داخل خيمة صغيرة مشيّدة في ساحة قرب المسجد المغربي في العاصمة نواكشوط، تجتمع فاطمة بنت أحمد سالم وعدد من زميلاتها. تبدو منشغلة في تطريز قماش الخيمة لعرضها من أجل بيعها، ضمن مجموعة الخيام التي حاكتها النسوة. وتتحدّث بنت أحمد سالم لـ"العربي الجديد"، عن مهنة خياطة الخيام التي بدأت تزاولها منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي. تتجوّل بين مقاطعات العاصمة نواكشوط كلما زادت المصالح البلدية الضرائب وأثقل بدل الإيجار كاهلها ونساء أخريات قرّرن التحرّك لمواجهة الفقر والبطالة، هن اللواتي يتحملن مسؤولية إعالة أبنائهن بعدما غيّب الموت آباءهم من دون سابق إنذار.
تنهمك السالمة بنت المختار في خياطة الخيام وعينها على المارة قرب الشارع الرسمي المطلّ على ساحة "نساء الخيام"، لعلّ القدر يبعث لها براغب في تزيين منزله بخيمة، كما يفعل معظم الموريتانيين القاطنين في الأحياء الراقية في نواكشوط، أو آخر لديه مناسبة اجتماعية ويريد استئجار خيام ليوم أو يومين.
وكلّما جاء زبون، تظهر ابتسامة هادئة على محيّا بنت أحمد سالم، التي لا تتوقّف عن التطريز إلّا للدردشة مع الزبائن حول أسعار الخيام. وتؤكّد مواصلتها خياطة الخيام بشكل يومي مع زميلاتها، ليشكّلن مجموعة عمل مشتركة، ويتقاسمن ما تحصده أيديهن من مال بعد عناء ومشقة. وتقول بنت أحمد سالم إنّها أم لسبعة أبناء، وقد توفي والدهم منذ سنوات وبقيت وحدها تعيل فلذات كبدها. همّها الوحيد أن توفّر لهم لقمة العيش، وتشتري لهم الكتب المدرسية والقرطاسية، وتبقى البسمة ترافقهم من دون أن يشعروا بوطأة غياب الأب أو الاستسلام للفراغ الذي خلفه في المنزل، على الرغم من الآلام التي تصاحب الأسرة منذ وفاته.
من جهتها، تحكي الزينة بنت إبراهيم، لـ"العربي الجديد"، عن مأساة نساء الخيام في ظل تراجع نسبة الزبائن خلال فترات محددة من العام، مشيرة إلى أن سعادة النساء تكتمل خلال المواسم الانتخابية أو المناسبات الاجتماعية أو في فصل الخريف الذي تفضل معظم الأسر الموريتانية قضاءه داخل الخيام وفي البوادي، للتمتع بالمناظر الخلابة خلال فترة تساقط الأمطار في البلاد. تضيف: "ليس لديّ ما يؤرقني في هذه الحياة غير مستقبل أبنائي الأربعة المرتبط بخياطة الخيام"، مشيرة إلى أنّها بدأت العمل في هذه المهنة منذ عشر سنوات، وتتمنى وزميلاتها لفتة حكومية تساهم في تغيير واقعهن المليء بالمآسي بسبب غياب الدعم. وتطالب بإعطاء الأولوية للنساء اللواتي قضين في هذه المهنة سنوات كثيرة، واختبرن مسيرة كفاح طويلة مع الفقر.
وتروي السالمة بنت المختار، خلال حديثها لـ"العربي الجديد"، جانباً مختلفاً من معاناتها مع مهنة خياطة الخيام، في ظلّ كساد الخيام، ما يضطر النساء للاستدانة من أجل توفير لقمة العيش لأبنائهن. وحين يزدهر البيع، تؤدي النساء مستحقات التجار من الديون مع الفائدة في بعض الأحيان. وترى بنت المختار، في حديثها لـ"العربي الجديد"، أنّ سوق الخيام في مقاطعة "الميناء" في العاصمة نواكشوط يعدّ نقطة تجمع لمئات النساء اللواتي أجبرهن الفقر وغياب المعيل على العمل في هذه المهنة. هؤلاء يعملن تارة بشكل جماعي وتارة أخرى بشكل فردي بهدف العيش مما يجنينه من البيع.
اقــرأ أيضاً
وعن طبيعة عملهن، تقول السالكة بنت امبيريك إنّ النساء يشترين الأسلاك والأقمشة المتنوعة، على غرار "خنط ملكان"، ويبدأن عملية خياطة الخيمة، ثم تطريزها بألوان مختلفة من أجل تزيينها من الداخل، ويبقى اللون الخارجي أبيض. وتقول لـ"العربي الجديد"، إن "إعداد الخيمة يتطلب نحو أسبوع إذا كان فردياً، ما يحتّم على النساء العمل المشترك من أجل كسب الوقت وإعداد مجموعة خيام في الأسبوع الواحد".
