أعلنت منظمة الصحة العالمية، بالاشتراك مع منظمة "يونيسف"، دعمها حملة للتطعيم ضد الكوليرا في السودان، تهدف إلى تغطية 1.6 مليون شخص في 8 محليات في ولايتين سودانيتين، تم التبليغ فيهما عن حالات مؤكدة للإصابة بالكوليرا.
وقال المتحدث باسم المنظمة المعنية بالصحة العالمية طارق جاساريفيتش، أمس الثلاثاء، في مؤتمر صحافي في جنيف، إنّ حملة التطعيم ضد الكوليرا عن طريق الفم، جاءت استجابة لطلب من وزير الصحة السوداني. وقال جاساريفيتش إنّ حملة التطعيم التي تعمل بتمويل من التحالف الدولي للِّقاحات (GAVI) ستغطي ولايتي النيل الأزرق وسنار، وستوجه لمن هم فوق سن العام الواحد، بما في ذلك المرضعات والحوامل. ومن المتوقع أن تبدأ المرحلة الأولى في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وحسب المتحدث الرسمي للمنظمة، أعلن وزير الصحة السوداني أكرم التوم، رسمياً، في 8 سبتمبر/أيلول الماضي، عن تفشي الكوليرا في الولايتين المعنيتين؛ كما أورد أنه وحتى تاريخ 28 من الشهر المنصرم، تم الإبلاغ عن 215 حالة مؤكدة، من بينها 8 حالات وفاة.
كذلك تم تسجيل ما يبلغ مجموعه 36 ألفا و962 حالة إصابة بالكوليرا/أو "الإسهال المائي الحاد" في 18 ولاية سودانية (في الفترة ما بين أغسطس/آب 2016 ومارس/آذار 2018)، حسب بيانات المنظمة. وأدى هذا الانتشار إلى وفاة 823 شخصاً؛ 15% منهم كانوا من الأطفال، دون سن الخامسة.
— أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) October 1, 2019 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
المتحدث الرسمي أورد أنّ منظمة الصحة العالمية، تعمل الآن مع وزارة الصحة في البلاد، وبالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة والشركاء المحليين والدوليين، للتحضير والاستجابة لتفشي الكوليرا المحتمل في ثماني ولايات معرضة للخطر (النيل الأزرق، سنار، النيل الأبيض، كسلا، القضارف، الجزيرة، نهر النيل، وولاية الخرطوم).
وحسب تصريح جاساريفيتش، فإنّ جميع تدابير التأهب والاستجابة الحالية تستند إلى "الدروس المستفادة من آخر تقييم لتفشي وباء الكوليرا والحمى القلاعية" في الفترة المشار إليها من 2016 إلى 2018، كلفت به المنظمة شركاء محليين.
مراكز علاج وعزل
ودعمت منظمة الصحة العالمية "إنشاء وتشغيل 3 مراكز لعلاج الكوليرا في ولاية النيل الأزرق، و6 مراكز عزل في ولاية سنار" حسب المتحدث، كما قامت بنشر عدد من الخبراء الصحيين، وقدمت المزيد من القدرات الداعمة لتوجيه الاستجابة للكوليرا في ولاية النيل الأزرق.
وأوضح جاساريفيتش أنّ المنظمة تقوم أيضاً بمراقبة جودة المياه على مستوى المجتمعات المحلية، كما تعمل في الوقت نفسه على تحسين مستوى الوقاية من العدوى ومكافحتها على مستوى المرافق الصحية.
ووفق ما ورد في المؤتمر الصحافي، أمس الثلاثاء، فإنّ المنظمة ووزارة الصحة القومية قامتا بنشر فريق للاستجابة السريعة لدعم التحقيق في الحالات والتعامل معها، وتوجد حالياً 9 فرق من هذا النوع في ولاية النيل الأزرق و7 في ولاية سنار.
وتتوقع منظمة الصحة العالمية، أنّ الحملة ستتكلف ما يتراوح بين 10 و15 مليون دولار أميركي لاحتواء انتشار المرض الحالي في الولايات المعنية في فترة تمتد من 3 إلى 6 أشهر القادمة. ويتضمن ذلك معالجة المخاوف الصحية ومسائل المياه المأمونة والبيئة النظيفة، والتغذية الآمنة، والوصول الآمن إلى خدمات الرعاية الجيدة، مع تعبئة المجتمعات المحلية والشباب بشكل كامل.
ويعاني السودان من بنية تحتية صحية سيئة، ونظام مياه صرف صحي متدهور، وأدت الفيضانات المتكررة إلى تلوث مصادر المياه، فتضافرت كل هذه العوامل لتزيد من خطر الإصابة بالكوليرا وأمراض الإسهال الأخرى، وتهدد بانتشار واسع ما لم يتم تبني تدخلات استجابة فورية.