ورغم الوعود التي تحدّث عنها النظام بالتزامن مع "التسويات" قبل نحو عام، بإعادة افتتاح مشفى تلدو الوطني ومشفى آخر في نفس المنطقة، إلا أن لا شيء تحقق.
أما في ما يخص الخدمات التي كان المشفى يقدمها في السابق لأهالي منطقة الحولة التي تضم مدن تلدو وكفرلاها وتلذهب وبلدة الطيبة الغربية، فيقول محمد الحمصي، وهو أحد الإداريين السابقين في المشفى لـ"العربي الجديد": "كان المشفى مجهزا بثلاث غرف عمليات، ويضم جناحا خاصا بالعيادات، ومختبرا وقسما للأشعة، إضافة إلى قسمين للمعالجة والعناية، وثلاثة أجنحة، للأطفال والمرضى والحواضن، فضلا عن قسم غسيل الكلى المجهز بستة أجهزة.
ويتابع: "طبعا كان هناك حديث خلال المفاوضات التي تم خلالها اتفاق التهجير المعروف في المنطقة عام 2018، عن ضرورة إعادة أدوات المشفى وافتتاحه، لكن مع انسحاب الجيش منه، لم تكن هناك أي تجهيزات فيه أبدا، فقد نهبت كلها، والبنية التحتية للمشفى خربت وتضرر بناؤه بشكل كبير، ذلك أن النظام جعل منه ثكنة عسكرية بعد استقرار قواته فيه منتصف عام 2012، بعد مجزرة الحولة".
وفي المنطقة عدة مستوصفات تم تحويلها إلى نقاط طبية ومشافٍ ميدانية بعد عام 2011، حيث تعرضت للقصف عدة مرات.
ويوجد في مدينة تلدو، التي تفتقر للخدمات الطبية، مستوصف، لكنه يقدم اللقاحات فقط في الوقت الحالي، ضد الليشمانيا مثلا، إضافة إلى نقطة طبية تابعة لمنظمة الأمم المتحدة، فيها طبيب وممرضة فقط، كما يوضح لـ"العربي الجديد"، الناشط الإعلامي عباس أبو أسامة.
ويقول الناشط، إن "الواقع الصحي صعب جدا على الأهالي في المنطقة، وكأن النظام ينتقم ممن بقي فيها، فقرابة 50 ألف شخص شبه محرومين من هذه الخدمات، وفي حالة الطوارئ عليهم الانتقال إلى مدينة حمص أو المشافي الخاصة للحصول على الخدمات".
ويتابع: "أقرب مشفى خاص موجود في المنطقة يقع إلى الجنوب من مدينة تلدو، على بعد حوالى كيلومتر من مشفى المدينة، وهو "مشفى الرعاية الصحية"، ويتعرض فيه أبناء المنطقة للاستغلال بشكل كبير، كونه لا بديل لهم عنه".
وبالنسبة للأطباء، فعلى مدار الأعوام الثمانية الأخيرة غادر القسم الأعظم منهم المنطقة التي مرت بحصار صعب.
وأشارت خديجة (50 عاما) التي بقيت في المنطقة لـ"العربي الجديد"، إلى أنها تضطر للذهاب إلى مدينة حمص لمراجعة الطبيب بين فينة وأخرى، وهذا ما يسبب لها التعب والنفقات الكبيرة.
وكان المشفى الوطني في مدينة تلدو افتتح قبل الثورة السورية بسنوات وجهز بـ56 سريرا حينها، وعملت به كوادر طبية من أبناء منطقة الحولة والبلدات المجاورة لها، ليخرج عن الخدمة بشكل فعلي منتصف عام 2012 حتى الوقت الحالي.
وكان عدد سكان تلدو والقرى القريبة المحيطة، حوالي 100 ألف نسمة قبل سنة 2011، ولكن العدد حالياً يبلغ نحو 25 ألف شخص.