وانتهت مغامرة شابين شقيقين كانا يسبحان أمس الأحد في نهر أم الربيع بنواحي مدينة سطات، وسط المغرب، بوفاة أحدهما بعد أن انتشله رجال "الوقاية المدنية"، بينما نجا شقيقه بنفسه بعد أن وصل إلى اليابسة بأعجوبة، قبل أن يُحال إلى قسم الطوارئ بالمستشفى للعلاج.
ويوم السبت الماضي شهد شاطئ مدينة طنجة، الواقع شمال البلاد، أربع حوادث غرق مؤسفة دفعة واحدة، حيث ذهب ضحية الغرق شاب عمره سبعة عشر عاما، وفتاتان سنهما 19 سنة، غرقوا في شاطئ هوارة، ورجل يبلغ من العمر 45 عاما غرق هو الآخر في شاطئ مرقالة بالمدينة ذاتها.
وفي السياق، عرفت القناة المائية بإقليم أزيلال وسط المغرب سبع حوادث غرق منذ شهر مايو/ أيار المنصرم، آخرها لطفل صغير لا يتجاوز عمره سبع سنوات، قضى نحبه بعد أن حاول السباحة في القناة المائية دون أن يكون متقنا للسباحة، الشيء الذي أفضى إلى حالة من الحزن وسط الحاضرين وأهل الطفل الغريق.
وفي غياب أرقام رسمية عن عدد حوادث الغرق في الصيف الجاري، فإن وسائل إعلام مغربية تشير إلى غرق أزيد من أربعة آلاف شخص هذه السنة، متضمنة لمئات الحالات التي تم إنقاذ الغرقى فيها، وأزيد من ثلاثين حالة وفاة، بينما تحدثت مصالح الوقاية المدنية عن أزيد من 6 آلاف حالة غرق خلال العام الماضي، من ضمنها وفاة 40 شخصا.
وعزا فؤاد باجدي، معلم سباحة محترف بأحد شواطئ الرباط، في تصريحات لـ"العربي الجديد" تنامي أعداد الغرقى في الشواطئ إلى مسؤولية المصطافين أنفسهم، وعدم تقديرهم للمخاطر التي تحدق بحياتهم عندما لا يلقون بالا للحدود التي لا يتعين عليهم تجاوزها، أو الظروف التي لا ينبغي فيها السباحة في عرض البحر.
وأفاد معلم السباحة المكلف بمراقبة السباحين ونجدتهم في حالات الغرق بأنه "رغم حرص مصالح الوقاية المدنية، ويقظة معلمي السباحة، فإن تهور بعض المصطافين واستهانتهم بمخاطر السباحة في البحر تدفعهم لتجريب قدراتهم على الغوص وسط مياه البحر، فيقع المحظور".
ولفت المتحدث ذاته إلى أن "عددا من الغرقى يسبحون في الشواطئ غير المحروسة، أو خارج أوقات الحراسة، مما يتعذر معه إنقاذ السباحين في حالة وقوع حالات غرق"، مضيفا أن السباحة في الأماكن العشوائية أيضا تفضي كثيرا إلى حالات غرق، بينما السباحة في الشاطئ في أوقات الحراسة غالبا ما لا تؤدي إلى الغرق".