خلال الأسابيع الأخيرة، كثرت أعمال تنظيف الأحياء في مختلف مناطق الجزائر. بداية، شملت حملات النظافة الأحياء في الولايات الجزائريّة، لتنتقل إلى المدن على شكل مسابقة لتحقيق "أجمل مدينة". وفي العادة، يعلن الشباب عن حملاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً "فيسبوك"، قبل البدء في تنظيف الأحياء والطلاء وغيرها من الأعمال.
يقول نور الدين (28 عاماً) لـ "العربي الجديد"، إنه اتفق وأربعة أصدقاء على تنظيف حي 230 في قلب تيبازة غرب العاصمة الجزائرية، في ظل تراكم النفايات وغياب الطابع الجمالي. لاحقاً، تحولت الفكرة إلى مبادرة ضمت أكثر من 20 شاباً من أبناء الحي. بعدها، عمد الشباب إلى تطوير الفكرة لتكون أكثر فائدة. ويوضح نور الدين أن أبناء الحي أعربوا عن حماسة استثنائية لتحسينه وطلاء جدرانه وزرع نباتات وأزهار وأشجار، وتزيين الأرصفة ومداخل العمارات.
ويُلاحظ أنّ تراكم النفايات بات يشوه عدداً من الأحياء الجزائريّة، خصوصاً تلك الجديدة التي استقبلت عشرات الأسر بعدما أخلت أحياء الصفيح. يقول رشيد (31 عاماً) لـ "العربي الجديد": "لا يسعنا انتظار عمّال النظافة التابعين للبلديات"، في إشارة إلى أن التنظيف ليس من مسؤولية عمال البلديات فقط. ويرى آخرون، خصوصاً من المتحمّسين للحملة، أن تنظيف الأحياء "مسؤولية جماعية".
في الفترة الأخيرة، لم يكن الوضع في عدد من الأحياء يحتمل. يلفت رشيد إلى أنّه خلال شهر رمضان، كانت النفايات مرمية في الشوارع، ما أدى إلى انتشار البعوض. يضيف أنّ عدداً من أبناء حي السعادة في منطقة المدنية تطوعوا لتنظيفه عشية عيد الفطر، واتفقوا على تنظيم حملات نظافة كل يوم جمعة. وأطلقت الجمعية التي تأسست في الحي مبادرة أخرى تهدف إلى اختيار "أحسن عمارة" و"أحسن رسم في جدار"، ليحصل الفائز على جائزة رمزية، وذلك بهدف تحفيز الأحياء المجاورة على القيام بالمثل.
وتفنّن الشباب في طلاء السلالم ورسم جداريّات تعكس طموحاتهم وأحلامهم بألوان زاهية، وذلك تشجيعاً للفن والمواهب من جهة، والسعي إلى الفوز بلقب "أنظف حي" من جهة أخرى.
هل تصبح الجزائر أنظف مدينة؟ يجيب عادل (25 عاماً)، في حديث لـ "العربي الجديد"، بأنه متفائل بالنجاح، لافتاً إلى إمكانية تحقيق المدينة الأكثر نظافة، خصوصاً مع احتدام المنافسة بين المواطنين. ويرى أن هذا سيساهم في إبعاد أوصاف مثل "الغبن والتخلف والتهميش" عن الأحياء والمدن، ويجعل المواطنين أكثر حرصاً على تحقيق الأفضل للحي أو المنطقة التي يسكنون فيها.
اقــرأ أيضاً
ورفع سكان حي "شوفالي" في العاصمة الجزائرية شعار "الشارع ملك للجميع"، ما حفّز عدداً من الأهالي على التعاون مع بعضهم بعضاً لشراء أكياس بلاستيكية لجمع القمامة، وزرع نباتات وأزهار لتزيين المكان، فضلاً عن طلاء العمارات من الداخل والخارج، ومساعدة النساء في تنظيف العمارات من الداخل أيضاً.
ويرى بعض السكان أنّ الأحياء صارت عبارة عن مستوعبات للقمامة، ما دفع مجموعة من الأشخاص إلى تأسيس جمعيات في الأحياء تهدف إلى تزيينها وتوعية السكان، من ضمنهم الأطفال، على ضرورة المشاركة في التنظيف، كون هذه الأحياء بمثابة فضاء للجميع، يلعب فيها الصغار ويتجمع فيها الكبار. يقول عز الدين (29 عاماً)، لـ "العربي الجديد": "ظهور جمعيات تهتم بنظافة الأحياء والبيئة ساهم كثيراً في نشر الوعي حول ضرورة الاهتمام بالفضاء الخارجي"، لافتاً إلى أن الجمعيات تلعب دوراً أساسياً في التوعية حول أهمية الحفاظ على البيئة، خصوصاً وأن الثقافة السائدة في البلاد هي التنظيف أمام البيت فقط، أو كما يقال باللهجة الجزائرية "تخطي راسي". ويلفت إلى أنه من خلال هذه الجمعيات، بات أبناء الأحياء أكثر إدراكاً لأهمية النظافة.
صحيح أنّ المبادرات كثيرة، إلّا أن تنظيف الأحياء وتزيينها يجب أن يصبح جزءاً من ثقافة المواطن الجزائري، خصوصاً أنها لا تعد مكلفة بالمقارنة مع مصاريف الأسر. على الأقل، يتوجب على الناس عدم رمي النفايات في الشارع، حتى لا يصلوا إلى مرحلة اللاعودة، أو يعيشوا مرة أخرى وسط النفايات، في انتظار عمال البلدية.
