انسحبت قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ بداية عهده بالتخفيف من النفقات الاجتماعية، على متضرري الأعاصير والحرائق الأخيرة في الولايات المتحدة، إذ أقرّ حزمة مساعدات "باهتة"
وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على حزمة المساعدات التي أقرها الكونغرس وتقضي بتخصيص نحو 36 مليار دولار أميركي للمناطق التي شهدت كوارث طبيعية خلال الأشهر الأخيرة في الولايات المتحدة، ومن بينها إعصار هارفي في تكساس ومناطق أخرى، وإعصار إيرما في فلوريدا، واعصار ماريا الذي ضرب بورتوريكو، وحرائق كاليفورنيا الأخيرة خصوصاً شمالها.
يعتبر العديد من المسؤولين، حتى داخل الحزب الجمهوري، أنّ حزمة المساعدات غير كافية لتسد حجم الخسائر أو جزءاً كبيراً منها، لكنّ بعضهم وافق عليها على أمل أن يجري تخصيص حزمة مساعدات إضافية خلال الأسابيع المقبلة.
وصل عدد الوفيات نتيجة تلك الكوارث إلى 260 شخصاً مع اختفاء العشرات، خصوصاً في كاليفورنيا بعد الحرائق الأخيرة. أما حجم الخسائر فيقدر حتى الآن بنحو 300 مليار دولار، الأمر الذي يجعل خطة مساعدات بنحو 36 مليار دولار تبدو باهتة.
تواجه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقادات حادة بسبب طريقة تعاملها مع بورتوريكو التي ما زال 70 في المائة من سكانها يقبعون في الظلمة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، بعد مرور أكثر من شهر على ضرب الإعصار للجزيرة. وتتبع بورتوريكو رسمياً للولايات المتحدة ويحمل سكانها الجنسية الأميركية، إلّا أنّهم محرومون من حق التصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية. وتعامل ترامب بتعالٍ وإهمال تجاه سكان تلك الجزيرة بطرق عدة، من بينها التأخر في إرسال فرق المساعدات، كما اتهمهم بالكسل وغيرها من التصريحات والشجارات مع مسؤولين هناك فقط لأنهم انتقدوا تأخر المساعدات.
وبحسب تقديرات مسؤولين في الجزيرة، فإنّ استعادة الكهرباء بشكل كامل في مختلف مناطق الجزيرة قد تستغرق ثمانية أشهر إضافية من دون تقدم سريع. كذلك، فإنّ نحو 25 في المائة من المنازل من دون مياه صالحة للشرب، ناهيك عن استمرار وجود أعداد كبيرة، تقدر بـ3500 شخص على الأقل، في مراكز الإيواء. وأعلنت الإدارة الأميركية أنّها قدمت مساعدات للجزيرة بنحو 120 مليون دولار كمساعدات فردية و360 مليوناً كمساعدات عامة، تشمل تصليح الطرقات والجسور والمباني وغيرها. لكنّ الكثير من السكان هناك يشكون من أنّ السلطات الأميركية غائبة عن المكان وأنّ الموظفين الذين يتم إرسالهم من الحكومة الفيدرالية يأتون لإنهاء إجراءات بيروقراطية لتقديم المساعدات وإنهاء المعاملات الرسمية ثم يختفون بعدها من دون أن تصل تلك المساعدات إلى المستوى المنشود.
اقــرأ أيضاً
في المقابل، فإنّ مناطق أخرى في الولايات المتحدة ضربتها الأعاصير أخيراً، كميامي وتكساس، تلقت مساعدات أكبر بحجمها وسرعتها فتمكنت من تصليح أعطال الكهرباء في أغلب مناطقها خلال أسبوعين من ضرب الأعاصير لها، على الرغم من أنّ هذه الولايات عرفت كذلك شكاوى متعلقة ببطء المساعدات المقدمة من الحكومة الفيدرالية، بالإضافة إلى الشكوى من البيروقراطية، لكن لا يمكن مقارنة ذلك بسوء الوضع في بورتوريكو من ناحية مستوى المساعدات.
تظهر نظرة سريعة حول طريقة تعامل السلطات الأميركية مع كلّ من تكساس وميامي مقابل بورتوريكو التمييز الذي عانت منه الجزيرة. فقد قامت السلطات الأميركية بتحضيرات وحشد المجهودات قبل ضرب الإعصار، فأرسلت آلاف الموظفين قبل بدء الإعصار إلى تلك المناطق. وبحسب أرقام رسمية، أرسل مكتب إدارة الطوارئ الفيدرالي، ومؤسسات فيدرالية أخرى، 31 ألف شخص من موظفين وعاملي إغاثة وفرق طبية وجنود الحرس القومي للمساعدة في مجهودات الإخلاء وتقديم الأطعمة والمساعدات الأولية قبل الإعصار وبعده، كالتنظيف وغيرها. كذلك، قدم المكتب نحو 3 ملايين وجبة و3 ملايين غالون من المياه ليتم توزيعها على سكان تكساس. وزار ترامب المنطقة المنكوبة مرتين خلال عشرة أيام من ضرب الإعصار والفيضانات لتكساس. أما في فلوريدا، فقد وصل عدد أفراد طواقم المساعدة إلى 40 ألفاً، وقدمت أكثر من 6.6 ملايين وجبة غذائية للسكان وأكثر من 4.7 ملايين غالون من المياه الصالحة للشرب، وقد زارها ترامب بعد أربعة أيام من ضرب الإعصار والفيضانات لها.
