يدعو خبراء أكاديميون من حول العالم، إلى عدم التوقف عن دعم الباحثين، لا سيما الشباب منهم، وذلك لتفادي ضرر طويل الأمد. ويعرض موقع "تايمز هاير إيديوكيشن" الأكاديمي المتخصص، في تقرير صدر أخيراً، تحذيراً من "جيل ضائع من الباحثين" يمكن أن ينشأ عن الأزمة التي تسبب بها فيروس كورونا الجديد على مستوى التمويل. تأتي مثل هذه الدعوات والتحذيرات فيما تزداد المخاوف لدى طلاب الدكتوراه، وباحثي ما بعد الدكتوراه، ممن يكافحون لإنهاء مشاريعهم البحثية الحالية أثناء عمليات الإغلاق، إذ إنّ الأزمة لا تؤثر فقط في عملهم البحثي بل أيضاً في وظائفهم المستقبلية المحتملة، إذ يبدو وضع المؤسسات التعليمية والبحثية على المحك. يشير التقرير إلى أنّ الباحثين الذين تسلموا وظائفهم حديثاً سيكونون كبش الفداء الأول في أيّ تخفيضات في الميزانية، بحسب استطلاع بريطاني لفت إلى أنّ واحداً فقط من كلّ عشرة باحثين تنتهي منحهم البحثية هذا العام بالذات، تلقى تمويلاً إضافياً لاستكمال عمله. كذلك، حذرت "الأكاديمية الأسترالية للعلوم" في مايو/ أيار الماضي، من أنّ تقليص الوظائف البحثية سيؤثر في البداية على الباحثين الصغار، بمن فيهم الخريجون الجدد، بالإضافة إلى الباحثين الذين تسلموا وظائفهم حديثاً، والذين أمضوا سنوات قليلة في وظائفهم، والنساء في مختلف المراحل.
أما في الولايات المتحدة، فهناك تفاؤل بأن تعود الأبحاث إلى قوتها في حال تمكن الممولون، سريعاً، من تقديم الدعم، لكنّ مئات الجامعات هناك حرضت على تجميد التوظيف وسط تحذيرات من أنّ الباحثين الجدد سيكونون الأكثر تضرراً. في هذا الإطار، يقول الأستاذ في جامعة "أوكسفورد" البريطانية، سايمون مارغنسون، إنّ "الباحثين المستجدين ستكون لديهم فرص تمويل وتوظيف ضئيلة جداً، بينما سيتخرج طلاب الدكتوراه باتجاه سوق ميت". يضيف: "سيكون هناك جيل ضائع من الباحثين إلا إذا كنا واعين جداً وأذكياء بخصوص التعامل مع هذه الأزمة". ويحذر مارغنسون من أنّه إذا لم تعالج المشكلة، فإنّها لن تقتصر على الباحثين أنفسهم وشؤونهم الحياتية وتطلعاتهم المستقبلية، بل قد تتأثر الأبحاث نفسها في العدد والجودة على المدى الطويل.
في أستراليا، على سبيل المثال، قدرت هيئة الإحصاء في البلاد أنّ أكثر من نصف الوقت المخصص للبحث في الجامعات يأتي من طلاب الدراسات العليا. وفي أوروبا، تبيّن من خلال بحث أخير، أنّ الأكاديميين ما دون سنّ الأربعين عاماً يمضون وقتاً في البحث يعادل الضعفين على الأقل، من الوقت الذي يمضيه نظراؤهم في الأربعين وما فوق.