استقبل ملايين السوريّين في مناطق سيطرة الفصائل المسلّحة المعارضة في شمال سورية، وتحديداً في مناطق إدلب وريفي حلب وشمال حماه، شهر رمضان في ظل أوضاع إنسانية سيئة من جراء التردي الاقتصادي، في حين تشهد العديد من المناطق عمليات قصف أدت إلى حالات نزوح كبيرة.
تقول أم عمار محي الدين، المُهجرة من ريف دمشق مع عائلتها إلى مدينة إدلب: "منذ سنوات، حرمنا بهجة رمضان من جراء القصف والحصار. واليوم، بعدما هجرنا إلى إدلب، نُحرم أيضاً من الأجواء العائلية. أما أنا، فقد حرمت من عائلتي التي تشتّت في دول عدة".
تضيف: "الحياة هنا صعبة. زوجي وابني يعملان ساعات طويلة. لكن ما يحصلان عليه إضافة إلى سلة المساعدات الإنسانية التي تصلنا من إحدى الجمعيات، كلها لا تؤمن لنا أبسط احتياجاتنا اليومية". تضيف أن "شهر رمضان سيكون أصعب هذا العام، بسبب ارتفاع الأسعار وتراجع عمل زوجي".
من جهته، يقول الناشط الإعلامي أيهم العمر في مدينة الباب في ريف حلب لـ "العربي الجديد": "يبدو أن الوضع خلال رمضان الحالي سيكون أسوأ من رمضان الماضي. الوضع الاقتصادي سيئ، والحركة في الأسواق ضعيفة". يوضح أن "موجة الغلاء ضربت الأسواق مؤخراً من جراء انخفاض سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي"، مبيناً أن "العائلات تشعر بالضيق الشديد، خصوصاً العائلات المهجرة بسبب دخلها الضعيف، في ظل التكاليف المعيشية المرتفعة من بدل إيجار المنازل وكلفة مولدات الكهرباء، وحتى مياه الشرب، التي يتم شراؤها عبر الصهاريج".
اقــرأ أيضاً
ويبين أن "العائلات تعاني ضائقة مادية. حتى أولئك الذين لديهم محال تجارية أو مشاريع، بالكاد يستطيعون تأمين معيشتهم. فالأرباح محدودة وحركة السوق ضعيفة". ويلفت إلى أن "العائلات تحاول أن تؤمّن وجبة الطعام ممّا يتوفر في السوق. ويبحث رب الأسرة عما يتوفر من خضار موسمية قد تكون رخيصة، إضافة إلى ما تحصل عليه العائلات من بقوليات ومواد غذائية عبر المساعدات الإنسانية".
من جهته، يقول أبو هاني الحلبي، وهو من أعزاز في ريف حلب، لـ "العربي الجديد": "يعاني المجتمع بسبب تشرذم العائلات. المهجرون أيضاً تركوا أقاربهم في مناطق النظام، والتواصل معهم خطير إذ إن النظام يلاحق اتصالاتهم مع ذويهم"، معتبراً أن "هذا البعد بين العائلات يؤلم الجميع. وفي رمضان، يزداد إحساس الألم".
لم تشهد الأسواق المحلية مظاهر الاستعداد لاستقبال شهر رمضان. صحيح أن بعض المحال التجارية جلبت المزيد من البضائع، الأمر الذي أعاده محي الدين العلي، مالك محل تجاري في ريف حلب، إلى "تغير سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار البضائع بشكل عام، في وقت يعاني السوق من ركود كبير، فالناس تشتري احتياجاتها كل يوم بيومه".
من جهة أخرى، يحل رمضان في وقت يتعرض مئات آلاف السوريين لعمليات قصف وتهجير من بلداتهم ومناطقهم في ريفي إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، ما يدفع بهم إلى البلدات الآمنة نسبياً والمخيمات القريبة، التي تعاني أوضاعاً إنسانية مأساوية من جراء نقص المواد الغذائية والطبية.
تشعر أم عمر الجابر، وهي نازحة من ريف إدلب الجنوبي الشهر الماضي، بالأسى. تسأل: "كيف أؤمن لأطفالي الأربعة وجبتي السحور والفطور؟". تقول لـ "العربي الجديد": "ليس أمامي الكثير من الخيارات لأطعم عائلتي في ظل هذه الظروف التعيسة. إضافة إلى ما تُخرجه الأرض من خضار، تكرم الله بها علينا بالربيع والمطر. وهناك الرز والبرغل وبعض البقوليات".