في المقابل، كانت الصورة مغايرة تماما في بورتوريكو، إذ زار ترامب الجزيرة بعد نحو أسبوعين، وأثارت زيارته الكثير من الاستياء. وتناقلت وسائل الإعلام صوره وهو يقذف بلفافات الورق على الناس ليلتقطوها، ما أثار استياء وحفيظة الكثيرين لما فيها من تعالٍ وإهانة للناجين من الإعصار. وعلى الرغم من أنّ حجم الدمار في بورتوريكو كان أكبر وأوسع، إلا أنّ السلطات، بحسب مصادر رسمية، أرسلت نحو 10 آلاف موظف وعامل للمساعدة فقط، كما استغرق وصولهم إلى الجزيرة الكثير من الوقت، ولم يحضر أغلبهم قبل ضرب الإعصار للجزيرة، على عكس ما حدث في كلّ من تكساس وفلوريدا.
في كاليفورنيا التي دمرت الحرائق فيها نحو 245 ألف فدان، ودمرت جزئياً أو كلياً 8900 مبنى وبيت، يواجه السكان العائدون إلى بيوتهم أو الراغبون في جمع أغراضهم الصالحة منها، تحديات ومخاطر صحية بسبب وجود مواد سامة ناتجة عن احتراق الأدوات الكهربائية، وخطوط الكهرباء، والبلاستيك وغيرها. لذلك، من الضروري التخلص منها عن طريق فرق مؤهلة تابعة لوزارات البيئة والصحة. وهذا يعني أن عمليات الإعمار ستأخذ وقتاً أطول مما يتوقع البعض، إذ لا يمكنهم مباشرة البناء والإعمار بمجرد الإعلان عن تلك المناطق كمناطق آمنة من الحرائق. وتحاول السلطات المختصة العمل على تنظيفها بسرعة بسبب مشاكل بيئية تزيد من المخاطر إن لم يجرِ التخلص منها قبل بدء فصل الشتاء وهطول الأمطار وهبوب الرياح القوية، إذ من الممكن أن تتسرب تلك المواد السامة إلى التربة والمجاري وتنتقل إلى الأنهار وتزيد من المخاطر البيئية.
اقــرأ أيضاً
وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على حزمة المساعدات التي أقرها الكونغرس وتقضي بتخصيص نحو 36 مليار دولار أميركي للمناطق التي شهدت كوارث طبيعية خلال الأشهر الأخيرة في الولايات المتحدة، ومن بينها إعصار هارفي في تكساس ومناطق أخرى، وإعصار إيرما في فلوريدا، واعصار ماريا الذي ضرب بورتوريكو، وحرائق كاليفورنيا الأخيرة خصوصاً شمالها.
يعتبر العديد من المسؤولين، حتى داخل الحزب الجمهوري، أنّ حزمة المساعدات غير كافية لتسد حجم الخسائر أو جزءاً كبيراً منها، لكنّ بعضهم وافق عليها على أمل أن يجري تخصيص حزمة مساعدات إضافية خلال الأسابيع المقبلة.
وصل عدد الوفيات نتيجة تلك الكوارث إلى 260 شخصاً مع اختفاء العشرات، خصوصاً في كاليفورنيا بعد الحرائق الأخيرة. أما حجم الخسائر فيقدر حتى الآن بنحو 300 مليار دولار، الأمر الذي يجعل خطة مساعدات بنحو 36 مليار دولار تبدو باهتة.
تواجه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقادات حادة بسبب طريقة تعاملها مع بورتوريكو التي ما زال 70 في المائة من سكانها يقبعون في الظلمة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، بعد مرور أكثر من شهر على ضرب الإعصار للجزيرة. وتتبع بورتوريكو رسمياً للولايات المتحدة ويحمل سكانها الجنسية الأميركية، إلّا أنّهم محرومون من حق التصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية. وتعامل ترامب بتعالٍ وإهمال تجاه سكان تلك الجزيرة بطرق عدة، من بينها التأخر في إرسال فرق المساعدات، كما اتهمهم بالكسل وغيرها من التصريحات والشجارات مع مسؤولين هناك فقط لأنهم انتقدوا تأخر المساعدات.
