعض لا يجد ما يسدّ به رمقه بالرغم من عمله في هذه المهنة.
اقــرأ أيضاً
عزيز العضمة، شاب مغربي يعمل في مجال تأجير تجهيزات حفلات الزفاف ومناسبات المآتم والعزاء، من كراسي وموائد. كما يوفر المأكولات المطلوبة للضيوف. يقول لـ"العربي الجديد"، إنّ "مهنة تجهيز الحفلات ومناسبات العزاء لا تحتاج إلى رأسمال كبير، وهي في الوقت نفسه مدرّة للربح، خصوصاً في فصل الصيف".
يضيف العضمة أنه بدأ مهنته باستئجار بضعة كراسي وموائد عادية مع أفرشتها وكؤوسها وصحونها لصالح أسرة كانت ترغب في إقامة حفل زفاف في أحد أحياء العاصمة الرباط. ومن هناك انطلقت تجربته في هذه المهنة التي يعمل فيها منذ أكثر من عشر سنوات، وبفضلها راكم أرباحاً "لا بأس بها"، وفق تعبيره.
يتابع العضمة أنّ هذه المهنة تنتعش بشكل لافت في فصل الصيف، حيث تكثر حفلات الزفاف، خصوصاً بعد انقضاء شهر رمضان، في السنوات الأخيرة، واتجاه العديد من الأسر إلى تزويج أبنائها وبناتها. يضيف أنّ "تجهيز مناسبات العزاء لا يرتبط بمواعيد مسبقة، لأنّ الموت لا يستأذن أحداً في زمان أو مكان".
بيع "الغاسول"، وهي مادة طينية لزجة تستخرج من جبال الأطلس، وسط المغرب، وتستخدمها النساء خصوصاً كمنتج طبيعي لتنظيف الشعر، وقناع لتغذية البشرة وغيرها من استعمالات التجميل، هي أيضاً مهنة تبدو هامشية وبسيطة، لكنّها تدرّ أرباحاً وفيرة لمن يحسن استثمارها.
عائلة الصفريوي، الشهيرة في المغرب، راكمت أموالاً طائلة في بداية انطلاقتها نحو عالم الثراء الفاحش بفضل بيع "الغاسول" في الأسواق المحلية والمحيطة بمدينة فاس، مسقط رأس رجل الأعمال أنس الصفريوي. بعدها، تطورت مهنة العائلة، وبدأت في تصدير "الغاسول" إلى الخارج، وأصبح الصفريوي أحد أكبر مليارديرات البلاد.
التصوير في الحفلات، مهنة بسيطة أخرى يمارسها محمد الزوين. هو شاب مغربي حاصل على الإجازة في التاريخ قبل سنوات مضت من دون أن يجد وظيفة في القطاع العام. قرر أن يلجأ إلى مهنة التصوير في الحفلات المختلفة، حاملاً على كتفه كاميرا فيديو، ومعلقاً في رقبته كاميرا فوتوغرافية.
يقول الزوين لـ"العربي الجديد"، إنه "لا توجد مهنة بسيطة أو هامشية، بل كلّها مهن نبيلة وشريفة تعطي لمزاولها بقدر ما تأخذ منه من عرق وجهد وصدق وإبداع أيضاً". يشير إلى أنّه يحاول الإبداع في مجال تصوير الحفلات من خلال حضور ورشات احترافية. وبذلك، يرتفع عدد من يرغبون في خدماته، بل صار مطلوباً بشدة، ما جعل مهنته تدرّ عليه أرباحاً لم يكن لينالها لو عمل في وظيفة.
كذلك، يجد العاملون في مهنة تصنيع وبيع المثلجات والعصائر، فرصة كبيرة لهم، خصوصاً في فصل الصيف، وتحديداً في أماكن الاصطياف الكثيرة في المغرب، وفي الأسواق التجارية الكبرى. هي تدرّ على أصحابها الكثير من الأموال، مع الإقبال الكبير على هذه المنتجات في الأجواء الحارة التي تشهدها البلاد صيفاً.
وإذا كانت للصيف مهنه البسيطة التي تدرّ أرباحاً كثيرة، فإنّ لفصلي الخريف والشتاء أيضاً مهنهما المرتبطة بالطقس البارد، والتي تؤدي كذلك إلى تراكم الأرباح لدى مزاوليها.
من ذلك، مهنة بيع الحلزون مسلوقاً مع حسائه، والذي يسميه المغاربة "الببوش" أو "الغلالة". تعتبر إحدى أشهر المهن الخاصة بالطقس البارد. وعلى الرغم من أنّها موسمية، فإنّ العمل فيها يدرّ الكثير من المال. فالعربة الواحدة التي تتولى بيع حساء الحلزون تصل أرباحها يومياً إلى نحو 700 درهم (72 دولاراً أميركياً).
في هذا الإطار، يقول صاحب عربة لبيع حساء الحلزون لـ"العربي الجديد"، إنه لا ينكر أنه يراكم ثروة مالية صغيرة في فصلي الخريف والشتاء خصوصاً، بفضل إقبال الكثير من المواطنين المغاربة على احتساء مرق الحلزون، وأكل هذا الحيوان الزاحف مسلوقاً بتوابل وأعشاب صحية، لكنّه في الصيف يتوقف عن البيع تماماً، فالأجواء الحارة لا تناسب المهنة أبداً.
يتابع أنّ بيع حساء "الببوش" قد يجعل من صاحب هذه المهنة شخصاً صاحب أرباح تغطي له كلّ مصاريف فصل الشتاء، وقد يراكم منها أموالاً كثيرة. ويعطي مثالاً عن زميل له أضحى مالكاً للعديد من الشقق بفضل تجارته بالحلزون. مع ذلك، يقول إنّ البعض لا يجد ما يسدّ به رمقه بالرغم من عمله في هذه المهنة.