عمل تطوعي
على مدى السنوات الماضية، شهدت الجزائر حملات نظافة عدة شملت الشواطئ والأحياء والمساجد وغيرها. إحدى الحملات التي نظمتها مديرية التربية في ولاية تبسة، هدفت إلى تنظيف المؤسسات التربوية. هذه الحملة وغيرها لا تهدف إلى الحصول على بيئة نظيفة فقط، بل توعية الشباب حول أهميّة العمل التطوعي.
اقــرأ أيضاً
يقول نور الدين (28 عاماً) لـ "العربي الجديد"، إنه اتفق وأربعة أصدقاء على تنظيف حي 230 في قلب تيبازة غرب العاصمة الجزائرية، في ظل تراكم النفايات وغياب الطابع الجمالي. لاحقاً، تحولت الفكرة إلى مبادرة ضمت أكثر من 20 شاباً من أبناء الحي. بعدها، عمد الشباب إلى تطوير الفكرة لتكون أكثر فائدة. ويوضح نور الدين أن أبناء الحي أعربوا عن حماسة استثنائية لتحسينه وطلاء جدرانه وزرع نباتات وأزهار وأشجار، وتزيين الأرصفة ومداخل العمارات.
ويُلاحظ أنّ تراكم النفايات بات يشوه عدداً من الأحياء الجزائريّة، خصوصاً تلك الجديدة التي استقبلت عشرات الأسر بعدما أخلت أحياء الصفيح. يقول رشيد (31 عاماً) لـ "العربي الجديد": "لا يسعنا انتظار عمّال النظافة التابعين للبلديات"، في إشارة إلى أن التنظيف ليس من مسؤولية عمال البلديات فقط. ويرى آخرون، خصوصاً من المتحمّسين للحملة، أن تنظيف الأحياء "مسؤولية جماعية".
في الفترة الأخيرة، لم يكن الوضع في عدد من الأحياء يحتمل. يلفت رشيد إلى أنّه خلال شهر رمضان، كانت النفايات مرمية في الشوارع، ما أدى إلى انتشار البعوض. يضيف أنّ عدداً من أبناء حي السعادة في منطقة المدنية تطوعوا لتنظيفه عشية عيد الفطر، واتفقوا على تنظيم حملات نظافة كل يوم جمعة. وأطلقت الجمعية التي تأسست في الحي مبادرة أخرى تهدف إلى اختيار "أحسن عمارة" و"أحسن رسم في جدار"، ليحصل الفائز على جائزة رمزية، وذلك بهدف تحفيز الأحياء المجاورة على القيام بالمثل.
وتفنّن الشباب في طلاء السلالم ورسم جداريّات تعكس طموحاتهم وأحلامهم بألوان زاهية، وذلك تشجيعاً للفن والمواهب من جهة، والسعي إلى الفوز بلقب "أنظف حي" من جهة أخرى.
هل تصبح الجزائر أنظف مدينة؟ يجيب عادل (25 عاماً)، في حديث لـ "العربي الجديد"، بأنه متفائل بالنجاح، لافتاً إلى إمكانية تحقيق المدينة الأكثر نظافة، خصوصاً مع احتدام المنافسة بين المواطنين. ويرى أن هذا سيساهم في إبعاد أوصاف مثل "الغبن والتخلف والتهميش" عن الأحياء والمدن، ويجعل المواطنين أكثر حرصاً على تحقيق الأفضل للحي أو المنطقة التي يسكنون فيها.
ويرى بعض السكان أنّ الأحياء صارت عبارة عن مستوعبات للقمامة، ما دفع مجموعة من الأشخاص إلى تأسيس جمعيات في الأحياء تهدف إلى تزيينها وتوعية السكان، من ضمنهم الأطفال، على ضرورة المشاركة في التنظيف، كون هذه الأحياء بمثابة فضاء للجميع، يلعب فيها الصغار ويتجمع فيها الكبار. يقول عز الدين (29 عاماً)، لـ "العربي الجديد": "ظهور جمعيات تهتم بنظافة الأحياء والبيئة ساهم كثيراً في نشر الوعي حول ضرورة الاهتمام بالفضاء الخارجي"، لافتاً إلى أن الجمعيات تلعب دوراً أساسياً في التوعية حول أهمية الحفاظ على البيئة، خصوصاً وأن الثقافة السائدة في البلاد هي التنظيف أمام البيت فقط، أو كما يقال باللهجة الجزائرية "تخطي راسي". ويلفت إلى أنه من خلال هذه الجمعيات، بات أبناء الأحياء أكثر إدراكاً لأهمية النظافة.
صحيح أنّ المبادرات كثيرة، إلّا أن تنظيف الأحياء وتزيينها يجب أن يصبح جزءاً من ثقافة المواطن الجزائري، خصوصاً أنها لا تعد مكلفة بالمقارنة مع مصاريف الأسر. على الأقل، يتوجب على الناس عدم رمي النفايات في الشارع، حتى لا يصلوا إلى مرحلة اللاعودة، أو يعيشوا مرة أخرى وسط النفايات، في انتظار عمال البلدية.
عمل تطوعي
على مدى السنوات الماضية، شهدت الجزائر حملات نظافة عدة شملت الشواطئ والأحياء والمساجد وغيرها. إحدى الحملات التي نظمتها مديرية التربية في ولاية تبسة، هدفت إلى تنظيف المؤسسات التربوية. هذه الحملة وغيرها لا تهدف إلى الحصول على بيئة نظيفة فقط، بل توعية الشباب حول أهميّة العمل التطوعي.