يستقبل الطلاب السوريون عاماً دراسياً جديداً في مناطق سيطرة نظام الأسد، وسط ظروف لا يميزها عن سابقاتها إلا القليل خصوصاً في المناطق التي شملتها اتفاقيات التهجير مؤخرا، فخوف الأهالي على أولادهم قائم رغم زوال الرعب من القصف بالطائرات والدبابات.
في دمشق، توضح خريجة كلية التربية زينة (36 عاما) والتي تعمل مدرسة في إحدى مدارس دمشق الابتدائية، أن اليوم الدراسي الأول تشوبه العشوائية إلى حدّ كبير، فيكون هناك نقص في الكتب وغالبا لا يحضر جميع المدرسين، لذلك تعيش أغلب المدارس طوال الأسبوع الأول حالة من الفوضى، لافتة إلى أن المدارس الابتدائية تحتاج لفترة أطول كي تضبط تلامذتها.
وتضيف زينة، في حديثها لـ "العربي الجديد"، أن "الظروف صعبة في البلد ونحن المدرسين نريد زيادة مرتباتنا، ولكن الحكومة لا تبالي مطلقا بهذه الطلبات، ومن جهتهم أهالي الطلاب يعانون من نفس المشكلة ومن عبء العام الدراسي مع انطلاقته".
وتتابع: "بالنسبة لي مرتبي يذهب بكامله لدفع إيجار المنزل، وباقي المصاريف يتحملها زوجي وهو موظف، الوضع متعب حقا".
ويقول رامز أبو يزن (42 عاما)، وهو أب لثلاثة أطفال لـ "العربي الجديد"، "إن المشكلة ليست بالعام الدراسي والأعباء الناجمة عنه، بل المشكلة الحقيقية هي بالتدريس بحد ذاته وطبيعة المدرسين".
ويتابع أبو يزن: "عانيت كثيرا العام الماضي مع أحد أطفالي في الصف الثاني الابتدائي، إذ وجدت أنه لا يتلقى شيئا من التعليم الحقيقي في المدرسة، وعندما يعود للمنزل نتابعه أنا ووالدته إضافة لأخوته فنجد أن هناك تقصيرا كبيرا من المدرسين تجاه التلاميذ".
ويضيف: "عند ذهابي للمدرسة وسؤالي عن الأوضاع كدت أقع بمشكلة كون المدرسة المعينة بالصف الثاني هي قريبة أحد الضباط المتنفذين بجيش النظام، وهددتني مباشرة أنها ستتسبب باعتقالي في حال اعترضت مرة أخرى، وقالت لي: هذا نحن وهذا تعليمنا وإن لم يعجبك اذهب لمدرسة خاصة".
وختم متمنياً ألا يتعرض هذا العام للموقف نفسه، مبدياً استعداده لـ"متابعة دروس أولاده في البيت بعد المدرسة كحل أمثل".
وفي حمص يؤكد أسعد الحموي وهو مُدرس (45 عاما) لـ"العربي الجديد" أن "العام الدراسي الحالي جيد نوعا ما بحيث لم تعد الكلية الحربية ترعب الأطفال خلال استهدافها الريف الشمالي لحمص، لكن بالطبع هناك مشاكل كثيرة ولا تنتهي لأن هناك تمييزا في المدارس التابعة لوزارة التربية في نظام الأسد، وجل هذه المشاكل تتلخص بالطائفية التي زرعها النظام في السلك التدريسي، وأنا أدرس أعاني من ذلك كما عانيت دائماً"، موضحاً أن معظم المدرسين في حمص، يتم تعيينهم على أسس طائفية، حسب قوله.