"الشيف الصغير" في غزة... كسر الحواجز بين الأطفال والمطبخ

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
30 يوليو 2017
E519D3B4-725E-4DB2-A2F3-CAD5C45EF3E0
+ الخط -


يتملك الطفلة راما الغندور (6 سنوات) من مدينة غزة فضول كبير لمعرفة طرق إعداد "الساندويشات" والوجبات السريعة، ما دفع والدتها إلى تسجيلها في برنامج "الشيف الصغير" الذي يعده أحد مطاعم القطاع، في محاولة منه لكسر الحاجز بين الأطفال والمطبخ.

وتقول الطفلة راما لـ "العربي الجديد" أنها متشجعة لخوض التجربة، خاصة وأنها تحب الطبخ، وتهوى مساعدة والدتها فيه، مضيفة: "أنا سعيدة أنني برفقة عدد من الأطفال، سيكون يوماً جميلاً ومختلفاً، خاصة حين أتمكن من أكل شيء قمت أنا بالمشاركة في صنعه".

اندفاع الطفلة راما، شابهه اندفاع الطفل كامل فروانة (6 سنوات)، والذي يهوى صناعة ساندويتشات "المرتديلا" والأجبان بمختلف أنواعها، موضحاً أن والدته شاهدت إعلان التدريب عبر صفحة مطعم "زاد الخير" على "فيسبوك"، فقررت تسجيله، كي يتعلم الطرق الصحيحة لإعداد تلك الشطائر.

وتقول الطفلة لانا الحلو (9 سنوات) من مدرسة العائلة المقدسة وسط مدينة غزة إن والدتها شاهدت فيديو اللقاء الأول لتدريب الأطفال على الطبخ والطهو، ما دفعها إلى التسجيل، موضحة كذلك أنها تهوى صناعة الساندويشات والحلويات، وترغب في صناعتها "بالطرق الصحيحة والآمنة والسليمة". وتضيف الحلو: "أنا متحمسة للغاية، أحاول استغلال الإجازة الصيفة بالمشاركة في مختلف التجارب، وهذه التجربة هي الأكثر متعة، وأتمنى على جميع الأطفال استغلال إجازاتهم بما هو مفيد، كذلك أن تفكر المؤسسات بالأطفال، وتقديم مشاريع مشابهة.

أما الطفل هادي عكاشة (9 سنوات) من مدرسة غزة الجديدة فيقول إنه مغرم بأكل "الستيكات"، وأنه يعرف طريقة صناعتها، لكنه شارك في التدريب بعد رؤية الإعلان الترويجي عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من أجل معرفة أفضل الطرق للطهو والتزيين والتقديم. ويشير إلى أنه يرغب بأن يصبح طبيب أسنان، لكنه يهوى في الوقت ذاته الطبخ، وصناعة الأرز بأشكاله المختلفة، مضيفاً: "من الجميل أن نرفق تخصصاتنا بهوايات معينة نستغل من خلالها الوقت، ونكسر الروتين، ونصنع أمورا مفيدة".

ويقول صاحب مطعم زاد الخير، خليل الإفرنجي، لـ"العربي الجديد"، إنّ خطوة تعليم الأطفال فنون ومهارات الطبخ جاءت نتيجة طبيعية لفكرة نقل الخبرة للأطفال في أي مجال أو تخصص، موضحاً أن نقل الخبرات النظرية والعملية للأطفال في بداية حياتهم، يساعدهم على صقل مواهبهم، وبناء شخصياتهم، إلى جانب إحياء الروح التعاونية فيهم.





ويشير إلى أن هذه الخطوة تحمل تحدياً، إذ إن الأهالي يبعدون أطفالهم قدر المستطاع عن المطبخ، خوفاً على سلامتهم، مبيناً أن التدريب يحاول نقل طرق السلامة للأطفال، في كيفية التعامل مع النار ومع أدوات المطبخ، ما يجنبهم خطرها.

