رفعت الجهات الأمنية العراقية، مساء اليوم، الحواجز من على مداخل "المنطقة الخضراء" المحصنة في قلب العاصمة بغداد، لتصبح مفتوحة أمام المواطنين، بعد أن كانت مغلقة على مدى أكثر من 13 عاما متتالية.
و"المنطقة الخضراء" هو الاسم الشائع للحي الذي أنشأته قوات التحالف الدولية التي غزت العراق عام 2003، وتبلغ مساحتها تقريبا 10 كلم مربع في قلب العاصمة، وبدأ اسمها بالظهور مع قيام الحكومة العراقية الانتقالية، وهي من أكثر المواقع العسكرية تحصينا في العراق، وتضم مقر رئاسة الحكومة والجيش، والسفارتين الأميركية والبريطانية وسفارات دول أخرى، ومقرات منظمات ووكالات حكومية وأجنبية.
وقال شهود عيان ومسؤولون أمنيون لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأجهزة الأمنية والفنية باشرت، مساء اليوم، رفع الحواجز من على مداخل المنطقة الخضراء، لتفتحها أمام المواطنين وحركة السيارات، بعد تسلمها أوامر من الجهات العليا بهذا الشأن"، مؤكدين أنّ "عملية رفع الحواجز تجري وفق خطة معدة من قبل قيادة العمليات".
وأكدت المصادر أنه "تم فتح الجسر المعلق أمام حركة السيارات بالفعل، والجهات المختصة تواصل فتح المنافذ الأخرى"، وقال شهود عيان إن عملية فتح الشوارع جرت وسط مظاهر من البهجة، وتجمع كثير من الشباب بسياراتهم لدخول المنطقة الخضراء.
وفي اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أكد المواطن أبو غيث: "لم نصدق الوعود بفتح المنطقة الخضراء، لكننا تجمعنا بسياراتنا عند مداخلها. أنا الآن في الداخل بعد 13 عاما متواصلة حرمت فيها من دخولها".
وتساءل مستنكرا: "كيف استطاع الأميركان والحكومات السابقة أن يحرموا العراقيين من دخول المنطقة؟ وكيف سكت العراقيون على ذلك؟ كان إغلاق المنطقة الخضراء انتهاكا صارخا لحقوق العراقيين"، محذّرا الحكومة من أن يكون فتح المنطقة وقتيا، وأن يعاد غلقها من جديد، مضيفا: "الشارع العراقي لن يسكت في حال أغلقت مجددا".
وانتشر رجال المرور في المحيط، مؤكدين أنّ حركة المرور ستشهد انسيابية عالية، وقال النقيب في مرور بغداد، حسين الخفاجي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "افتتاح المنطقة الخضراء سيخفف كثيرا من الازدحام المروري في العاصمة. الشوارع والجسور التي تضمها تعد من الشوارع الحيوية، وتربط العديد من مناطق العاصمة ببعضها، ومديرية المرور وضعت خطة متكاملة لنشر مفارز على الطرق، وتنظيم حركة السير والمرور".
وكان اسم المنطقة قبل الغزو الأميركي هو "كرادة مريم"، واسمها الرسمي هو "حي التشريع"، وكانت منطقة سكنية لأعضاء الحكومة العراقية، وتضم العديد من الوزارات، كما تحوي عددا من القصور الرئاسية.
وأغلقت القوات الأميركية المنطقة المرتبطة بطريق خاص يمتد إلى مطار بغداد الدولي بحواجز عام 2003، لتصبح أكثر منطقة محصنة في العراق، ومنع العراقيون من دخولها إلّا من يملك منهم تصريح دخول خاص، وحاول رئيس الحكومة السابق حيدر العبادي، فتح المنطقة الخضراء، لكنه لم يستطع.