قريباً يصل عدد سكان العالم العربي إلى نحو 400 مليون نسمة. و34.4 % منهم ما دون الخامسة عشرة. لكنّ هؤلاء الأطفال- وهم المستقبل- في خطر حقيقي.
ليس هناك من رقم نهائي حول ضحايا الحروب والفوضى الأمنية، التي تشهدها المنطقة. ما هو متوفر ليس دقيقاً، كما أنّه مجتزأ. والحروب مرشحة كما يبدو إلى مزيد من الاحتدام. والحصيلة أننا لا نعرف كم فقدنا وكم نفقد تباعاً وسط هذا البركان.
تقدّر منظمة اليونيسف موت مليون طفل عربي سنوياً بسبب النزاعات المسلحة، وإصابة 6 ملايين بجروح، من ضمنهم عشرة آلاف من ضحايا الألغام.
قد يبدو الرقم كبيراً، وهو فعلاً رقم كبير، لكن يبدو أنه لا يحيط بمجمل ما تشهده دول المنطقة من منوعات عنف. أما لماذا الإصرار على تواضع هذه الأرقام التقديرية بالقياس إلى الوقائع، فلأنه لا وجود لأجهزة محايدة وموثوقة معنية بجمع المعلومات والوقائع وإصدار ما تتوصل اليه من معطيات.
أكثر الدول التي تشهد مصارع الأطفال هي دول تعاني من تفكك مؤسساتها الرسمية. ومن ضمنها بالطبع دوائر الإحصاء المركزية ووزارات الصحة والشؤون الاجتماعية. كما أن هناك صعوبة في الوصول إلى مناطق النزاعات، ويتعذر إرسال الفرق المسحية لجمع البيانات بالأصل. أكثر من ذلك فإنّ أيّ عمل بحثي ميداني في مثل الأجواء السائدة، قد يدفع إلى الشك في الدافع وراءه. ويظل العامل الأكثر رجحاناً هو الحروب، التي يغلب عليها الطابع الأهلي، أو الحروب التقليدية، أو اختلاط الشكلين معا. والحصيلة أنّ الضحايا يتساقطون دونما انقطاع، ثم يأتي إحصاء ما، لجهة ما، ليقول لنا إنّ نسبة الأطفال بينهم هي كذا وكذا، أو إنّ عدد الأطفال الذين سقطوا من المجموع الكلي هو على هذا القدر. لكنّ تلك الأرقام التي ترد من أي مصدر كان، محلياً أو دولياً، تتحدث عن الذين يقضون بأعمال العنف، أي بالقصف الجوي أو البري أو أعمال القنص والألغام وغيرها. ولا تتحدث عن أولئك الذين يقضون جراء المرض والجوع. أمثال هؤلاء لا يجدون من يسجلهم في خانة ضحايا الحروب.
ثم إننا لا نتحدث عن مسرح واحد من مسارح الحروب. ما لدينا مجموعة دول تشهد حروباً مندلعة بأعنف مما يحتمله الكبار، لا الصغار فحسب. ودول لا تشهد حروباً مفتوحة، لكن تعاني من أزمات ونزاعات تشابه الحروب، أي أنّ لدينا حوالى 12 بلداً عربياً تشهد منوعات من الصراع يكون ضحاياها تحديداً هم الأطفال. وبالطبع فإن الأطراف المشاركة لا تقيم وزناً لأي اتفاق أو ميثاق دولي يفرض على المتحاربين الحفاظ على أجيال تستحق الحياة.
*أستاذ في كلية التربية – الجامعة اللبنانية
إقرأ أيضاً: ... وندفع ثمن الموت نزفاً
ليس هناك من رقم نهائي حول ضحايا الحروب والفوضى الأمنية، التي تشهدها المنطقة. ما هو متوفر ليس دقيقاً، كما أنّه مجتزأ. والحروب مرشحة كما يبدو إلى مزيد من الاحتدام. والحصيلة أننا لا نعرف كم فقدنا وكم نفقد تباعاً وسط هذا البركان.
تقدّر منظمة اليونيسف موت مليون طفل عربي سنوياً بسبب النزاعات المسلحة، وإصابة 6 ملايين بجروح، من ضمنهم عشرة آلاف من ضحايا الألغام.
قد يبدو الرقم كبيراً، وهو فعلاً رقم كبير، لكن يبدو أنه لا يحيط بمجمل ما تشهده دول المنطقة من منوعات عنف. أما لماذا الإصرار على تواضع هذه الأرقام التقديرية بالقياس إلى الوقائع، فلأنه لا وجود لأجهزة محايدة وموثوقة معنية بجمع المعلومات والوقائع وإصدار ما تتوصل اليه من معطيات.
أكثر الدول التي تشهد مصارع الأطفال هي دول تعاني من تفكك مؤسساتها الرسمية. ومن ضمنها بالطبع دوائر الإحصاء المركزية ووزارات الصحة والشؤون الاجتماعية. كما أن هناك صعوبة في الوصول إلى مناطق النزاعات، ويتعذر إرسال الفرق المسحية لجمع البيانات بالأصل. أكثر من ذلك فإنّ أيّ عمل بحثي ميداني في مثل الأجواء السائدة، قد يدفع إلى الشك في الدافع وراءه. ويظل العامل الأكثر رجحاناً هو الحروب، التي يغلب عليها الطابع الأهلي، أو الحروب التقليدية، أو اختلاط الشكلين معا. والحصيلة أنّ الضحايا يتساقطون دونما انقطاع، ثم يأتي إحصاء ما، لجهة ما، ليقول لنا إنّ نسبة الأطفال بينهم هي كذا وكذا، أو إنّ عدد الأطفال الذين سقطوا من المجموع الكلي هو على هذا القدر. لكنّ تلك الأرقام التي ترد من أي مصدر كان، محلياً أو دولياً، تتحدث عن الذين يقضون بأعمال العنف، أي بالقصف الجوي أو البري أو أعمال القنص والألغام وغيرها. ولا تتحدث عن أولئك الذين يقضون جراء المرض والجوع. أمثال هؤلاء لا يجدون من يسجلهم في خانة ضحايا الحروب.
ثم إننا لا نتحدث عن مسرح واحد من مسارح الحروب. ما لدينا مجموعة دول تشهد حروباً مندلعة بأعنف مما يحتمله الكبار، لا الصغار فحسب. ودول لا تشهد حروباً مفتوحة، لكن تعاني من أزمات ونزاعات تشابه الحروب، أي أنّ لدينا حوالى 12 بلداً عربياً تشهد منوعات من الصراع يكون ضحاياها تحديداً هم الأطفال. وبالطبع فإن الأطراف المشاركة لا تقيم وزناً لأي اتفاق أو ميثاق دولي يفرض على المتحاربين الحفاظ على أجيال تستحق الحياة.
*أستاذ في كلية التربية – الجامعة اللبنانية
إقرأ أيضاً: ... وندفع ثمن الموت نزفاً