أتت النيران بالكامل على حافلة سياحية، اليوم الإثنين، في حادث سير بجنوب ألمانيا أدى، بحسب الشرطة، إلى مقتل 18 شخصا، بعد أن حاصرتهم النيران، وجرح 30 آخرين، في أحد أسوأ حوادث السير في أوروبا في السنوات الأخيرة.
وقال وزير النقل الألماني، ألكسندر دوبرينت: "تم سحب 11 جثة" والمحققون "يجهدون للعثور على رفات" الأشخاص السبعة الآخرين المفقودين وتحديد هوياتهم. وبعد وصوله إلى حطام الحافلة المحترقة، والتي كان حولها نحو 250 مسعفا وشرطيا وطبيبا شرعيا، أوضح الوزير أن "الحرارة كانت شديدة إلى درجة لم يبق شيء من وقود" الحافلة.
وأضاف: "أمكن التعرف فقط على الهيكل الفولاذي. يمكن تصوّر ماذا يعني ذلك للركاب".
وتابع أن حادث الحافلة التي كان فيها سائقان و46 مسنا أتوا من منطقة ساكس في شرق البلاد، أسفر أيضا عن ثلاثين جريحا توزعوا في مستشفيات الجوار، اثنان منهم بين الموت والحياة.
وكان المسعفون اعتقدوا أولا أن الركاب الـ18 الذين اعتبروا مفقودين تمكنوا من الفرار، وسط حال من الهلع في الغابات المجاورة. لكن عمليات البحث لم تسفر عن شيء، ما عزز المخاوف من مقتلهم جميعا. وبعيد الساعة 07:00 (05:00 ت غ) صدمت الحافلة العالقة في الازدحام قاطرة صغيرة أمامها، ما أدى إلى اشتعال النار فيها بالكامل، في ظروف لا تزال غير واضحة.
وأعلن وزير الداخلية في مقاطعة بافاريا، يواكيم هيرمان، عن فتح تحقيق لتحديد أسباب احتراق الحافلة بهذه السرعة. ووقع الحادث بالقرب من مونشبورغ، في منطقة حرجية وجبلية على حدود مقاطعتي بافاريا وتورينجيا القريبة من الحدود التشيكية، ما أدى إلى قطع الطريق السريع "ايه 9" في الاتجاهين.
وأعربت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، عن "عميق حزنها" إثر الحادث، بحسب الناطق باسمها، شتيفان شيبرت، الذي أعلن تضامن المستشارة مع "الضحايا وأقربائهم والمصابين".
Just In: German police say 18 people were killed in the German bus crash in Bavaria. 30 were hurt. Photo cred: @cnni #WRAL #LiveCenter pic.twitter.com/eGz3xYFIrw — Lena Tillett (@WRALLena) ٣ يوليو، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
">
|
وقال مسؤول الاتحاد الألماني لأجهزة الإطفاء، هارتموت زيبس، وممثله في بافاريا، الفونس فاينزيرل، إن عناصر الإطفاء "مدربون على حالات استثنائية"، ولكن "نأمل في أن يتمكنوا من استيعاب هذه المشاهد الرهيبة"، مؤكدين أن المأساة قاسية جدا.
وأوقع أسوأ حادث سير في ألمانيا، في السنوات العشر الأخيرة، 20 قتيلا، غالبيتهم من المسنين على طريق سريع بالقرب من هانوفر (غرب)، في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2008، في حادث مرده قيام أحد الركاب بالتدخين في الحمام.
وفي فرنسا، أوقع حادث اصطدام مباشر بين شاحنة وحافلة تنقل مسنين 43 قتيلا في بويسغان (جنوب غرب) في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2015. واشتعلت النيران سريعا في العربتين، بينما علق الركاب داخلهما. وفي أوكرانيا، قضى 45 شخصا في اصطدام بين قطار وحافلة عند تقاطع للسكك الجديد في مارغانيتس (وسط شرق)، في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2010، مما يجعل الحادث الأكثر دموية في السنوات العشر الأخيرة في أوروبا. وفي 21 يناير/كانون الثاني الماضي، اشتعلت النار في حافلة مجرية تنقل فتيانا بعد اصطدامها بجسر عائم عند خروجها من الطريق السريع في فيرونا بإيطاليا عند عودتها من رحلة مدرسية في جبال الألب الفرنسية. وساهمت شجاعة مدرس للتربية البدنية الذي عاد مرات عدة لإنقاذ طلاب في الحافلة مع أنه مصاب بشكل خطير في تفادي حصيلة أكبر.