وقال لوثر فيلر، اليوم الأربعاء، إننا الآن في بداية وباء، ومن المتوقع أن ينتشر بسرعة وقد يستمر لعدة أسابيع أو شهور، موضحاً أن أعداد المصابين في ازدياد مضطرد، والأرقام تشير إلى أنها بلغت حتى ليلة أمس الثلاثاء 8.198 حالة على مستوى البلاد، أي بزيادة أكثر من 1.000 مصاب عما تم الإبلاغ عنه خلال الساعات الماضية، مشيراً إلى وفاة 12 حالة.
وأردف قائلاً: إن هناك حوالي 64.212 مصاباً في أوروبا، وفي إيطاليا وحدها توجد حوالي 28 ألف حالة.
إلى ذلك، حث مدير المعهد، وفق ما ذكرته صحيفة دي تسايت، على أهمية تقليص المواطنين للعلاقات الاجتماعية والحفاظ على مسافة لا تقل عن متر ونصف بين بعضهم البعض، مع ضرورة البقاء في المنازل.
كما حض فيلر المواطنين على الاتصال بالطبيب عند الاشتباه بأعراض الفيروس، مطالباً المستشفيات بتوفير أقسام خاصة لمرضى كورونا المحتملين، فضلاً عن تحفيز الأطباء المتقاعدين على المساعدة.
ومع تزايد أعداد المصابين، طالب فيلر الجميع بالامتثال الصارم بالنظافة وتدابير الحماية لتفادي الإصابة بالفيروس، مشيراً إلى أن آثار الإجراءات التي فرضتها الحكومة يمكن تقييمها خلال أسبوعين.
وفي السياق، دافع فيلر عن استخدام بيانات اتصالات الهواتف واعتبارها ضرورية لمعرفة تأثير الإجراءات التي اعتمدتها الحكومة، موضحاً أنه وبهذه الطريقة يمكن تقييم حركة الناس.
من جهة ثانية، أعلنت الرابطة الألمانية المتخصصة بالعناية المركزة وطب الطوارئ أنه ولأول مرة سيتم تسجيل أكثر من ألف عيادة من أجل ضمان التنسيق الإقليمي لأسرّة العناية المركزة، وبالتالي، الرعاية المثلى لمرضى كورونا.
ويُظهر الموقع أيضاً المستشفيات التي لديها خبرة كبيرة في أمراض الجهاز التنفسي الحادة، ومن المفترض أن يساعد ذلك أيضا العيادات الصغيرة.
وفي السياق، وبحسب وزارة الصحة الاتحادية، فإن عدد أسرة العناية المركزة وصل إلى 28 ألف سرير، بينها 25 ألفاً ممكن تزويدها بأجهزة تنفس اصطناعية.
أما رئيس جمعية المستشفيات الألمانية غيرالد غاس، فطالب بالسماح، وعلى وجه السرعة، بالاستعانة بممرضين أجانب لسد العجز الموجود في ظل أزمة كورونا.
وكان مدير المعهد المذكور قال، أمس الثلاثاء، إنه يرجح انتقال الوباء المستجد بين البشر لسنوات، وذلك انطلاقاً من فرضية أن وتيرة العدوى ستستمر على الأقل لسنتين عالمياً، مع العلم، أن المعهد رفع تقييمه للتهديد الناتج من كورونا بالنسبة لصحة المواطنين في ألمانيا من مستوى "معتدل" إلى "مرتفع".
واستُنِد في رفع التقييم للتهديد الناجم عن كورونا على الزيادة المرتفعة في أعداد المصابين، وإلى المؤشرات التحذيرية الصادرة عن المؤسسات والهيئات الصحية والمستشفيات والعيادات.
يُشار إلى أن أكثر الولايات الألمانية التي يتفشى فيها كورونا هي: شمال الراين فستفاليا (3838 إصابة) وبافاريا (1352 إصابة)، مع العلم أن ألمانيا باتت ثالث أكثر دولة أوروبية ينتشر فيها الفيروس بعد إسبانيا وإيطاليا.