وبحسب تقديرات مسؤولين في الجزيرة، فإنّ استعادة الكهرباء بشكل كامل في مختلف مناطق الجزيرة قد تستغرق ثمانية أشهر إضافية من دون تقدم سريع. كذلك، فإنّ نحو 25 في المائة من المنازل من دون مياه صالحة للشرب، ناهيك عن استمرار وجود أعداد كبيرة، تقدر بـ3500 شخص على الأقل، في مراكز الإيواء. وأعلنت الإدارة الأميركية أنّها قدمت مساعدات للجزيرة بنحو 120 مليون دولار كمساعدات فردية و360 مليوناً كمساعدات عامة، تشمل تصليح الطرقات والجسور والمباني وغيرها. لكنّ الكثير من السكان هناك يشكون من أنّ السلطات الأميركية غائبة عن المكان وأنّ الموظفين الذين يتم إرسالهم من الحكومة الفيدرالية يأتون لإنهاء إجراءات بيروقراطية لتقديم المساعدات وإنهاء المعاملات الرسمية ثم يختفون بعدها من دون أن تصل تلك المساعدات إلى المستوى المنشود.
تظهر نظرة سريعة حول طريقة تعامل السلطات الأميركية مع كلّ من تكساس وميامي مقابل بورتوريكو التمييز الذي عانت منه الجزيرة. فقد قامت السلطات الأميركية بتحضيرات وحشد المجهودات قبل ضرب الإعصار، فأرسلت آلاف الموظفين قبل بدء الإعصار إلى تلك المناطق. وبحسب أرقام رسمية، أرسل مكتب إدارة الطوارئ الفيدرالي، ومؤسسات فيدرالية أخرى، 31 ألف شخص من موظفين وعاملي إغاثة وفرق طبية وجنود الحرس القومي للمساعدة في مجهودات الإخلاء وتقديم الأطعمة والمساعدات الأولية قبل الإعصار وبعده، كالتنظيف وغيرها. كذلك، قدم المكتب نحو 3 ملايين وجبة و3 ملايين غالون من المياه ليتم توزيعها على سكان تكساس. وزار ترامب المنطقة المنكوبة مرتين خلال عشرة أيام من ضرب الإعصار والفيضانات لتكساس. أما في فلوريدا، فقد وصل عدد أفراد طواقم المساعدة إلى 40 ألفاً، وقدمت أكثر من 6.6 ملايين وجبة غذائية للسكان وأكثر من 4.7 ملايين غالون من المياه الصالحة للشرب، وقد زارها ترامب بعد أربعة أيام من ضرب الإعصار والفيضانات لها.
في المقابل، كانت الصورة مغايرة تماما في بورتوريكو، إذ زار ترامب الجزيرة بعد نحو أسبوعين، وأثارت زيارته الكثير من الاستياء. وتناقلت وسائل الإعلام صوره وهو يقذف بلفافات الورق على الناس ليلتقطوها، ما أثار استياء وحفيظة الكثيرين لما فيها من تعالٍ وإهانة للناجين من الإعصار. وعلى الرغم من أنّ حجم الدمار في بورتوريكو كان أكبر وأوسع، إلا أنّ السلطات، بحسب مصادر رسمية، أرسلت نحو 10 آلاف موظف وعامل للمساعدة فقط، كما استغرق وصولهم إلى الجزيرة الكثير من الوقت، ولم يحضر أغلبهم قبل ضرب الإعصار للجزيرة، على عكس ما حدث في كلّ من تكساس وفلوريدا.
في كاليفورنيا التي دمرت الحرائق فيها نحو 245 ألف فدان، ودمرت جزئياً أو كلياً 8900 مبنى وبيت، يواجه السكان العائدون إلى بيوتهم أو الراغبون في جمع أغراضهم الصالحة منها، تحديات ومخاطر صحية بسبب وجود مواد سامة ناتجة عن احتراق الأدوات الكهربائية، وخطوط الكهرباء، والبلاستيك وغيرها. لذلك، من الضروري التخلص منها عن طريق فرق مؤهلة تابعة لوزارات البيئة والصحة. وهذا يعني أن عمليات الإعمار ستأخذ وقتاً أطول مما يتوقع البعض، إذ لا يمكنهم مباشرة البناء والإعمار بمجرد الإعلان عن تلك المناطق كمناطق آمنة من الحرائق. وتحاول السلطات المختصة العمل على تنظيفها بسرعة بسبب مشاكل بيئية تزيد من المخاطر إن لم يجرِ التخلص منها قبل بدء فصل الشتاء وهطول الأمطار وهبوب الرياح القوية، إذ من الممكن أن تتسرب تلك المواد السامة إلى التربة والمجاري وتنتقل إلى الأنهار وتزيد من المخاطر البيئية.