مشرّدون يفترشون أرض شوارع صنعاء

صنعاء

كمال البنا

avata
كمال البنا
16 يناير 2019
37168788-2CFF-4776-9701-4106DEBB2F00
+ الخط -
بيوتهم العراء والأرصفة، ومأواهم تحت جسر، ولا يجدون قوت يومهم، هكذا حال عشرات المشردين في العاصمة اليمنية صنعاء، إذ تفاقمت ظاهرة التشرد خلال السنوات الأربع الماضية بسبب الحرب، وبات بعضهم يعاني مضايقات المارّة وتقلبات الطقس، كما تحاصرهم القمامة.

اختار عاطف علي أحد شوارع صنعاء ليفترش الأرض، منذ أن قدم نازحا من محافظة الحديدة قبل ثمانية أشهر، عقب فقدان زوجته في غارة جوية لطيران التحالف السعودي الإماراتي. يقول لـ"العربي الجديد"، إنّ "العاصمة تحظى بحالة أمنية جيدة، لذا تجد الشوارع تضم عددا كبيرا من المشردين، الذين يستقرون عادة بجوار مباني المؤسسات الحكومية، ليجدوا من يحنو عليهم، ويحصلوا على مساعدات مالية أو طعام".

تسببت الحرب أيضا في ترك المواطن محسن الخولاني، من أبناء صنعاء، مهنة الحدادة التي عمل بها لمدة 15 سنة، فأغلق ورشته بعد عجزه عن دفع إيجارها، ولم يكن أمامه سوى الشارع ليكون بيتا.
وعن حياته وأسرته، يقول محسن: "أنام في الشوارع، وأتناول الأطعمة التي يجود بها الآخرون، فنحن لا نمتلك المال لدفع إيجار شقة صغيرة مكوّنة من غرفة واحدة".

ويقول الباحث الاجتماعي عبد الجليل السودي، إن السلطات، سواء في صنعاء أو في عدن، غير قادرة على تحمل عبء تفشي ظاهرة التشرد بسبب استمرار الحرب في تدمير اليمن، وفرض الحصار الخانق على البلاد منذ أربع سنوات.

ويشير السودي، إلى أن الحرب تسببت في نزوح أعداد كبيرة من محافظات يمنية إلى مدن أخرى، وخاصة الحديدة التي قدرت أعداد النازحين منها إلى العاصمة بأكثر من 30 ألف أسرة، موضحا أن طابور المتسولين والمشردين في شوارع صنعاء يعكس واقعا مخيفا، ويعني فقد آلاف المواطنين مصادر رزقهم بسبب الحرب.
وأضاف: "هناك مئات العائلات في العاصمة مهددة يوميا بالتشرد في الشوارع، وبعضها أجبرت على مغادرة مساكنها بعد تخلفها عن سداد الإيجارات المتراكمة بسبب عجز الأطراف المتنازعة عن دفع الرواتب".

دلالات

ذات صلة

الصورة
من حملة تطعيم سابقة ضد الكوليرا في تعز (عبد الناصر الصديق/الأناضول)

مجتمع

أدت الفيضانات والسيول التي شهدتها اليمن مؤخراً إلى موجة جديدة من وباء الكوليرا، في ظل انهيار القطاع الصحي، وتردي المرافق الطبية.
الصورة
تتكرر الفيضانات في اليمن (محمد حمود/ Getty)

مجتمع

يواجه اليمنيون مأساة تلو الأخرى، وكان آخرها السيول والفيضانات التي اجتاحت محافظة الحديدة وخلفت قتلى وأضراراً كبيرة.
الصورة
أجواء عيد الأضحى في تعز (عبد الناصر الصديق/ الأناضول)

مجتمع

شهد اليمن في عيد الأضحى هذا العام مظاهر فرح متعددة وأجواء مختلفة، لا سيما مع التقدم الحاصل في مجريات الملف الإنساني وبينها فتح طرقات.
الصورة
تظاهرات الدعم لغزة/من التظاهرة التي خرجت أمس في عمّان دعماً لغزة (العربي الجديد)

سياسة

خرجت اليوم الجمعة، تظاهرات الدعم لغزة وفلسطين في عدد من العواصم والمدن العربية، وتحديداً في الأردن والمغرب واليمن، ولا سيما بعد صلاة الجمعة.