ويختصّ الفريق الذي يضمّ عشرات الشباب، بتنفيذ أنشطة وفعاليات مجتمعية وتطوعية، يهدف من خلالها إلى الحفاظ على المظهر الحضاري العام.
ويحاول الشبان والفتيات الفلسطينيات كسر القوالب المجتمعية الجامدة، عبر تشكيل فريق "الباحثون عن الارتقاء"، وتنظيم العديد من الأنشطة، بهدف العناية بالبيئة والشوارع والحدائق والمرافق الطبيعية والعامة.
ولم يكترث أعضاء الفريق للأصوات المُحبطة، والتي حاولت التقليل من شان أنشطتهم، على اعتبار أنّ الأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة، في قطاع غزة المُحاصر باتت طاغية على تفاصيل الحياة اليومية، إذ أرادوا تحدي تلك النظرة، بأنشطة تثبت مدى أهمية الحفاظ على البيئة، وانعكاسها على الحالة الصحية والنفسية العامة للناس.
وتقول هيا الزنط (21 عاماً) إنّها فخورة بالمشاركة في عدد من الأنشطة التي نفذها الفريق في أماكن متفرقة، وتوافقها في الرأي زميلتها نداء الشرفا (23 عاماً)، مؤكدة على أنّ "نظرات الإعجاب في عيون الناس بعد كل إنجاز، تحفزني أنا والفريق على تطوير الأداء، وتنفيذ العديد من الأنشطة الإضافية".
وتوضح الشرفا وهي خريجة علاقات عامة وإعلام، أنّها انضمت للفريق بهدف تشجيع الناس على النظافة، وتقول: "مشهد القمامة مقزز، ولا بد من أن نعيش في مدينة نظيفة خالية من الأوساخ والأوبئة".
من جانبه؛ يبين حَمّاد عاشور، وهو صاحب فكرة إطلاق فريق "الباحثون عن الارتقاء"، أنّ "الفكرة الأساسية تمثلت في استثمار الجهود الشبابية، والتأكيد على أهمية التطوع، على اعتبار أنه مسؤولية الشباب تجاه مجتمعاتهم".
ويوضح، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، أنّ الفريق "اختار الجانب البيئي على اعتبار أنه نقطة الارتكاز الأساسية في الحياة العامة، من خلال زرع المفاهيم المجتمعية والبيئية الصحيحة، التي تعمل على الرقي واللحاق بركب الأمم المتقدمة، وتطبيق تجارب المجتمعات على أرض الواقع، خاصة المجتمعات التي تعرضت لانتكاسات، ومن ثم نهضت، وتقدمت".
ويبين عاشور وهو خريج تخصص علم نفس سلوكي وتطبيقي، أنّ الفريق الذي انطلق في بداية شهر أغسطس/ آب عام 2018، نفّذ العديد من الأنشطة، والتي كان باكورتها في "يوم النظافة العامة" في 15 سبتمبر/ أيلول 2018، وتضمن النزول إلى الشارع بمعدات النظافة، والتي تم توفيرها بالتعاون مع بلدية غزة، إلى جانب توزيع منشورات وملصقات على المحال التجارية والسائقين تحث على النظافة، والحفاظ على البيئة.
وحرص الفريق على تنفيذ ورش عمل من أجل ضمان الاستدامة، ومواصلة تنفيذ الأنشطة، إلى جانب زيارة مدارس المرحلة الابتدائية لتعميم ثقافة الحفاظ على البيئة، ومبادرات تنظيف الشوارع، وزراعة الأشجار والعناية بالحدائق العامة، وطلاء الجدران والأرصفة، وغيرها.
زوجة عاشور هي أول من استمعت لفكرة إنشاء فريق، وعن ذلك توضح مها أبو شربي (29 عاماً)، خريجة العلاقات العامة والإعلام أنّها لم تكن مقتنعة بالفكرة في البداية، إلا أنها أدركت مدى أهميتها بعد تنفيذ الفعالية الأولى، والتشجيع الذي حظي به الفريق حينها.
وترى أبو شربي أنّه من المهم دعم فكرة الفريق، وتشجيعه على استمرار أنشطته البيئية والمجتمعية، بهدف الحفاظ على بيئة نظيفة، فيها شوارع ومرافق عامة سليمة ومياه صالحة للشرب، وتقول: "يجب أن يدرك الجميع ثقافة الحفاظ على البيئة ومقدراتها".
من ناحيتها، تقول المتطوعة سلا أبو عبيد (22 عاماً)، المتخصصة في علم نفس، والعضو في عدد من الفرق الشبابية التطوعية، إنّها انضمت مؤخراً للفريق "أملاً في خدمة المجتمع، والبيئة، عبر الأنشطة التي يتم تنفيذها بشكل متواصل".
أما المتطوع أمير الحج أحمد (23 عاماً)، وهو خريج محاسبة لغة إنكليزية، فيقول إنّه التحق بأعضاء الفريق منذ البداية، لتلبية رغبته المُلحة بفريق بعيد عن السياسة والتكتلات الحزبية، ويعنى فقط بالمجتمع والبيئة، مضيفاً: "لطالما كنت أتمنى أن نجد فريقاً خدماتياً، يحمل على عاتقه المسؤولية المجتمعية، همه الأول والأخير النظافة العامة".
وأصبحت طالبة القانون هديل القرشلي (20 عاماً) عضواً في الفريق، منذ البداية، لاقتناعها التام بأهمية التطوع في خدمة كل شرائح المجتمع، مضيفة: "كُنت سعيدة للغاية حين شاركت مع الفريق بتكريم عُمال النظافة، شعرت حينها بأهمية ما نقوم به".