ربّما لا تتردّد في شراء هاتف جديد، مهما بلغ ثمنه، للتباهي به أمام صديقاتها وجاراتها. وقد تختارُ أُخرى ارتداء ثياب فاخرة، رغبة منها في إغاظة زميلاتها في العمل. وفي أحيان أخرى، قد يختار شاب تنظيم حفل زفاف ضخم بغرض التباهي أيضاً، أو تطلب امرأة من زوجها شراء كبش سمين في العيد، لتتفاخر به أمام أسرتها. هذه الصور ليست إلّا جزءاً يسيراً من سلوك اجتماعيّ سلبي يشمل مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية والفئات العمرية.
وتحوّلت حفلات الزفاف والأعراس في المغرب إلى مناسبات تستعرض من خلالها العديد من العائلات قدرتها على إبهار الحاضرين، والتفاخر بما تقدّمه للمدعوين من طعام وشراب، عدا عن الاستعانة بمطربين معروفين. في هذا السياق، تقول سمر النكافة، الي تعمل في مجال تزيين الشعر، لـ "العربي الجديد"، إنّها حضرت حفلات زفاف تكاد تكون أسطورية، وغالباً ما ينظّمها رجال أعمال وأغنياء، يتنافسون في ما بينهم لإقامة العرس الأكثر فخامة. تضيف أنّها حضرت حفلات زفاف لعائلات فقيرة، سعت بدورها إلى تنظيم عرس فاخر رغم قلّة الحيلة. وتشير إلى أنّ بعض الأسر تستدين بهدف تنظيم عرس يحكي عنه الجيران والمدعوون.
ومن الأفراح إلى الأحزان، تحرص بعض العائلات أيضاً على تنظيم مآتم باذخة. وفي بعض المناطق المغربيّة، ترتدي نساء أفخر الثياب، ويحرص أصحاب الفقيد على إكرام المعزّين من خلال الطعام الذي يقدّم. حتّى المآتم تحوّلت إلى مناسبات للتباهي. وليس غريباً أن يحرص جار على تنظيم مأتم أكبر وأفضل من جاره، من خلال الاستعانة بفرق للموشحات الدينية، وتحضير أطعمة متنوعة، وتأثيث المكان.
اقــرأ أيضاً
وتحوّلت حفلات الزفاف والأعراس في المغرب إلى مناسبات تستعرض من خلالها العديد من العائلات قدرتها على إبهار الحاضرين، والتفاخر بما تقدّمه للمدعوين من طعام وشراب، عدا عن الاستعانة بمطربين معروفين. في هذا السياق، تقول سمر النكافة، الي تعمل في مجال تزيين الشعر، لـ "العربي الجديد"، إنّها حضرت حفلات زفاف تكاد تكون أسطورية، وغالباً ما ينظّمها رجال أعمال وأغنياء، يتنافسون في ما بينهم لإقامة العرس الأكثر فخامة. تضيف أنّها حضرت حفلات زفاف لعائلات فقيرة، سعت بدورها إلى تنظيم عرس فاخر رغم قلّة الحيلة. وتشير إلى أنّ بعض الأسر تستدين بهدف تنظيم عرس يحكي عنه الجيران والمدعوون.
ومن الأفراح إلى الأحزان، تحرص بعض العائلات أيضاً على تنظيم مآتم باذخة. وفي بعض المناطق المغربيّة، ترتدي نساء أفخر الثياب، ويحرص أصحاب الفقيد على إكرام المعزّين من خلال الطعام الذي يقدّم. حتّى المآتم تحوّلت إلى مناسبات للتباهي. وليس غريباً أن يحرص جار على تنظيم مأتم أكبر وأفضل من جاره، من خلال الاستعانة بفرق للموشحات الدينية، وتحضير أطعمة متنوعة، وتأثيث المكان.
يقول أحد منظّمي المآتم، ويُدعى فؤاد برادة، لـ "العربي الجديد"، إنّ المآتم تشهد تفاخراً وتباهياً بين عدد من العائلات المغربيّة، رغم أنّها يفترض أن تكون فرصة للعظة وتذكّر الآخرة. يضيف أنّ بعض العائلات، ورغم حزنها، تقصده وتطلب منه تنظيم مأتم فاخر، وهو لا يستطيع إلّا تلبية رغبات زبائنه في النهاية.
من جهةٍ أخرى، يتباهى مغاربة بممتلكاتهم الشخصية، على غرار المنزل أو الهاتف أو السيارة أو الملابس أو المجوهرات وغيرها، ويشمل هذا الرجال والنساء والأغنياء والفقراء. تقول خديجة (36 عاماً)، لـ "العربي الجديد"، إنّه لا يمكنها الذهاب إلى عملها، في إحدى الإدارات العامة، بالملابس نفسها كل يوم، لافتة إلى أنها تحاول مجاراة زميلاتها الموظّفات اللواتي يغيّرن ملابسهن يوميّاً. تضيف أنّها تعرف أن هذا السلوك غير صائب، ويستنزف طاقتها وميزانيتها وراتبها، لكنها تؤكد أنها مضطرة إلى القيام بذلك، لأن زميلاتها في المكتب يتباهين بملابسهن الجديدة وأناقتهن، كأنهن في مسابقة لعرض الأزياء ولسن في إدارة عامة.
