وفي تفاصيل الوفاة، فإن شاباً سورياً أصيب بالفيروس توفي أمس الخميس في محافظة درعا جنوبي البلاد، إثر تدهور حالته الصحيّة في الأيام الأخيرة. ووفقاً لـ"تجمع أحرار حوران" المحلي، فإن الضحية يدعى بسام عبد المنعم الصمادي وينحدر من بلدة صماد بريف درعا الشرقي، وكان محجورا عليه في دمشق منذ عشرة أيام، لسوء حالته الصحيّة إثر مشكلات في التنفس، بعد إبلاغه من جانب مستشفى المواساة بدمشق أنه يعاني من التهاب رئوي، إضافة لكونه مريضا بالسكري، موضحا أن الشاب البالغ 23 عاما عاد براً من لبنان، قبل أسبوعين، عن طريق المعابر الحدودية الرسمية، وتعرض لحجر صحي في دمشق، قبل أن يصل إلى بلدته.
ساءت حالة الشاب الصحية أمس الخميس، وجرى إسعافه إلى مستشفى بصرى الشام شرقي محافظة درعا. وأكد أحد الأطباء المطلعين على حالته، لـ"تجمع حوران"، إصابته بفيروس كورونا منذ زمن، لظهور جميع الأعراض عليه. وأوضح الطبيب، الذي لم يذكر الموقع اسمه، أن كادراً طبياً خاصاً قام بتغسيله بعد وفاته ودفنت جثته، ولم يتم السماح لأحد بالمشاركة في مراسم جنازته، مشيرا إلى أنّ قوة أمنية تتبع للفيلق الخامس فضّت عزاء الصمادي بالقوة، ولم تسمح لأحد بالدخول إلى مدينة بصرى الشام، تخوفًا من انتشار الفيروس، فيما زعمت مستشفى بصرى الشام أنه كان مريضا بالسل.
ويتخوّف الأهالي من انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19)، مع تجنّب نظام بشار الأسد الإفصاح عن العدد الحقيقي للمصابين، وسط تسريبات بشأن إصابة أعداد كبيرة من السوريين بهذا الوباء في ضوء كثافة الإيرانيين في الأراضي السورية، في حين تعمل بعض أجهزة النظام على الإفادة من هذه الأجواء للقيام بعمليات ابتزاز للتجار وأصحاب المحلات التجارية.
دوريات النظام تبتز التجار
وذكر موقع "صوت العاصمة" المحلي، أن دوريات الأمن العسكري والسياسي التابعة للنظام استغلت قرار الحظر المعلن لابتزاز التجار وأصحاب المحلات بمبالغ مالية كبيرة، حيث تتقاضى هذه الدوريات مبالغ مالية بين 100 -250 ألف ليرة سورية (485 دولارا أميركيا)، مقابل السماح لأصحاب المحلات والتجار بفتح متاجرهم ومزاولة مهنهم، خاصة في مناطق ريف دمشق.
وكانت حكومة النظام قد قررت إغلاق جميع الأنشطة التجارية، مع استثناء محلات الطعام والبقالة والصيدليات، على أن يتم إغلاق المحل بالشمع الأحمر في حال المخالفة، والسجن لمدة قد تصل إلى عام كامل. وبلغ عدد المصابين بفيروس كورونا، وفق التصريحات المعلنة، 5 إصابات فقط.
الائتلاف يحذّر من كارثة إنسانية
إلى ذلك، وجّه رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أنس العبدة، رسالة إلى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، شرح فيها الوضع الصحي في سورية وعلى وجه الخصوص الخطر المحدق بالمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، مطالبا بالإسراع بتطبيق الخطة المتفق عليها مع الحكومة السورية المؤقتة للتصدي لخطر تفشي فيروس كورونا.
وشدّد العبدة، وفق ما نشرت الدائرة الإعلامية في الائتلاف، على أن أي تأخير في تنفيذ الخطة قد يؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة في سورية، لافتا إلى أن الأوضاع في سورية، وعلى الأخص في المناطق الشمالية، مغايرة لبقية العالم، بسبب أعداد النازحين والمهجّرين الكبيرة، وعدم وجود الأماكن الصالحة للسكن أو العزل، إضافة إلى دمار معظم المنشآت الطبية، وذلك بسبب الحملة العسكرية للنظام السوري وروسيا في الأشهر القليلة الماضية.
وأكد على أن النظام يواصل التستر على العدد الحقيقي لحالات الإصابة بكورونا في سورية، لافتا إلى أن عدد حالات الإصابة في دول المنطقة، وانتشار المليشيات القادمة من إيران ولبنان، يجعل الأمر صعب التصديق، داعيا إلى ممارسة الضغط على النظام للسماح بالوصول إلى المعتقلين وتفقد أحوالهم.
الأمم المتحدة تدعو لإخراس البندقية
من جهته، طالب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، فجر اليوم الجمعة، "بوقف كامل وفوري لإطلاق النار في جميع أنحاء سورية، تماشيا مع القرار 2254، لتمكين الجهود الشاملة لمكافحة فيروس كورونا. ونقلت وكالة "الأناضول" عن بيان أصدره المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوغريك، أن الأمين العام يدعو أطراف الصراع السوري "إلى دعم ندائه الذي أطلقه الاثنين الماضي بضرورة وقف إطلاق النار في جميع مناطق الصراعات المسلحة في العالم، والتفرغ لمكافحة كورونا".
وأشار إلى مطالبة المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسن، الثلاثاء، بوقف كامل وفوري لإطلاق النار في جميع أنحاء سورية، تماشيا مع قرار مجلس الأمن رقم 2254. ولفت إلى أن المبعوث الخاص شدّد في بيانه على استعداده للعمل مع جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة على الأرض، وكذلك مع البلدان الرئيسية التي يمكنها دعم توسيع نطاق العمل للتعامل مع فيروس كورونا وضمان استمرار وقف إطلاق النار. وحتى منتصف ليلة الخميس الجمعة، أصاب كورونا أكثر من نصف مليون شخص حول العالم، توفي منهم ما يزيد على 23 ألفا و700، فيما تعافى أكثر من 122 ألفا.