وقال في تصريح لـ "العربي الجديد"، "لمدة سنتين لم تعرف صفقات شراء الأدوية طريقها إلى المستشفيات العمومية، بمعنى أن الميزانية التي صادق عليها البرلمان المغربي وحددها في 2.2 مليار لشراء الأدوية وتوزيعها على المستشفيات والمراكز الاستشفائية لم تصل إليها، وحوّلت إلى شراء أشياء أخرى نجهلها، ليدفع الثمن المواطن الذي أصبحت صحته على المحكّ".
وتابع "يقف المغرب اليوم أمام تهديد حقيقي بنفاد المخزون الاحتياطي والأمني لبعض الأدوية، خاصة المتعلقة بالأمراض المزمنة التي فقدت حتى في الصيدليات، نظرا للصراع بين الشركات المستوردة للأدوية ووزارة الصحة".
وأكد لطفي أن الوضعية الصحية في المغرب عرفت تراجعا خطيرا جدا وغير مسبوق في تاريخ الحكومات المغربية، باعتبار أن 50 في المائة من الساكنة لا تتوفر على تأمين صحي، بل أصبحت محرومة من ولوج العلاج المجاني في المستشفيات العمومية، بالإضافة إلى أن الفقراء وذوي الدخل المحدود بالرغم من توفرهم على بطاقة "راميد" (نظام المساعدة الطبية)، يضطرون لشراء المستلزمات الطبية والأدوية من جيوبهم عند ولوجهم للمستشفيات العمومية".
وأضاف: "144 مستشفى عمومي تتوفر عليه وزارة الصحة يعيش تدهورا خطيرا في غياب الأدوية والمنتجات الحيوية، وفي غياب التجهيزات والمستلزمات الطبية، والأخطر قلة الموارد البشرية والأطباء والممرضين والقابلات، ما يعرض صحة وسلامة المواطنين للخطر".
وأوضح أن كل المؤشرات الصحية والوبائية عرفت ارتفاعا كبيرا، سواء تعلق الأمر بوفيات الأمهات الحوامل، أو وفيات الأطفال دون سن الخامسة، بل حتى وفيات مرض السل وصلت إلى 3000 حالة وفاة سنويا.
ولفت إلى أن الشبكة أنجزت تقريرا شاملا عن الوضعية الصحية في المغرب، الشهر الماضي، ووقفت على مجموعة من الاختلالات الكبرى التي عرفتها المنظومة الصحية في الخمس سنوات الأخيرة من عمر حكومة عبد الإله بنكيران، منها ما يتعلق بالفساد على مستوى المالية لقطاع الصحة، مشيرا إلى أن الشبكة ستسلم نسخة منه لرئيس الحكومة الحالي سعد الدين العثماني وكل الفرق البرلمانية، وكذلك ستضعه أمام المجلس الأعلى للحساب نهاية الشهر الجاري ليقوم بتقصي الحقائق حول كيفية تدبير الأموال المخصصة للقطاع العمومي الصحي، خاصة أن الفقراء يعانون في الولوج المجاني للعلاج.
وتوقف تقرير الشبكة عند تنفيذ القانون 84-12 المتعلق بالمستلزمات الطبية واللوازم الطبية والتي تكاد تغيب وتنفد كليا في السوق الوطنية بالمغرب، وما خلفه تطبيق هذا الإجراء بدون حكامة ومراعاة مصالح المرضى وخاصة الفئات الهشة من استياء كبير، وما سيترتب عنه من نقص كبير ومهول في غضون الـ 3 أشهر المقبلة، مما سيعرض صحة العديد من المرضى للخطر.
واتهمت الشبكة المغربية من خلال تقريرها وزارة الصحة بالانفراد بالقرارات وممارسة سياسة الارتجال مع عدم تنسيقها واستشارتها مع الهيئات المهنية من جهة، والقطاعات المعنية بتنفيذ مقتضيات القانون من جهة ثانية، وبخاصة وزارة المالية وإدارة الجمارك والضرائب"، معتبرة أن تنفيذ القانون 84-12 سيؤثر سلبا على المستلزمات البيوطبية واللوازم الطبية "بشكل خطير على النساء الحوامل والمرضى المعوزين بالقصور الكلوي والسكري والضغط الدموي والموجودين بمصالح العناية المركزة".
ودعت الحكومة الحالية إلى التدخل العاجل "لفك الحصار على المستلزمات الطبية في وقتها القانوني، تفاديا لما يسببه هذا التماطل والتلاعب من أضرار لصحة المواطن وللمقاولات الصغرى والمتوسطة، وأن تتخذ وزارة الصحة كل الإجراءات المصاحبة لهذا القانون أو الاحتياطات اللازمة لحماية صحة وحياة المواطن المغربي.