أفادت السلطات الصحية في محافظة مأرب في شرق اليمن، بتسجيل 132 إصابة بداء حمى الضنك في عدد من المناطق التابعة للمحافظة خلال الأسابيع الماضية.
وقال مدير مكتب الصحة والسكان في مأرب، عبد العزيز الشدادي، إن المكتب تأكد من إصابة أكثر من 130 حالة بالمرض، مشيرا إلى أن المرض بدأ بالانتشار الواسع في مختلف المديريات التابعة للمحافظة إلى جانب بعض الأمراض الأخرى.
وأضاف الشدادي لـ"العربي الجديد" أن مكتب الصحة في مأرب يعاني من شح الإمكانات نتيجة الوضع الراهن والحالة الاستثنائية التي تمر بها البلاد، خصوصاً مع الضعف الواضح لتدخلات المنظمات الدولية في المحافظة. وشدد على الإسراع بالتدخل للحد من انتشار الأمراض الوبائية، لاسيما حمى الضنك والحصبة التي بدأت بالانتشار في عدد من المديريات التابعة للمحافظة.
وطالب الشدادي المنظمات الدولية، بسرعة توفير الاحتياجات الأساسية للتوعية والوقاية ومستلزمات مكافحة نواقل الأمراض، وتوفير العلاجات الأساسية لعلاج المواطنين من الأوبئة الفتاكة بحسب تعبيره.
وعن جهود المكتب في احتواء المرض، لفت الشدادي إلى أن المكتب "يسعى جاهداً للتواصل مع المنظمات الدولية المعنية بتقديم الدعم والمساعدة لمكافحة الأمراض. فمكتب الصحة يعاني من عدم توفر الإمكانات". وأكد وجود أنشطة تهدف إلى احتواء المرض، من خلال "تنفيذ حملة رش ضبابي للقضاء على البعوض الناقل للمرض خلال الأيام القادمة".
وحذر مكتب الصحة والسكان في المحافظة في وقت سابق من خطورة التطورات الصحية التي تشهدها المحافظة، "من بينها الانتشار السريع للعديد من الأمراض والأوبئة مثل الحصبة والكوليرا والدفتيريا، وأخيرا الانتشار الواسع لحمى الضنك، خصوصا في الوادي وحريب".
وأطلق المكتب، عبر بيان حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، نداء استغاثة للجهات الرسمية والحكومية والمنظمات الدولية والمحلية للتدخل العاجل لمواجهة حمى الضنك الذي بدأ بالانتشار.
في السياق، أوضح الطبيب فهد محمود، بأن حمى الضنك مرض فيروسي ينتقل عبر البعوض الذي يعيش في المنازل أو بالقرب منها، ويتوالد في المياه المكشوفة مثل خزانات مياه البيوت غير محكمة التغطية، والمياه المتجمعة من مخلفات البناء والمجاري الراكدة والآبار المكشوفة المنتشرة بكثرة في مأرب. وأشار إلى أن هذا النوع من البعوض يتكاثر بالتزامن مع هطول أمطار الصيف.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن الأزمة الحالية في اليمن أثرت بشدة على الحصول على المياه والصرف الصحي والخدمات الوقائية والسريرية، مشيرة في تقرير سابق، إلى أن هذا الوضع، "أدى إلى زيادة خطر تفشي الأمراض والأوبئة، لا سيما بين النازحين داخليا وقطاعات واسعة من السكان المتضررين من الأزمة".