دخلت الممثلة الأميركية، ليلا إدغار، مقر إحدى الجمعيات النسوية في بيروت لتحدثنا عن مبادرتها "نساء بلا حدود". المبادرة عبارة عن صفحة مفتوحة على "فيسبوك" تخبر فيها النساء من حول العالم قصصهن. على الصفحة، عشرات القصص والفيديوهات من نساء من الهند وكينيا ومصر وأوغندا وبنغلاديش وأميركا وغيرها من البلدان. قصص موجعة تحدثنا فيها النساء عن أشكال التمييز أو العنف والاغتصاب والتعذيب الذي تعرضن لها. تجد النساء في هذه الصفحة عزاءً وربما شكلاً من أشكال الدعم الجماعي، ويشعرن بأنهن لسن وحدهن وأن صوتهن بات مسموعاً، ولو بشكل افتراضي.
بعيداً عن هذه الصفحة، لكن في الفضاء نفسه، انتشرت قصتان لسيدتين إحداهما في السعودية والأخرى في مصر. المشترك بين آمنة الجعيد وسمية عبيد أن كلتا السيدتين لجأت إلى السوشال ميديا بحثاً عمن ينصفهما. آمنة لا تزال مفقودة ولا أحد يعرف مكانها. وسمية تشعر أن النظام القضائي والأمني والمجتمعي خذلها بامتياز. عوضاً عن أن ينصفها، قام النظام بتبرئة المجرم الذي ضربها بسكين في وجهها عن سابق إصرار وترصد.
آمنة تريد أن تقضي على نظام الولاية. وسمية، تريد أن تقضي على التحرّش الجنسي بالنساء في الأماكن العامة. لا نعرف بعد مصير آمنة أو الأثر الذي قد يحدثه لجوؤها إلى السوشال ميديا، لكن سمية التي كانت تواجه أكثر من ثلاثة أقطاب دفعة واحدة (وصولها للعدالة من قبل الشرطة، وتجريم المعتدي، والإعلامية ريهام سعيد)، استطاعت على الأقل أن تنجح بواحدة منها حيث أفضت المناصرة الإعلامية إلى توقيف البرنامج التلفزيوني للإعلامية وتغريمها وحبسها.
ربما أن مقولة "اختر معركتك" لم تعد واردة في قاموس العالم الافتراضي. "خض معركتك" قد تبدو أكثر مواءمة، حيث مئات المناصرين جاهزون لرفع الصوت وخلق قضية رأي عام قد تصل إلى حد العالمية. ولعل وسم "أنا_أيضاً" أبرز مثالٍ على ذلك الأثر. هل يكون الإعلام المجتمعي وسيلة النساء لخوض معارك افتراضية بأنفسهن دونما انتظار الجمعيات أو المنظمات للحديث باسمهن أو المتاجرة بقضاياهن؟ وهل يمكن أن تصل النساء إلى تحقيق العدالة عبر إثارة الرأي العام الافتراضي؟
قد لا يكون أثر العالم الافتراضي ملموساً بشكل مباشر على حياة الأفراد، لكن تأثيره قد يكون مضاعفاً في خلق وإثارة رأي عام مناصر، أقله في جعل قضايا النساء قضايا اجتماعية ومجتمعية وليس فقط شأناً خاصاً.
تبقى الإشارة إلى أن بعض النساء على صفحة "نساء بلا حدود" ما زلن يخفين هويتهن خوفاً من أن تعرف فيتعرّضن للأذى. هل يبلّغن أم لا يبلّغن؟ هل يظهرن هويتهن أم يبقينها مجهولة؟ هل تتهدد حياتهن أم لا؟ كثيرة هي الأسئلة التي لن نلبث أن نجد إجابات لها، لكن المهم أن النساء بدأن برفع الصوت... والصورة.
(ناشطة نسوية)
اقــرأ أيضاً
بعيداً عن هذه الصفحة، لكن في الفضاء نفسه، انتشرت قصتان لسيدتين إحداهما في السعودية والأخرى في مصر. المشترك بين آمنة الجعيد وسمية عبيد أن كلتا السيدتين لجأت إلى السوشال ميديا بحثاً عمن ينصفهما. آمنة لا تزال مفقودة ولا أحد يعرف مكانها. وسمية تشعر أن النظام القضائي والأمني والمجتمعي خذلها بامتياز. عوضاً عن أن ينصفها، قام النظام بتبرئة المجرم الذي ضربها بسكين في وجهها عن سابق إصرار وترصد.
آمنة تريد أن تقضي على نظام الولاية. وسمية، تريد أن تقضي على التحرّش الجنسي بالنساء في الأماكن العامة. لا نعرف بعد مصير آمنة أو الأثر الذي قد يحدثه لجوؤها إلى السوشال ميديا، لكن سمية التي كانت تواجه أكثر من ثلاثة أقطاب دفعة واحدة (وصولها للعدالة من قبل الشرطة، وتجريم المعتدي، والإعلامية ريهام سعيد)، استطاعت على الأقل أن تنجح بواحدة منها حيث أفضت المناصرة الإعلامية إلى توقيف البرنامج التلفزيوني للإعلامية وتغريمها وحبسها.
ربما أن مقولة "اختر معركتك" لم تعد واردة في قاموس العالم الافتراضي. "خض معركتك" قد تبدو أكثر مواءمة، حيث مئات المناصرين جاهزون لرفع الصوت وخلق قضية رأي عام قد تصل إلى حد العالمية. ولعل وسم "أنا_أيضاً" أبرز مثالٍ على ذلك الأثر. هل يكون الإعلام المجتمعي وسيلة النساء لخوض معارك افتراضية بأنفسهن دونما انتظار الجمعيات أو المنظمات للحديث باسمهن أو المتاجرة بقضاياهن؟ وهل يمكن أن تصل النساء إلى تحقيق العدالة عبر إثارة الرأي العام الافتراضي؟
قد لا يكون أثر العالم الافتراضي ملموساً بشكل مباشر على حياة الأفراد، لكن تأثيره قد يكون مضاعفاً في خلق وإثارة رأي عام مناصر، أقله في جعل قضايا النساء قضايا اجتماعية ومجتمعية وليس فقط شأناً خاصاً.
تبقى الإشارة إلى أن بعض النساء على صفحة "نساء بلا حدود" ما زلن يخفين هويتهن خوفاً من أن تعرف فيتعرّضن للأذى. هل يبلّغن أم لا يبلّغن؟ هل يظهرن هويتهن أم يبقينها مجهولة؟ هل تتهدد حياتهن أم لا؟ كثيرة هي الأسئلة التي لن نلبث أن نجد إجابات لها، لكن المهم أن النساء بدأن برفع الصوت... والصورة.
(ناشطة نسوية)