لم يمنع تفشي كورونا، الإيرانيين من الخروج إلى الأزقة والحارات للاحتفال بطقوس "الأربعاء الأحمر"، تحضيراً لاستقبال عيد "النوروز"، الذي سيبدأ يوم الجمعة المقبل، فاحتفلوا كالعادة بهذه المناسبة، من خلال إشعال النيران وإطلاق المفرقعات والألعاب النارية، في احتفال استمر حتى ساعات متأخرة من الليل.
وأعلن المتحدث باسم مؤسسة الطوارئ الطبية الإيرانية مجتبى خالدي، للتلفزيون الإيراني، أن احتفالات "الأربعاء الأحمر"، أو "أربعاء النار"، تسببت بمقتل إيرانيين اثنين في محافظة طهران، وإصابة 751 شخصاً بحروق متفاوتة في أجسادهم حتى الساعة الحادية عشرة ليلاً بالتوقيت المحلي، علماً بأن هذه الأرقام ليست نهائية، ويتوقع أن ترتفع خلال الساعات المقبلة.
وأضاف خالدي أن من بين المصابين 612 رجلاً و139 إمرأة، مشيراً إلى وجود 39 حالة بتر للأعضاء و220 حالة إصابة في العيون.
وقال إن معظم الإصابات بالحروق كانت في محافظة طهران بـ190 حالة، تليها محافظة آذربايجان الغربية بـ93 إصابة من ثم محافظة آذربايجان الشرقية بـ82. يذكر أن الاحتفال هذا العام لم يشهد زخماً كبيرا مقارنة بالأعوام الماضية نظرا للمخاوف من كورونا.
وتعود مناسبة "الأربعاء الأحمر"، التي يحتفل بها الإيرانيون مساء آخر ثلاثاء من كل عام، إلى الأساطير الفارسية القديمة في عهد الملك الإيراني جمشيد قبل نحو 600 عام قبل الميلاد، ويستخدم فيها المحتفلون النار، التي ترمز للطهارة في الدين الزرادشتي، الذي كان يدين بها سكان البلاد قبل الإسلام. لكن منذ عقود أضاف الإيرانيون المفرقعات والألعاب النارية وإشعال النيران، التي عادة يقفز فوقها الناس، إلى سلسلة طقوس الاحتفالات، وكان يقصد منها بالأساس التطهر والتخلص من الذنوب، بحسب الأساطير الإيرانية القديمة.