ويوضح الإفرنجي أن الأوضاع الصعبة، والظروف السيئة التي يمر فيها قطاع غزة ساهمت في بلورة الفكرة، عبر إيجاد منافذ وطرق يمكن من خلالها الترفيه والترويح عن الأطفال، وكسر الروتين اليومي، وإكسابهم الخبرات العملية اللازمة.

ابنتا خليل، زينة وسلمى، شاركتا في التدريب الأول، الذي ساهم في زيادة ثقتهما بقدراتهما، ودفعهما إلى مساعدة والدتهما، وفق ما قاله صاحب المطعم، الذي يشير إلى أنه ينصح كل القطاعات باتباع ذات الطريقة مع الأطفال، إذ ستعود بمردود إيجابي.

أما منسقة البرنامج هبة الإفرنجي، فتوضح لـ "العربي الجديد" أنها تتواصل مع أهالي الأطفال لتنسيق المواعيد والأسماء المشاركة، وفق أولوية التسجيل والعُمر، مضيفة: "أردنا تطبيق المشروع على 60 طفلاً، لكن الأعداد الكبيرة التي تقدمت للتسجيل دفعتنا لزيادة العدد في هذه المرحلة إلى 120 طفلا وطفلة".

وتشير إلى أن الفئة المستهدفة تتراوح بين 6 – 12 عاماً، وتم اختيار هذا العمر بناء على تجربة سابقة، إذ يكون فيها الطفل واعياً، ولديه رغبة كبيرة في الاستكشاف، مضيفة: "نستقبل الأطفال، ونقوم بتعريفهم على مرافق المطعم، بعد معرفة هواية كل طفل منهم، ومن ثم ندعوهم للبس لباس الشيف، من أجل مباشرة التدريب، كل مجموعة برفقة الشيف المخصص للساندويتشات أو الحلويات أو الأرز، كل حسب تخصصه".

ويوضح الشيف عبد القادر الكرد أن مهمته مع الأطفال تبدأ بعد ارتدائهم ملابس الشيف. ويقول: "نعرفهم في البداية على طريقة الإمساك بالسكين أو التعامل مع النار، إلى جانب شرح طرق السلامة والوقاية والأمان"، موضحاً أنه لمس رغبة لدى الأطفال في التعلم والاستفادة.
ويوافقه في الرأي حمادة أبو ضلفة "شيف الكيك" الذي يوضح لـ "العربي الجديد" أنه كان سعيداً حين قام بتعليم الأطفال طريقة إعداد الكيك، وأن استجابة الأطفال كانت سريعة وكبيرة، مضيفاً: "كان كل شيء سلساً".



ذات صلة

الصورة
تطالب جمعيات رعاية الحيوان بتعامل رحيم مع الكلاب (فريد قطب/الأناضول)

مجتمع

تهدد "كلاب الشوارع" حياة المصريين في محافظات عدة، لا سيما المارة من الأطفال وكبار السن التي تعرّض عدد منهم إلى عضات استدعت نقلهم إلى المستشفى حيث توفي بعضهم.
الصورة
جنديان إسرائيليان يعتقلان طفلاً في الضفة الغربية (حازم بدر/ فرانس برس)

مجتمع

بالإضافة إلى الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، لا يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن التنكيل بالضفة الغربية، فيعتقل الأطفال والكبار في محاولة لردع أي مقاومة
الصورة

مجتمع

ضبطت السلطات اللبنانية، أمس الأربعاء، عصابة ابتزاز واغتصاب تستدرج الأطفال والقصّر بهدف اغتصابهم وتصويرهم وإجبارهم على تعاطي المخدرات.
الصورة
العثور على جثمان الطفلة هند وأسرتها (فيسبوك)

مجتمع

عُثر على جثمان الطفلة هند رجب، وخمسة من أفراد عائلتها، بينهم جثث متحللة، اليوم السبت، بعد محاصرة قوات الاحتلال السيارة التي كانت تقلّهم قبل 12 يوماً.
المساهمون