تسبّب الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي بدأ الخميس الماضي، بتقطع السبل بأكثر من 2606 أردنيين بينهم 727 طالباً جامعياً موزعين على 37 جامعة في أنحاء أوكرانيا، وفق الأرقام التي أعلنتها السلطات الأردنية.
وعاد 92 أردنياً من أوكرانيا، بينهم 22 طالباً، منذ 12 شباط/فبراير ولغاية الثلاثاء الماضي، وفق تصريحات مدير وحدة الاستجابة الإعلامية في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، أحمد النعيمات.
ويقول المواطن الأردني، مجاهد الخواجة، المقيم في مدينة خاركييف الأوكرانية لـ"العربي الجديد": "رغم القصف العنيف جداً فالوضع بشكل عام مطمئن، فالإصابات ضمن المدنيين محدودة حتى الآن"، ويضيف، الطلاب غالبيتهم في الملاجئ، أغلبها في محطات المترو تحت الأرض وهي مجهزة بالتهوية والماء المركزي، فيما بقي قليل من الطلاب الأردنيين في بيوتهم، ولم يغادروها.
وانتقد الخواجة إجراءات الحكومة الأردنية: "العتب على تأخر الحكومة في توفير طائرات إجلاء للطلاب، على أقل تقدير حين قامت كل الدول بإخلاء طلابها مجاناً".
وأضاف الخواجة: "اكتفوا بإرسال رسائل لا تجدي نفعاً بعد بداية الحرب"، وفي انتقاد لإجراءات الحكومة الأردنية، قال: "جرى ترتيب مراكز استقبال للأردنيين على الحدود الغربية، بينما نسوا أو تناسوا من يقطن تحت القصف الفعلي في شرق أوكرانيا".
وتحدث عن تواصل أهالي بعض الطلاب معه للاطمئنان على أبنائهم، مشيراً إلى أنه تواصل مع الطلاب للاطمئنان عليهم، والأوضاع بشكل عام غير خطيرة بالنسبة للمدنيين.
ويتحدث الخواجة عن جود صعوبات مع عدد من الطلاب بسبب ظروف الحرب، مشيراً إلى أن هناك طالبا عالقا بين منطقة أوديسا والعاصمة يريد الوصول لمدينة خاركييف ليجتمع مع زوجته، لكن الظروف الأمنية عقدت المهمة.
ويلفت إلى أن أحدهم قدم من الأردن لأوكرانيا في الفترة الماضية لحل مشكلة عائلية، بعد أن قامت زوجته بالاحتفاظ بابنته رغماً عنه، وعلق بسبب الحرب، من جهته ناشد طالب أردني عبر فيديو على يوتيوب السلطات الأردنية بإرسال طائرة لإجلاء الطلبة، بسبب الأوضاع الأمنية.
وكان 4 أردنيين وصلوا، الجمعة، قادمين من أوكرانيا إلى السفارة الأردنية في رومانيا، بحسب تصريح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، السفير هيثم أبو الفول.
وأضاف أنّ الوزارة تتعامل مع عدد من الأردنيين الموجودين على الحدود مع بولندا ورومانيا لتنسيق دخولهم إلى تلك الدول، موضحاً أن هناك تأخيرا من داخل أوكرانيا، بسبب الأعداد الكبيرة، حيث إنّ السفارات تعمل على تأمين إقامة الأردنيين القادمين من أوكرانيا.
وذكرت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في بيان، الجمعة، أن العمل في خلية الأزمة والسفارة الأردنية في أنقرة، المعتمدة لدى أوكرانيا، وكذلك السفارات الأردنية المعتمدة في عددٍ من الدول الحدودية مع أوكرانيا، استمر طوال الساعات الماضية لتنفيذ خطة طوارئ التعامل مع الأردنيين المتواجدين في أوكرانيا، وعلى رأسها إدامة التواصل مع الأردنيين، واستقبال الاتصالات منهم، وتوجيه النصائح لهم بالحفاظ على سلامتهم والالتزام بالتعليمات الصادرة عن السلطات المحلية، مشيرة إلى إرسال موظفين دبلوماسيين إلى المناطق الحدودية المحاذية لأوكرانيا في رومانيا وهنغاريا وبولندا وسلوفاكيا وروسيا لمتابعة الأردنيين هناك.
وكانت الوزارة أصدرت عدداً من البيانات، ومن خلال إرسال عدد من الرسائل الإلكترونية والنصية لأفراد الجالية الأردنية في أوكرانيا لحثهم على مغادرة أوكرانيا خلال الأسبوعين الماضيين، كما حثت الوزارة الأردنيين هناك على مغادرة المناطق الشرقية الساخنة، باتجاه غرب أوكرانيا، والاستفادة من توفر الرحلات الجوية في حينه للمغادرة.
بدوره قال وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور وجيه عويس، إن الوزارة وبالتنسيق مع وزارة الخارجية وشؤون المغتربين على أهبة الاستعداد لتقديم كافة التسهيلات للطلبة الأردنيين الدارسين في أوكرانيا بما يضمن سلامتهم.
وأوضح في تصريحات، الجمعة، أن موقع الوزارة الإلكتروني يستقبل أي استفسارات من الطلبة على الأرض الأوكرانية، مشيراً إلى أنه ولغاية الآن لم يتواصل أي من الطلبة في أوكرانيا مع الوزارة.
ولفت الوزير عويس، إلى أن آلية التعامل مع الطلبة في أوكرانيا سوف تتم وفقاً للوضع الراهن في أوكرانيا، وبما يضمن استمرارية الحفاظ على حقهم في الخطط الدراسية المقطوعة، ومدى إمكانية استمرارهم في جامعاتهم أو الاستعاضة عنه بإجراء مناسب يتخذه مجلس التعليم العالي لاحقاً وفقاً لظروف تقدرها الوزارة في حينه، مشيراً إلى أن الوزارة معنية بكافة الطلبة الأردنيين الدارسين على الأرض الأوكرانية.
وأضاف أن الوزارة تعاملت سابقاً مع ظروف مشابهة، ووجهت الطلبة للدراسة في جامعات أخرى ضمانة لسلامتهم، وحفاظاً على حقهم في استكمال دراستهم، لافتاً إلى أن الوزارة تراقب الوضع على الأرض أملاً في تغييرات تعيد الاستقرار للطلبة في أوكرانيا دون الحاجة إلى اللجوء إلى إجراءات أخرى.