طالب مؤتمر "مناهضة خطاب الكراهية والعنصرية"، في بيانه الختامي، أمس السبت، بألا يبقى الجناة دون عقاب، مؤكدا ضرورة سن قوانين صارمة للحد من مظاهر الكراهية والتمييز التي يتعرض لها السوريون في تركيا.
وشارك في المؤتمر الذي عقد بمدينة إسطنبول، الجمعة، 71 منظمة وهيئة وتجمعاً من مختلف أطياف المجتمع التركي والسوري، وأكد ضرورة أن يساهم المجتمع المدني في مواجهة كل من يحاول أن يجعل من الشعبين السوري والتركي أعداءً، وضرورة تأمين بيئة آمنة للاجئين، وصون حقوقه وكرامته.
ولفت البيان الصادر باللغات العربية والتركية والإنكليزية، إلى وقوع العديد من الاعتداءات والجرائم على اللاجئين السوريين، خاصة بعد أحداث منطقة "ألتن داغ" التابعة لولاية "أنقرة"، في أغسطس/آب الماضي، مشيرا إلى أن "مرد تلك الجرائم هو تصعيد بعض الأحزاب لخطاب الكراهية بحق السوريين، والكم الهائل من البيانات والمعلومات المضللة والخاطئة عن اللاجئين السوريين، وعدم إدراك البعض لعواقب خطاب الكراهية والتمييز".
ودعت المنظمات الموقعة على البيان الحكومة التركية إلى "الاعتراف بكل حقوق اللاجئين، وحماية تلك الحقوق عبر تدابير وإجراءات أكثر فعالية لتأمين سلامتهم، وتصحيح البيانات والمعلومات الخاطئة التي يتم تناقلها حولهم، والتحقيق بصورة أكثر صرامةً فيما يتم تداوله من اعتداءات على لاجئين".
وقال أحد منسقي المؤتمر، الناشط السوري طه الغازي، لـ"العربي الجديد"، إن "المؤتمر عقد بالتنسيق مع جهات وشخصيات تركية حكومية وغير حكومية من أطياف مختلفة، لأننا لا نريد أن يحسب السوريون على حزب أو تيار، وركزنا خلال التحضير على تحييد ملف اللاجئين عن النزاعات الداخلية بين التيارات والأحزاب، والهدف الرئيس هو حث منظمات المجتمع المدني والهيئات الحقوقية التركية على العمل من أجل تأمين اللاجئين قبل الانتخابات التركية المقررة في العام المقبل، والمتوقع أن تشهد مزيداً من التصعيد، واستخدام السوريين كورقة سياسية".
وكشف الغازي أن هناك مؤتمرات وفعاليات أخرى ستقام في ولايات تركية تشهد توترات وتحريضا ضد السوريين، وأن مؤتمر إسطنبول هو مجرد بداية لصناعة رأي عام يزيل اللبس، ويحارب التضليل الرائج حول تلقي السوريين مساعدات من الحكومة التركية، أو أنهم سبب بطالة وفقر بعض الأتراك.
وأوضح أن "النتائج مرهونة بالعمل المشترك، وسيكون التواصل مستمرا، ولدينا لقاءات خلال الأسبوع المقبل، من بينها لقاء مع رئيس حزب الديمقراطية والانطلاقة، علي باباجان، ونعول على تغيير خطاب قادة بعض الأحزاب ومسؤولي المعارضة تجاه السوريين عبر تلك اللقاءات، فضلا عن عقد مؤتمرات وملتقيات في مدن مثل العاصمة أنقرة، وإزمير، وغازي عنتاب، وأروفا".
وتستضيف تركيا نحو 3.7 ملايين لاجئ سوري، وشهدت خلال الأشهر الماضية زيادة في حدة خطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين، وترافق ذلك مع جرائم قتل، من أبرزها مقتل الشبان السوريين في إزمير حرقاً، ثم الهجوم على محال سوريين بحي إسنيورت في إسطنبول.