وفي عيد الأضحى أيضاً، يسعى كثيرون إلى التباهي، خصوصاً النساء اللّواتي يحرصن على أن يشتري أزواجهنّ الخراف الأفضل، حتّى يتباهين بها. أمّا الرجال، فإمّا أن يشتروا هواتف جديدة للتباهي بها، أو يعمد بعضهم إلى ركن السيّارات على مقربة من بيوتهم بهدف استفزاز الجيران.
سلوك التباهي هذا انعكس أيضاً على فاعلي الخير. وفي الآونة الأخيرة، انتشرت صورٌ لشخصيّات عامة، من بينها سياسيّون وفنانون، يقفون أمام متسوّلين وهم يعطونهم بعض النقود. وتناولت وسائل إعلام محليّة الأمر، ما أدّى إلى تعرّضهم لانتقادات كثيرة، وقد أطلق على هذه الظاهرة اسم "شوفوني"، أي شاهدوا فاعلي الخير.
ولا ينحصر التباهي والتفاخر في امتلاك بعض الأشياء، أو من خلال تنظيم الأعراس والمآتم، أو في التصدّق على المحتاجين، إذ ينسحب أيضاً على عالم المجرمين، أو ما يسمى في المغرب "التشرميل". ومن حينٍ إلى آخر، يتباهى البعض بجرائمهم على مواقع التواصل الاجتماعي. ومؤخّراً، بات عدد كبير من المراهقين يعمدون إلى تصوير أنفسهم، وهم يحملون سيوفاً أو أسلحة بيضاء، وقد يستعينون بكلاب مدربة صارت جزءاً أساسياً من الصورة. ولا يترّدد آخرون في التباهي بمالٍ كسبوه بعد تنفيذ جريمة.
ويبدو هذا الأمر غريباً وملفتاً في آن، إذ يعكس تحدي هؤلاء للسلطة الأمنية التي غالباً ما تسارع إلى رصد تحرّكاتهم واعتقالهم. هذا الواقع ليس محصوراً في المغرب فقط، وقد بات جزءاً من مشهد عام، نتيجة انتشار الثقافة الاستهلاكية. ثقافة قد تُنهك أولئك الذين ينسجمون معها إلى أقصى الحدود، خصوصاً أنّهم مطالبون بالمزيد يوميّاً.
اقــرأ أيضاً
من جهةٍ أخرى، يتباهى مغاربة بممتلكاتهم الشخصية، على غرار المنزل أو الهاتف أو السيارة أو الملابس أو المجوهرات وغيرها، ويشمل هذا الرجال والنساء والأغنياء والفقراء. تقول خديجة (36 عاماً)، لـ "العربي الجديد"، إنّه لا يمكنها الذهاب إلى عملها، في إحدى الإدارات العامة، بالملابس نفسها كل يوم، لافتة إلى أنها تحاول مجاراة زميلاتها الموظّفات اللواتي يغيّرن ملابسهن يوميّاً. تضيف أنّها تعرف أن هذا السلوك غير صائب، ويستنزف طاقتها وميزانيتها وراتبها، لكنها تؤكد أنها مضطرة إلى القيام بذلك، لأن زميلاتها في المكتب يتباهين بملابسهن الجديدة وأناقتهن، كأنهن في مسابقة لعرض الأزياء ولسن في إدارة عامة.
وفي عيد الأضحى أيضاً، يسعى كثيرون إلى التباهي، خصوصاً النساء اللّواتي يحرصن على أن يشتري أزواجهنّ الخراف الأفضل، حتّى يتباهين بها. أمّا الرجال، فإمّا أن يشتروا هواتف جديدة للتباهي بها، أو يعمد بعضهم إلى ركن السيّارات على مقربة من بيوتهم بهدف استفزاز الجيران.
سلوك التباهي هذا انعكس أيضاً على فاعلي الخير. وفي الآونة الأخيرة، انتشرت صورٌ لشخصيّات عامة، من بينها سياسيّون وفنانون، يقفون أمام متسوّلين وهم يعطونهم بعض النقود. وتناولت وسائل إعلام محليّة الأمر، ما أدّى إلى تعرّضهم لانتقادات كثيرة، وقد أطلق على هذه الظاهرة اسم "شوفوني"، أي شاهدوا فاعلي الخير.
ولا ينحصر التباهي والتفاخر في امتلاك بعض الأشياء، أو من خلال تنظيم الأعراس والمآتم، أو في التصدّق على المحتاجين، إذ ينسحب أيضاً على عالم المجرمين، أو ما يسمى في المغرب "التشرميل". ومن حينٍ إلى آخر، يتباهى البعض بجرائمهم على مواقع التواصل الاجتماعي. ومؤخّراً، بات عدد كبير من المراهقين يعمدون إلى تصوير أنفسهم، وهم يحملون سيوفاً أو أسلحة بيضاء، وقد يستعينون بكلاب مدربة صارت جزءاً أساسياً من الصورة. ولا يترّدد آخرون في التباهي بمالٍ كسبوه بعد تنفيذ جريمة.
ويبدو هذا الأمر غريباً وملفتاً في آن، إذ يعكس تحدي هؤلاء للسلطة الأمنية التي غالباً ما تسارع إلى رصد تحرّكاتهم واعتقالهم. هذا الواقع ليس محصوراً في المغرب فقط، وقد بات جزءاً من مشهد عام، نتيجة انتشار الثقافة الاستهلاكية. ثقافة قد تُنهك أولئك الذين ينسجمون معها إلى أقصى الحدود، خصوصاً أنّهم مطالبون بالمزيد يوميّاً.