وقعت مؤسسة قطر الخيرية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة اليوم الأحد، اتفاقية تعاون لتقديم إغاثة عاجلة في مجال إيواء نازحي الروهينغا داخل بورما بقيمة نصف مليون دولار، وينتظر أن يستفيد منها 2100 نازح على مدى 6 شهور.
ووقع الاتفاقية عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ممثل المفوضية الإقليمي لدول مجلس التعاون الخليجي، خالد خليفة، وعن الجانب القطري يوسف بن أحمد الكواري، الرئيس التنفيذي لـ"قطر الخيرية".
وبموجب الاتفاقية، تنشئ المفوضية السامية لشؤون اللاجئين 420 وحدة إيواء مؤقتة للنازحين من الروهينغا في ثلاث مناطق في إقليمي راخين وكاجين، بقيمة تصل إلى نصف مليون دولار (مليون و825 ألف ريال قطري) بتمويل من قطر الخيرية.
وذكر الكواري أن "هذا التعاون يأتي في وقت تزداد فيه معاناة مسلمي الروهينغا بسبب تصاعد الحملة الموجهة ضدهم في الأيام الأخيرة، والتي أدت إلى فرار مئات الآلاف منهم باتجاه الحدود مع بنغلادش"، مشيراً إلى "حرص قطر الخيرية على سرعة تنفيذ مشاريع الإغاثة العاجلة وتقديم المساعدات الإنسانية بالتعاون المشترك مع المنظمات الدولية، خصوصا في الدول التي يكون فيها تحرك المنظمات الدولية أسهل كما في بورما".
وأثنى ممثل مفوضية اللاجئين الإقليمي على جهود قطر في مجال العمل الإنساني، وثمن تعاون قطر الخيرية الفاعل مع المفوضية والذي يفضي إلى تلبية الاحتياجات الإنسانية للنازحين واللاجئين عبر العالم، معتبراً أن "هذا التعاون دليل واضح على استمرار الالتزام الإنساني الذي قطعته قطر الخيرية على نفسها، ويعتبر انعكاساً حقيقياً للتضامن الدولي".
وتبلغ المساعدات الإنسانية التي خصصتها "قطر الخيرية"، لنازحي الروهينغا منذ عام 2012 وحتى الآن نحو 13.5 مليون ريال، في مجالات الرعاية الصحية وتوفير الغذاء والإيواء والمياه والإصحاح، واستفاد منها نحو 370 ألف نازح، وذلك بالتنسيق مع منظمات دولية من ضمنها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
ومن المشاريع الإغاثية التي أنجزتها المؤسسة، لصالح نازحي الروهينغا داخل بورما بناء 41 مسكناً لأسر متضررة، وإنشاء خمسة ملاجئ خشبية تكفي نحو 40 أسرة، وتوزيع عشرات الآلاف من السلال الغذائية، كما وزعت لحوم الأضاحي لصالحهم خلال الموسم الحالي.
وسبق لـ"قطر الخيرية" أن استضافت الاجتماع التشاوري الثاني حول الوضع الإنساني لمسلمي بورما، الذي نظمته بالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي بمشاركة نحو 30 منظمة محلية وإقليمية ودولية في الدوحة عام 2012، وخصصت في ذلك الوقت مساعدات بقيمة 6 ملايين ريال لصالح اللاجئين من الروهينغا على الحدود البنغالية.
كما تواصل حشد الجهود والدعم لصالح الروهينغا، من خلال مواصلة حملتها #بورما_تستغيث، لتأمين استمرار مساعدة لمن أجبروا على مغادرة مدنهم وقراهم التي أحرقت، وباتوا بأمس الحاجة لمن يخفف من معاناتهم ويضمد جراحهم، ويوفر لهم الغذاء والمأوى والملبس والرعاية الصحية، خصوصاً في ضوء تطورات الأيام القليلة الماضية.