ويحاول الرز (28 عاماً) التقاط أطراف ابنته الرضيعة، ذات الجسد الرخو، الخالي من العظام، سوى الهشة منها، إذ يفتقد جسدها النحيل عظمة "العصعص" وهو العظم الناتج عن اندماج الفقرات السفلية الأربع من العمود الفقري.
ويوضح الرز الذي يعيش مع زوجته وأطفاله ظروفاً معيشية سيئة للغاية، في بيت صغير متهالك شمالي مدينة غزة، أنه يضطر إلى اصطحاب طفلته إلى الأسواق العامة كي يتسول ثمن علاجها والحليب المخصص لها، إلى جانب توفير بعض الفواكه التي يفتقدها بيته.
ويشير لـ"العربي الجديد" إلى أن مرض طفلته النادر لا يمكنها من الجلوس أو الحركة بشكل طبيعي، إذ تبدو وكأنها قطعة عجين، مبيناً أنها تحتاج إلى السفر خارج قطاع غزة، من أجل تشخيص حالتها، وإجراء العمليات وتقديم العلاجات الخاصة بها.
وتعيش أسرة فرح داخل "حواصل" (محلات فارغة) كان قد استأجرها الأب المريض، وتحتاج طفلته إلى رعاية خاصة، وقد كتب لها الأطباء عدة أدوية، إلى جانب الحليب وفيتامينات Ensure plus milk، والتي تساعدها على النمو بشكل أفضل.
أما آية الغُف، والدة الطفلة فرح، فتقول لـ"العربي الجديد" إنها تعاني بشكل متواصل نتيجة حالة ابنتها، مضيفة: "لا يمكنني التعامل معها بشكل طبيعي، إذ إنها رخوة ولا يوجد في جسدها عظام تمكنني من حملها، أو تحميمها (..) أشعر وكأنني أضرها حين أحملها بأي شكل من الأشكال".
وتبين الأم أن زوجها يصطحب ابنته إلى الأسواق رغم خطورة الأمر صحياً، إذ تتعرض لمختلف أشكال الأتربة وعوادم السيارات "إلا أننا لا نملك سوى هذه الطريقة لتسول الغذاء والعلاج والحليب، خاصة أن زوجي كان قد فقد عينه نتيجة حادث مرور، إلى جانب مشكلة في يده اليمنى".
وتشير آية الغُف إلى أنها ذهبت بطفلتها إلى كل المستشفيات لتشخيص حالتها، وحصلت على مجموعة من التقارير الطبية التي تجمع على أنها تعاني من "هشاشة عظام" وضمور في العظم، مؤكدة على أهمية خروجها من قطاع غزة إلى مستشفى "تل هاشومير" في الداخل الفلسطيني المُحتل، بهدف تشخيص الحالة وتقديم العلاج اللازم.
بدورها، تقول أم خالد، جدة الطفلة أن فرح وُلدت "بعملية قيصرية"وبحالة صحية جيدة، وكانت تزن 2.5 كيلو غرام لحظة الولادة، لكن حالتها الصحية بدأت بالتراجع شهراً تلو الآخر، وتضيف: "يجب إنهاء معاناة الطفلة، ومساعدتها في توفير العلاج والحليب المناسب لنموها بشكل طبيعي".
وتؤكد لـ "العربي الجديد" على أن ابنها أحمد لم يعد قادراً على العمل نتيجة الحادث المروري الذي تسبب له بعدة إعاقات، ما يضطره إلى التسول في الطرقات والشوارع لتوفير لقمة عيش بيته، وعلاج طفلته.