ذكرت منظمة "أوكسفام" الدولية الإنسانية، اليوم الخميس، أنّ وباء الكوليرا المتواصل، منذ خمسة أشهر، هو أكبر تفشٍّ للوباء في العالم منذ بدء السجلات، إذ ارتفع عدد الحالات المشتبه بها إلى أكثر من 755 ألف حالة.
وقد تجاوز تفشي الوباء باليمن 373. 754 حالة يشتبه بتسجيلها في هايتي في السنوات الست بين عامي 2010 و 2015. وتوفي أكثر من 100 .2 شخص بالفعل من الكوليرا، وبالرغم من تباطؤ انتشار الوباء قليلاً، فإنه لا يزال ينتشر بسرعة وبمعدلات سيصل عدد الحالات المشتبه بها إلى مليون بحلول نوفمبر/ تشرين الثاني.
وفي حين أن الكوليرا ليست جديدة في اليمن، فإن حجم هذا التفشي غير مسبوق، وهو مدفوع بنزاع لمدة عامين ونصف العام، ومجاعة وفقر، كما أن أكثر من نصف المرافق الصحية دمرت أو تعمل جزئياً فقط، وأكثر من 20 مليون بحاجة إلى المساعدات الإنسانية.
وقال المدير الإنساني لمنظمة أوكسفام، نايجل تيمينز: "يعيش اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بل تزداد سوءاً. وقد خلقت أكثر من عامين من الحرب ظروفاً مثالية لانتشار المرض. ودفعت الحرب البلاد إلى حافة المجاعة، وأجبرت الملايين على مغادرة ديارهم، ودمرت تقريباً الخدمات الصحية الضعيفة أصلاً وأعاقت الجهود الرامية إلى التصدي لتفشي الكوليرا.
وتابع "الكوليرا تتسبب في خسائر مروعة على الناس في اليمن. ولا يمكننا الاستمرار في السماح للأطفال بالموت جراء مرض يمكن علاجه بسهولة".
وأضاف "مأساة اليمن هي كارثة من صنع الإنسان تتحمل جميع الأطراف المسؤولية فيها. ومع ذلك، تغذيها قرارات سياسية متعمدة في لندن وواشنطن وغيرها من العواصم العالمية. وتباع قيمة الأسلحة التي تقدر قيمتها ببلايين الدولارات دون أي قلق يذكر بشأن تدمير الأرواح التي يسببها استخدامها. إن إنسانيتنا المشتركة تخبرنا أن هذا يجب أن يتوقف، ويجب أن تبدأ الجهود الرامية إلى تعزيز السلام".
ومنذ مارس/ آذار 2015، قتلت الحرب أكثر من 5100 مدني وأجبرت حوالي 3 ملايين شخص على ترك منازلهم. وعندما بدأت الموجة الثانية من تفشي وباء الكوليرا في 27 إبريل/نيسان، هيأت الحرب الظروف المواتية لانتشارها.
وتبين عشرين في المائة من المقاطعات اليمنية وجود تقارب واضح بين المستويات العالية للجوع والكوليرا. فمحافظة حجة، على سبيل المثال، التي تستضيف خمس النازحين داخلياً في اليمن بسبب الحرب، هي على شفا المجاعة، وثاني أكبر عدد من حالات الكوليرا المشتبه بها بين المحافظات.
وقد أخبر العديد من العائلات النازحة منظمة أوكسفام بأنها اضطرت إلى الاختيار بين الحصول على العلاج للكوليرا أو إطعام أسرتها. ومع عدم ترك أي شيء يبيعونه، فإنهم أكثر تعرضاً للكوليرا وهم يكافحون من أجل الحصول على العلاج. 45 في المائة فقط من المرافق الصحية تعمل بكامل طاقتها بسبب الحرب، وزاد عدد الأشخاص غير القادرين على الحصول على الرعاية الصحية بنسبة 76 في المائة منذ تصاعد النزاع وفقاً للأمم المتحدة، في حين أن تكاليف العلاج أو النقل ارتفعت إلى أن أصبحت مرافق العمل الآن عالية جداً بالنسبة للأشخاص.
كما تأثرت الاستجابة الإنسانية مباشرة بالحرب، أبلغت منظمات كثيرة عن قيود على موظفيها تمنعهم من الوصول إلى المناطق المحتاجة.
وكجزء من الاستجابة للكوليرا، قدمت أوكسفام بالفعل مساعدات المياه والصرف الصحي لأكثر من 430.000 شخص في محافظات تعز وعدن وحجة والحديدة وعمران لمنع المرض واحتوائه.
وتدعو منظمة أوكسفام جميع أطراف النزاع، وأولئك الذين يدعمونها، إلى الالتزام بوقف فوري لإطلاق النار من أجل وضع حد لإراقة الدماء. ويجب على السلطات اليمنية والمجتمع الدولي أيضا أن يكفل في الوقت نفسه تيسير المساعدة الإنسانية من خلال توفير ما يكفي من التأشيرات والإمدادات والوصول إليها حسب الحاجة.