المكسيك.. إطلاق نجل "تشابو" بعد اشتباكات عنيفة مع عصابات مخدرات

عاشت مدينة "كولياكان" المكسيكية، 1250 كم عن العاصمة مكسيكو سيتي، يوم الخميس، أجواء حرب حقيقية، وغطى الدخان الأسود سماءها، بينما كانت أصوات الطلقات النارية لا تكاد تتوقف، إذ اندلعت اشتباكات عنيفة بين عصابات تهريب المخدرات، تعرف بالكارتلات، ورجال الأمن والجيش المكسيكي على خلفية إلقاء القبض على أحد أبناء تاجر المخدرات المكسيكي الشهير خواكين غوزمان والمعروف بـ "إل تشابو"، ما اضطر الحكومة إلى إطلاق سراح الابن "أوفيديو غوزمان لوبيز" ​لوقف المعارك وحفظ الأرواح كما قال وزير الأمن المكسيكي ألفونسو دورازو.

بدأت القصة كما ترويها "بيزنس انسايدر" ظهر الخميس، إثر تعرض دورية للشرطة كانت تجول في شوارع كولياكان إلى إطلاق نار من أحد المنازل، وبعد تعامل الشرطة مع مصدر النيران قامت بمداهمة المنزل لتجد فيه "أوفيديو"، 28 عاماً، نجل "إل تشابو"، إذ ألقت القبض عليه مع ثلاثة من أصدقائه.

وبدأت الأوضاع بالتصاعد السريع، إذ تمت محاصرة المنزل من قبل رجال الكارتل وبدأت معركة نارية مع رجال الشرطة وسرعان ما انتشرت المواجهات لتشمل باقي أنحاء المدينة بالأسلحة المتوسطة والخفيفة، وقام رجال عصابة تهريب المخدرات بإشعال الحافلات والسيارات في الشوارع لتقييد حركة رجال الشرطة، كما قاموا بمهاجمة سجن محلي، ما أدى إلى هروب ثمانية سجناء على الأقل بحسب رويترز.

الانتشار السريع للمعارك وشدة ضراوتها مع وقوع ضحايا في صفوف الشرطة ورجال العصابات بالإضافة لسقوط عدد من المدنيين الذين تدافعوا في الشوارع بحثاً من ملجأ، دفعت الحكومة المكسيكية إلى إطلاق سراح أوفيديو وتسليمه للكارتل.

ودافع الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور يوم الجمعة عن قيام الحكومة بإطلاق سراح نجل "إل تشابو" في وجه منتقديه، الذين انتقدوا خضوع حكومته لرجال العصابات، وقال أوبرادور "اعتقال مجرم لا يمكن أن يكون أهم من حياة الناس"، وأضاف أن المسؤولين "تصرفوا جيداً" بالإفراج عن أوفيديو جوزمان.

ويقبع "إل تشابو" في سجن أميركي، إذ تم الحكم عليه، بمحكمة في ولاية نيويورك، في تموز/ يوليو الماضي، بالسجن مدى الحياة، مع عقوبة إضافية بالسجن 30 عاما، وأدين إل تشابو بعدة تهم، من أبرزها قيامه بتهريب مئات أطنان الكوكايين وأنواع أخرى من المخدرات إلى الولايات المتحدة، ويعتقد أن أولاده يقومون حالياً بقيادة الكارتل الخاص بوالدهم.