لم تمنع أشعة الشمس الحارقة المسن الفلسطيني محمد أبو ناصر، من المشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها اللجان الشعبية للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، لمطالبة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) بالعمل على توفير التيار الكهربائي للمخيمات وتحمل مسؤولياتها.
ورفع أبو ناصر إلى جانب عشرات اللاجئين الفلسطينيين يافطات ولافتات تطالب المؤسسة الأممية بتحمل مسؤولياتها تجاه القطاع، والعمل على توفير الاحتياجات الأساسية التي تشكلت بموجبها هذه المؤسسة عقب النكبة الفلسطينية عام 1948، وتهجير الآلاف خارج مدنهم وقراهم.
ويعاني القطاع الذي تضرب عليه إسرائيل حصارًا مشددًا منذ فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية عام 2006 وسيطرتها عليه بالقوة العسكرية عام 2007، من أزمة كبيرة في ملف الكهرباء انعكست سلبًا على شتى المجالات الصحية والبيئية مؤخرًا.
ويطالب المسن أبو ناصر، "أونروا" في حديثه لـ "العربي الجديد" بالعمل على توفير التيار الكهربائي في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الموجودة داخل القطاع، وتأمين أهم الاحتياجات الأساسية المتمثلة في خلق فرص عمل وتعزيز خدماتها.
ويؤكد أن المؤسسة الأممية وجدت من أجل توفير الاحتياجات الخاصة باللاجئين في مختلف مناطق تواجدهم عقب احتلال الأراضي الفلسطينية، وتهجير أهاليها منها منذ نحو سبعة عقود، وعليها العمل على توفير الكهرباء والمياه وخلق فرص عمل.
ويدعو الفلسطيني محمد قنيطة، "أونروا" إلى ضرورة التدخل الفوري والعاجل من أجل توفير التيار الكهربائي، والضغط على مختلف الأطراف لحل هذه الأزمة المتفاقمة منذ سنوات عدة، والتي اشتدت في الآونة الأخيرة في أعقاب تقليص الاحتلال كميات الكهرباء الموردة لغزة.
ويشير قنيطة في حديثه لـ "العربي الجديد" إلى أن أزمة انقطاع الكهرباء انعكست بوضوح على مجريات الحياة اليومية لأكثر من مليوني مواطن غزي يعيشون في القطاع، وطاولت شتى المجالات الصحية والبيئية، وأدت لإحداث مشكلات عدة منها نقص المياه عن المنازل.
ويضيف الغزي أنه بات على "أونروا" كونها مؤسسة أممية التدخل للضغط على الاحتلال لوقف سياسة تقليص كميات الكهرباء الموردة لغزة، بالإضافة لمحاولة توفير البدائل التي من شأنها التخفيف من الأزمة وصولاً إلى حلها بالكامل.
واعتبر رئيس اللجان الشعبية للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، معين أبو عوكل، إنه بات على وكالة أونروا إغاثة اللاجئين وتوفير الكهرباء والمياه لهم، وتحسين واقع حياتهم اليومية وتوفير سبل العيش والحياة الكريمة لهم.
ويؤكد أبو عوكل في كلمة له أنه لا علاقة للاجئين الفلسطينيين بكل المناكفات السياسية الدائرة بين الأطراف المتنازعة، وأن للاجئين الحق في الحصول على حياة كريمة وفقًا لما كفلته الاتفاقيات والمواثيق الدولية.
ويطالب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والجامعة العربية إلى ضرورة التدخل لإنقاذ الغزيين من الموت البطيء الذي تتعرض له مختلف الشرائح الفلسطينية في القطاع المحاصر إسرائيليًا منذ 11 عامًا.
ويلفت أبو عوكل إلى أنه إذا لم يفك الحصار وتحل أزمة التيار الكهربائي خلال أسبوع، سيصعد اللاجئين خطواتهم الاحتجاجية عبر إغلاق بوابة مقر أونروا في القطاع حتى تستجيب لكل المطالب التي وضعتها اللجان الشعبية.
وسبقت الوقفة الاحتجاجية التي نفذتها اللجان الشعبية للاجئين الفلسطينيين، إغلاق بوابة مقر "أونروا" الرئيس في مدينة غزة، مع وضع لافتات ويافطات تحمل رسائل عدة للمسؤولين فيها، تطالبهم بتحمل المسؤولية الكاملة عن توفير الكهرباء والمياه للاجئين.