اقــرأ أيضاً
تضيف: "حتى اليوم، لم أشتر شيئاً للبيت. طبعاً، لا أقصد أنني سأشتري مؤونة رمضان كما قبل الثورة، كالزيت والسمنة والتمرهندي والتمور والفاكهة والسكر والعصائر. اليوم، أحلم بأن أحصل على القليل من الزيت والسكر، حتى أستطيع أن أطهو لعائلتي لتقوية أجسادهم أثناء الصيام". أما أم رحمون، وهي أم لستة أطفال فقدت زوجها من جراء قصف طاول بلدتهم في ريف إدلب قبل أسابيع، تعيش مع أطفالها اليوم في غرفة لدى أحد ذويها في مدينة إدلب، وتترقب ما قد يصلها من مساعدات إنسانية من جمعيات أو منظمات أو حتى مبادرات المطابخ الخيرية، لتستطيع أن تؤمن قوتها خلال شهر رمضان.
تضيف لـ "العربي الجديد": "نعيش مما يجنيه ولداي، الكبير عمره 16 عاماً والأصغر منه 14 عاماً. وما يحصلان عليه بالكاد يكفي لشراء القليل من الخبز". وتلفت إلى أنها "راجعت العديد من الجمعيات والمنظمات التي قيل إنها توزع في رمضان بعض المساعدات الغذائية. كلي أمل أن أسجل بها علنا نحصل على شيء يعيننا على الصيام، لكن كثيرين لن يقدموا شيئاً لعدم توفر الدعم".
ويقول أبو زهير الشامي، وهو مُهجّر من ريف دمشق إلى ريف حلب في الشمال السوري، لـ "العربي الجديد": "غالبية سكان الشمال السوري يعانون صعوبات عدة لتأمين الحد الأدنى من المعيشة، خصوصاً النازحين والمهجرين بينهم. أعتقد أنهم يعيشون صياماً مستمراً، وبالكاد يستطيعون تناول وجبة واحدة طوال اليوم. ويسألون الله الفرج كل لحظة". يضيف: "قد يكون شهر رمضان مناسبة لمساعدة سكان الشمال من قبل العديد من الدول العربية والجهات والمنظمات، على الرغم من أن ما يصلني من معلومات لا يبشر بالخير. العديد من المنظمات التي اعتادت أن يكون لها مبادرات خيرية في شهر رمضان خلال السنوات الماضية تشكو هذا العام عدم حصولها على التمويل اللازم".
تقول أم عمار محي الدين، المُهجرة من ريف دمشق مع عائلتها إلى مدينة إدلب: "منذ سنوات، حرمنا بهجة رمضان من جراء القصف والحصار. واليوم، بعدما هجرنا إلى إدلب، نُحرم أيضاً من الأجواء العائلية. أما أنا، فقد حرمت من عائلتي التي تشتّت في دول عدة".
تضيف: "الحياة هنا صعبة. زوجي وابني يعملان ساعات طويلة. لكن ما يحصلان عليه إضافة إلى سلة المساعدات الإنسانية التي تصلنا من إحدى الجمعيات، كلها لا تؤمن لنا أبسط احتياجاتنا اليومية". تضيف أن "شهر رمضان سيكون أصعب هذا العام، بسبب ارتفاع الأسعار وتراجع عمل زوجي".
من جهته، يقول الناشط الإعلامي أيهم العمر في مدينة الباب في ريف حلب لـ "العربي الجديد": "يبدو أن الوضع خلال رمضان الحالي سيكون أسوأ من رمضان الماضي. الوضع الاقتصادي سيئ، والحركة في الأسواق ضعيفة". يوضح أن "موجة الغلاء ضربت الأسواق مؤخراً من جراء انخفاض سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي"، مبيناً أن "العائلات تشعر بالضيق الشديد، خصوصاً العائلات المهجرة بسبب دخلها الضعيف، في ظل التكاليف المعيشية المرتفعة من بدل إيجار المنازل وكلفة مولدات الكهرباء، وحتى مياه الشرب، التي يتم شراؤها عبر الصهاريج".
ويبين أن "العائلات تعاني ضائقة مادية. حتى أولئك الذين لديهم محال تجارية أو مشاريع، بالكاد يستطيعون تأمين معيشتهم. فالأرباح محدودة وحركة السوق ضعيفة". ويلفت إلى أن "العائلات تحاول أن تؤمّن وجبة الطعام ممّا يتوفر في السوق. ويبحث رب الأسرة عما يتوفر من خضار موسمية قد تكون رخيصة، إضافة إلى ما تحصل عليه العائلات من بقوليات ومواد غذائية عبر المساعدات الإنسانية".