وتطالب النساء العاملات في مجال خياطة الخيام في العاصمة نواكشوط الحكومة ببناء مقر لائق يقيهن حر الشمس وبرد الشتاء، ويحمي الإنتاج من خطر الأمطار التي تتساقط في فصل الخريف، وتعرض تجارتهن للتلف، إذ يعانين من الخسارة المتكررة بسبب تساقط الأمطار. وتقول النساء العاملات في مجال خياطة الخيام إن وعود الجهات الرسمية منذ سنوات عدة بتنظيم المهنة وتوفير الدعم لها وتبنيها من قبل وزارة الثقافة والصناعة التقليدية لم يتحقق حتى الآن، لكنّه يبقى أملاً كبيراً يراود العاملات في هذا المجال، اللواتي يكافحن من أجل التغلب على الفقر والبطالة في البلاد.
تنهمك السالمة بنت المختار في خياطة الخيام وعينها على المارة قرب الشارع الرسمي المطلّ على ساحة "نساء الخيام"، لعلّ القدر يبعث لها براغب في تزيين منزله بخيمة، كما يفعل معظم الموريتانيين القاطنين في الأحياء الراقية في نواكشوط، أو آخر لديه مناسبة اجتماعية ويريد استئجار خيام ليوم أو يومين.
وكلّما جاء زبون، تظهر ابتسامة هادئة على محيّا بنت أحمد سالم، التي لا تتوقّف عن التطريز إلّا للدردشة مع الزبائن حول أسعار الخيام. وتؤكّد مواصلتها خياطة الخيام بشكل يومي مع زميلاتها، ليشكّلن مجموعة عمل مشتركة، ويتقاسمن ما تحصده أيديهن من مال بعد عناء ومشقة. وتقول بنت أحمد سالم إنّها أم لسبعة أبناء، وقد توفي والدهم منذ سنوات وبقيت وحدها تعيل فلذات كبدها. همّها الوحيد أن توفّر لهم لقمة العيش، وتشتري لهم الكتب المدرسية والقرطاسية، وتبقى البسمة ترافقهم من دون أن يشعروا بوطأة غياب الأب أو الاستسلام للفراغ الذي خلفه في المنزل، على الرغم من الآلام التي تصاحب الأسرة منذ وفاته.
من جهتها، تحكي الزينة بنت إبراهيم، لـ"العربي الجديد"، عن مأساة نساء الخيام في ظل تراجع نسبة الزبائن خلال فترات محددة من العام، مشيرة إلى أن سعادة النساء تكتمل خلال المواسم الانتخابية أو المناسبات الاجتماعية أو في فصل الخريف الذي تفضل معظم الأسر الموريتانية قضاءه داخل الخيام وفي البوادي، للتمتع بالمناظر الخلابة خلال فترة تساقط الأمطار في البلاد. تضيف: "ليس لديّ ما يؤرقني في هذه الحياة غير مستقبل أبنائي الأربعة المرتبط بخياطة الخيام"، مشيرة إلى أنّها بدأت العمل في هذه المهنة منذ عشر سنوات، وتتمنى وزميلاتها لفتة حكومية تساهم في تغيير واقعهن المليء بالمآسي بسبب غياب الدعم. وتطالب بإعطاء الأولوية للنساء اللواتي قضين في هذه المهنة سنوات كثيرة، واختبرن مسيرة كفاح طويلة مع الفقر.
وتروي السالمة بنت المختار، خلال حديثها لـ"العربي الجديد"، جانباً مختلفاً من معاناتها مع مهنة خياطة الخيام، في ظلّ كساد الخيام، ما يضطر النساء للاستدانة من أجل توفير لقمة العيش لأبنائهن. وحين يزدهر البيع، تؤدي النساء مستحقات التجار من الديون مع الفائدة في بعض الأحيان. وترى بنت المختار، في حديثها لـ"العربي الجديد"، أنّ سوق الخيام في مقاطعة "الميناء" في العاصمة نواكشوط يعدّ نقطة تجمع لمئات النساء اللواتي أجبرهن الفقر وغياب المعيل على العمل في هذه المهنة. هؤلاء يعملن تارة بشكل جماعي وتارة أخرى بشكل فردي بهدف العيش مما يجنينه من البيع.
وعن طبيعة عملهن، تقول السالكة بنت امبيريك إنّ النساء يشترين الأسلاك والأقمشة المتنوعة، على غرار "خنط ملكان"، ويبدأن عملية خياطة الخيمة، ثم تطريزها بألوان مختلفة من أجل تزيينها من الداخل، ويبقى اللون الخارجي أبيض. وتقول لـ"العربي الجديد"، إن "إعداد الخيمة يتطلب نحو أسبوع إذا كان فردياً، ما يحتّم على النساء العمل المشترك من أجل كسب الوقت وإعداد مجموعة خيام في الأسبوع الواحد".
وتطالب النساء العاملات في مجال خياطة الخيام في العاصمة نواكشوط الحكومة ببناء مقر لائق يقيهن حر الشمس وبرد الشتاء، ويحمي الإنتاج من خطر الأمطار التي تتساقط في فصل الخريف، وتعرض تجارتهن للتلف، إذ يعانين من الخسارة المتكررة بسبب تساقط الأمطار. وتقول النساء العاملات في مجال خياطة الخيام إن وعود الجهات الرسمية منذ سنوات عدة بتنظيم المهنة وتوفير الدعم لها وتبنيها من قبل وزارة الثقافة والصناعة التقليدية لم يتحقق حتى الآن، لكنّه يبقى أملاً كبيراً يراود العاملات في هذا المجال، اللواتي يكافحن من أجل التغلب على الفقر والبطالة في البلاد.