شهد محيط مسجد محمد كريم برأس التين في الإسكندرية حالة من الاستنفار الأمني غير المسبوق منذ الصباح الباكر، بالتزامن مع صلاة عيد الأضحى التي أداها صباح اليوم الثلاثاء، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع عدد من المسؤولين.
ومنعت قوات الأمن دخول أي مواطن إلا المصرح لهم فقط من الوزراء وكبار المسؤولين، بالإضافة إلى عدد من قوات الشرطة والجيش.
وأثارت تلك الإجراءات غضب الأهالي المترددين إلى المسجد لأداء الصلوات ومنها صلاة العيد، إذ منعت تلك الإجراءات فرحة بعض الأهالي والشباب والأطفال والسيدات من أداء صلاة العيد، لذلك فضلوا أداءها في أماكن بعيدة عن محل إقامتهم، في حين اضطر آخرون للبقاء بمنازلهم خوفاً من الإجراءات الأمنية والتحقيق معهم في حال مخالفة التعليمات.
وانتشرت قوات الحرس الجمهوري بكثافة بعد استلامها مساء أمس الاثنين مسجد محمد كريم، وكذلك قوات الشرطة وعناصر الأمن التي انتشرت بالملابس الرسمية والمدنية، ووضعت عدداً من الحواجز الحديدية في جميع الشوارع المؤدية إلى المسجد، كما رفعت السيارات، وأجري الكشف عن المفرقعات بواسطة الأجهزة الحديثة والكلاب البوليسية بالمنطقة المحيطة بالمسجد، بالإضافة إلى منع مرور السيارات بالشوارع الجانبية والرئيسية.
وتُفرض سرية تامة على أداء السيسي الصلاة في العيدين، ولم يتم الإفصاح عنها لوسائل الإعلام المختلفة، إلا قبل لحظات معدودة من موعد صلاة العيد، على عكس رؤساء مصر السابقين، إذ كانت وسائل الإعلام تعلن عن المكان الذي سيؤدي فيه الرئيس صلاة العيد.
وفي سياق متصل، شهدت ساحات العيد بمحافظات مصر، تشكيلات أمنية من قوات الأمن المركزي والأمن العام والمباحث العامة والجنائية، بالإضافة إلى ضباط من جهاز الأمن الوطني. وكثفت قوات الأمن المصرية من انتشارها في مختلف الميادين والشوارع الرئيسة، كما شهد عدد من الميادين الهامة بالعاصمة القاهرة كثافة أمنية إضافية، خاصة ميادين" التحرير" و"رابعة العدوية" و"النهضة" و"مصطفى محمود".
كما تتضمن الخطة نشر مجموعات وقوات سريعة الانتشار، تتكون من مجموعات عامة ونظامية وبحثية وتشكيلات من قوات الأمن المركزي، للتحرك الفوري والتعامل مع المواقف الأمنية وكل ما يهدد الأمن العام أو يخل به في كافة ميادين مصر.
وبدورها شنت الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، حملات استهدفت وسائل المواصلات ومحطات المترو، كما وجهت شرطة المسطحات حملات مكبرة لاستهداف المراكب النيلية غير المرخصة التي تودي بحياة المصريين، ومعديات الموت والتفتيش على التراخيص وأطقم النجاة. ودفع قسم مكافحة العنف ضد المرأة بعدد من الشرطة النسائية في الشوارع لمكافحة جرائم التحرش، التي تزداد خلال أيام العيد. وشدد قسم مكافحة العنف ضد المرأة على السيدات والفتيات اللاتي يتعرضن للمضايقات والمعاكسات فى الشوارع، بسرعة التوجه لأقرب قسم شرطة للإبلاغ.
وحرص مدراء الأمن على عقد عدة اجتماعات مكثفة من رجال الشرطة المكلفين بتأمين احتفالات المصريين بالعيد. وشدد المدراء على اليقظة والانتشار الشرطي الجيد، والتعامل بحسم مع أية محاولات للخروج عن القانون، وأهمية تأمين المناطق الحيوية في البلاد، والانتشار الشرطي المكثف في الطرق والمحاور المرورية لخلق سيولة مرورية.