أعلنت زوجات المحررين في صفقة "وفاء الأحرار" المعاد اعتقالهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، والذين قطعت السلطة الفلسطينية رواتبهم، أن أزواجهن "سيعلنون الإضراب عن الطعام قريباً"، في حين يواصل المحررون المقطوعة رواتبهم إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الرابع على التوالي، كما يواصلون اعتصامهم وسط مدينة رام الله منذ 45 يوماً.
ونظمت عدد من زوجات الأسرى المعاد اعتقالهم، اليوم الثلاثاء، مؤتمراً صحافياً في رام الله، أمام خيمة اعتصام "أسرى الصفقة المقطوعة رواتبهم" باسم "زوجات الأسرى والمحررين بالصفقة والمقطوعة رواتبهم".
وأوضحت ليلى شلش، زوجة الأسير المحرر والمعاد اعتقاله، عبد العزيز شلش، في بيان خلال المؤتمر الصحافي، أن إعلان الأسرى الإضراب بمثابة إعلان للجميع وللمسؤولين على وجه الخصوص أنهم "سيموتون جوعاً ليحيا أطفالهم بكرامة خارج السجون، وحتى لا تتسول نساؤهم من أجل عيش أبنائهم". لافتة إلى أن الأسرى سيخرجون بياناً لتبيان موقفهم واحتجاجهم على الظلم الذي وقع عليهم وعلى عائلاتهم وأطفالهم.
وتطرقت زوجات الأسرى، خلال المؤتمر، إلى الظلم الواقع على الأسرى وعائلاتهم نتيجة قطع الراتب، وأن بعضهم تراكمت عليه الديون، وأن من أزواج الأسرى من باعت مصاغاً ذهبياً تملكه أو عرضت منزلها للبيع من أجل الإيفاء بالالتزامات اليومية وسداد الديون، ولفتت إلى أنه رغم الاحتجاج على أبواب الوزارات والمسؤولين فإنهن لم يجدن آذاناً صاغية.
وتابعن: "أيها المسؤولون ألا يكفي السجن ومرارته لنا ولأزواجنا وألم الفراق والحرمان، فلا تزيدوا همومنا هموماً بالاستمرار بقطع رواتب أسرانا والمحررين الأبطال وأعيدوا لنا حقوقنا المسلوبة من قبل أن يأتي يوم، فيه يقوم الناس لرب العالمين فأعدوا للسؤال جواباً".
من جانبه، قال الأسير المحرر بصفقة "وفاء الأحرار"، منصور شماسنة لـ"العربي الجديد"، على هامش المؤتمر، إن "أسرى الصفقة المقطوعة رواتبهم سيدخلون، خلال الأيام المقبلة، بإضراب عن الطعام، وبعضهم قام بإرجاع وجبات"، ولفت شماسنة إلى أن المحررين المقطوعة رواتبهم يواصلون إضرابهم لليوم الرابع على التوالي، ومن بينهم كبار سن ومرضى، وبعضهم بدأت آثار الإضراب عليه.
وأوضح شماسنة، قيام المحررين المقطوعة رواتبهم بحراك متواصل، وقال: "لقد توجهنا برسائل للرئيس، محمود عباس، ورئيس الوزراء، رامي الحمد الله، وزرنا عدة شخصيات ومسؤولين ووزراء من بينهم قيادات في منظمة التحرير الفلسطينية وقيادات أمنية وقيادات في حركة فتح، وقدمنا شكوى للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان– ديوان المظالم، وقلنا في الشكوى، إنه لا يجوز استخدامنا لتحقيق مآرب سياسية، ولا بد أن يوضع لذلك حد، وهذا فساد سياسي".
وعقب المؤتمر الصحافي، رفع المحرر شماسنة مولودة للأسير نايف غيظان، وهو أحد الأسرى المقطوعة رواتبهم، والتي ولدت قبل أيام، وقال: "أيها المسؤولون يا من سلبتم حليبها. لمصلحة من يجوع أطفال الأسرى، اتقوا الله في هؤلاء الأطفال أعيدوا لهؤلاء حقهم".
وجابت مسيرة صامتة شارك فيها العشرات من الأسرى المحررين وزوجات الأسرى والمحررين ومتضامنون معهم وبعض قيادات من الفصائل شوارع مدينة رام الله وهم يرفعون لافتات تدعو لإعادة حقوق الأسرى المقطوعة رواتبهم.
من جانبه، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أحمد العوري، لـ"العربي الجديد"، أنه رغم الجهود والاتصالات الرسمية وغير الرسمية والفصائلية من أجل إنهاء قضية الأسرى والمحررين المقطوعة رواتبهم لأن قضية الأسرى هي قضية مركزية لدى الشعب الفلسطيني، لكن كل هذه الجهود لم تسفر عن أية نتائج، ثم دخل الأسرى في هذا الإضراب عن الطعام لعل صوتهم يصل للمسؤولين، خاصة الرئيس محمود عباس، لأنه هو من أصدر هذا الملف ونرجو العمل على إنهائه.
بدورها، قالت فدوى المصري، زوجة الأسير إبراهيم المصري، وهو أحد الأسرى المقطوعة رواتبهم، لـ"العربي الجديد"، إن "زوجي مضرب عن الطعام، منذ يومين، مساندة للمحررين المقطوعة رواتبهم وللاحتجاج على قطع السلطة الفلسطينية لرواتب محرري الصفقة، نحن لا يوجد لنا معين إلا الراتب، وإن خوض أزواجنا الإضراب يزيد المعاناة تارة بقطع الراتب وتارة أخرى بإضرابهم عن الطعام ويصبح قلقنا ومعاناتنا مرتين".
وكان 16 أسيراً محرراً من محرري صفقة "وفاء الأحرار" قد أعلنوا السبت الماضي، خوضهم الإضراب المفتوح عن الطعام، ضد قطع رواتبهم من قبل السلطة الفلسطينية، بعد خوضهم اعتصاماً مفتوحاً وسط مدينة رام الله والمتواصل منذ 45 يوماً على التوالي، حتى إعادة الرواتب المقطوعة، متهمين السلطة الفلسطينية بعدم الاستجابة لمطالبهم.
وسيكون إضراب المحررين على مرحلتين الأولى، يتناولون خلالها الماء والسوائل مع الامتناع التام عن الطعام، والثانية تكون بالاعتماد على الملح والماء.
ومنذ مطلع شهر يونيو/ حزيران الماضي، قطعت السلطة الفلسطينية رواتب نحو 300 أسير ومحرر ومبعد في صفقة "وفاء الأحرار"، التي أبرمتها حركة حماس في عام 2011 مع إسرائيل برعاية مصرية مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وأفرج فيها عن أكثر من ألف أسير أعادت إسرائيل اعتقال وإعادة الأحكام السابقة للعشرات منهم بعد اعتقالهم قبل نحو ثلاث سنوات.
وبدأ 15 أسيراً محرراً في الصفقة علاوة على المحررة هنية ناصر، باعتصامات أمام مقر هيئة شؤون الأسرى والمحررين وأمام مقر الحكومة الفلسطينية برام الله، والاعتصام الدائم في ميدان الرئيس عرفات في رام الله المتواصل منذ 45 يوماً.