من جهته، يقول أبو هاني الحلبي، وهو من أعزاز في ريف حلب، لـ "العربي الجديد": "يعاني المجتمع بسبب تشرذم العائلات. المهجرون أيضاً تركوا أقاربهم في مناطق النظام، والتواصل معهم خطير إذ إن النظام يلاحق اتصالاتهم مع ذويهم"، معتبراً أن "هذا البعد بين العائلات يؤلم الجميع. وفي رمضان، يزداد إحساس الألم".
لم تشهد الأسواق المحلية مظاهر الاستعداد لاستقبال شهر رمضان. صحيح أن بعض المحال التجارية جلبت المزيد من البضائع، الأمر الذي أعاده محي الدين العلي، مالك محل تجاري في ريف حلب، إلى "تغير سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار البضائع بشكل عام، في وقت يعاني السوق من ركود كبير، فالناس تشتري احتياجاتها كل يوم بيومه".
من جهة أخرى، يحل رمضان في وقت يتعرض مئات آلاف السوريين لعمليات قصف وتهجير من بلداتهم ومناطقهم في ريفي إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، ما يدفع بهم إلى البلدات الآمنة نسبياً والمخيمات القريبة، التي تعاني أوضاعاً إنسانية مأساوية من جراء نقص المواد الغذائية والطبية.
تشعر أم عمر الجابر، وهي نازحة من ريف إدلب الجنوبي الشهر الماضي، بالأسى. تسأل: "كيف أؤمن لأطفالي الأربعة وجبتي السحور والفطور؟". تقول لـ "العربي الجديد": "ليس أمامي الكثير من الخيارات لأطعم عائلتي في ظل هذه الظروف التعيسة. إضافة إلى ما تُخرجه الأرض من خضار، تكرم الله بها علينا بالربيع والمطر. وهناك الرز والبرغل وبعض البقوليات".
تضيف: "حتى اليوم، لم أشتر شيئاً للبيت. طبعاً، لا أقصد أنني سأشتري مؤونة رمضان كما قبل الثورة، كالزيت والسمنة والتمرهندي والتمور والفاكهة والسكر والعصائر. اليوم، أحلم بأن أحصل على القليل من الزيت والسكر، حتى أستطيع أن أطهو لعائلتي لتقوية أجسادهم أثناء الصيام". أما أم رحمون، وهي أم لستة أطفال فقدت زوجها من جراء قصف طاول بلدتهم في ريف إدلب قبل أسابيع، تعيش مع أطفالها اليوم في غرفة لدى أحد ذويها في مدينة إدلب، وتترقب ما قد يصلها من مساعدات إنسانية من جمعيات أو منظمات أو حتى مبادرات المطابخ الخيرية، لتستطيع أن تؤمن قوتها خلال شهر رمضان.
تضيف لـ "العربي الجديد": "نعيش مما يجنيه ولداي، الكبير عمره 16 عاماً والأصغر منه 14 عاماً. وما يحصلان عليه بالكاد يكفي لشراء القليل من الخبز". وتلفت إلى أنها "راجعت العديد من الجمعيات والمنظمات التي قيل إنها توزع في رمضان بعض المساعدات الغذائية. كلي أمل أن أسجل بها علنا نحصل على شيء يعيننا على الصيام، لكن كثيرين لن يقدموا شيئاً لعدم توفر الدعم".
ويقول أبو زهير الشامي، وهو مُهجّر من ريف دمشق إلى ريف حلب في الشمال السوري، لـ "العربي الجديد": "غالبية سكان الشمال السوري يعانون صعوبات عدة لتأمين الحد الأدنى من المعيشة، خصوصاً النازحين والمهجرين بينهم. أعتقد أنهم يعيشون صياماً مستمراً، وبالكاد يستطيعون تناول وجبة واحدة طوال اليوم. ويسألون الله الفرج كل لحظة". يضيف: "قد يكون شهر رمضان مناسبة لمساعدة سكان الشمال من قبل العديد من الدول العربية والجهات والمنظمات، على الرغم من أن ما يصلني من معلومات لا يبشر بالخير. العديد من المنظمات التي اعتادت أن يكون لها مبادرات خيرية في شهر رمضان خلال السنوات الماضية تشكو هذا العام عدم حصولها على التمويل اللازم".