"جمعةُ فرحٍ".. مبادرة ترفيهية لأطفال الحروب في غزة

غزة

جهاد عويص

avata
جهاد عويص
05 فبراير 2017
+ الخط -

يُحاول الطفل خالد نصر الهرب بذاكرته من دوامة الحرب الإسرائيلية على غزة صيف عام 2014، والتي تُسيطر عليها مشاهد الدمار وأصوات قصف الطائرات للبيوت المجاورة لمنزله في خانيونس جنوب القطاع، عبر استمتاعه بجولةٍ من المرح التي تخلقها مبادرة "جمعة فرح".

ويُعتبر نصر واحدًا من عشرات الأطفال الذين استهدفتهم المبادرة الشبابية، التي تُنفذها مجموعة تطوعية كل يوم جمعة في مناطق متفرقة من قطاع غزة، وأطلقوها في أعقاب الحرب الإسرائيلية عام 2014، في محاولةٍ منهم لتحسين مستوى جودة الحياة للأطفال الفلسطينيين نفسيًا وتربويًا وترفيهيًا.

وتكتسي وجوه الأطفال، خلال الحفل الترفيهي، بالألوان الزاهية، في حين يُشاهد غيرهم ممن يستمتعون بجولة من المسابقات والألعاب الترفيهية، عدا بعض التركيز من آخرين على فقرات متنوعة كالمسرح والغناء والتهريج وفقرة أخرى يقوم بها "حكواتي" يُغرق الأطفال في الخيال الوردي بعيدًا عن قسوة الحياة في غزة.

ويعمل نحو 10 شُبان متطوعين غزّيين على تنسيق احتفالات ترفيهية وتربوية في إجازة كل أسبوع، تحت عنوان "جمعة فرح"، مستهدفين الأطفال بمختلف أعمارهم، القاطنين في مخيمات وأحياء اللاجئين الفلسطينيين في جل محافظات القطاع المحاصر إسرائيلياً، للعام الحادي عشر على التوالي.

ويوضح منسق المبادرة، منذر ياغي، أن الفكرة تأسست عام 2014، ونُفذ أول نشاط من داخل مخيم النصيرات في وسط القطاع، في وقتٍ أصبحت فيه "جمعة فرح" بمثابة عمل منظم برعاية مركز فلسطين للصدمة النفسية، مستعينين بأفضل المهرّجين والمُنشطين من قطاع غزة لإنجاح الفكرة.


فرح ومرح وترفيه في غزة (أحمد الطويل) 





ويضيف ياغي لـ"العربي الجديد"، أن المبادرة تستهدف جميع الأطفال من غزة إضافة إلى أهاليهم، وتسعى إلى "تحسين جودة حياتهم بمختلف مناحيها، وتطوير بيئة خلاقة تدفع باتجاه التوازن السلوكي والنفسي للأطفال الفلسطينيين".

ويبيّن أن "جمعة فرح" تستهدف المناطق المهمشة وغيرها داخل غزة، والأطفال ممن يعانون من آثار الحروب الإسرائيلية الأخيرة، موضحًا أن المبادرة طاولت حتى الآن ما يقارب 100 ألف مستفيد من مختلف محافظات القطاع.


مبادرة تجمع الصغار والكبار (أحمد الطويل) 


ويشير ياغي (29 عاما) إلى أن الأنشطة الترفيهية للأطفال تعمل على زيادة معارفهم بالتعامل مع ذواتهم بطرق صحيحة، وتسهم في إشباع حاجاتهم بما يتلاءم مع متطلبات مراحل نموّهم، إضافة إلى أنها تساعد الطفل على اكتشاف ما يتمتع به من مواهب وتنميتها.


نشاطات تبعد صور الحرب من الذاكرة (أحمد الطويل) 


ويعمل فريق المبادرة على محاولة الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال المستفيدين من الحفلات الترفيهية، في وقت يُقرر فيه استهداف منطقة ما داخل غزة كل يوم جمعة، وتبليغ الأهالي عبر وسائل متعددة بالنشاط المزمع القيام به في ساعات العصر من الإجازة الأسبوعية.

ويلفت منسق المبادرة إلى أن أهدافها لا تتوقف عند ذلك الحد، بل تتعداه إلى محاولة الاستفادة من تلك الأنشطة الترفيهية لرصد الأطفال ممن يعانون من مشاكل سلوكية وانطوائية، وتحويلهم إلى المركز للتعامل معهم وتحسين سلوكياتهم بشكل مجاني وتطوعي.



دلالات